داعش يتربص بالمهاجرين الأفغان المرحّلين من إيران وباكستان

حذّرت بعض المصادر الدبلوماسية والأمنية من أن تنظيم داعش قد يستغل موجة ترحيل المهاجرين الأفغان على نطاق واسع من إيران وباكستان لتحقيق أهدافه.
حذّرت بعض المصادر الدبلوماسية والأمنية من أن تنظيم داعش قد يستغل موجة ترحيل المهاجرين الأفغان على نطاق واسع من إيران وباكستان لتحقيق أهدافه.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية، يوم الخميس 25 سبتمبر (أيلول)، أنّه منذ بداية العام الجاري عاد نحو مليونين و600 ألف مواطن أفغاني إلى بلدهم، وكان كثير منهم قد عاشوا لعقود في الخارج، فيما تطأ أقدام بعضهم أرض أفغانستان للمرة الأولى.
هانس- ياكوب شيندلر، المنسق السابق للجنة الأمم المتحدة لمراقبة الجماعات المسلحة، حذّر في مقابلة مع الوكالة قائلاً: "الخطر كبير في أن يعتبر "داعش – خراسان" الوافدين الجدد من الأفغان مصدراً محتملاً لتجنيد المقاتلين".
وأضاف أنّ "داعش - خراسان" منذ أغسطس (آب) 2021 يعمل على استقطاب عناصر طالبان الساخطين، وكذلك من الأفغان الذين لم يجدوا مكاناً لهم في هيكل السلطة الجديدة.
وقال مصدر دبلوماسي أوروبي للوكالة: "نحن نعلم أن بعض الأفغان لا ينضمون إلى الجماعات الإرهابية عن قناعة، بل بدافع "الضرورة الاقتصادية".
في أغسطس (آب) 2021، استولت حركة طالبان على كابل، عاصمة أفغانستان، بعد عقدين، واستعادت السلطة في البلاد. ومنذ ذلك الحين تحسنت الأوضاع الأمنية إلى حدّ كبير، لكن تنظيم "داعش-خراسان" المتمركز في شرق أفغانستان يواصل شنّ هجمات متفرقة تشكّل تهديداً دائماً لحكم طالبان واستقرار المنطقة.
في الأشهر الماضية شدّد النظام الإيراني سياساته المناهضة للهجرة ضد المواطنين الأفغان، ورحّل أعداداً كبيرة منهم من إيران.
وفي يوليو (تموز) الماضي دعت منظمة العفو الدولية النظام الإيراني إلى وقف ترحيل المواطنين الأفغان فوراً.
المهاجرون المرحّلون تحت ظل الفقر وداعش
وقدّرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنّه حتى نهاية عام 2025 قد يعود ما يصل إلى أربعة ملايين مواطن أفغاني إلى بلادهم.
وأعلن إندريكا راتواته، منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في أفغانستان، أن هؤلاء "سيواجهون تحديات واسعة النطاق، من بينها انعدام فرص العمل والسكن والخدمات الأساسية".
وأضاف: "قد يصبح هؤلاء عرضة لاستراتيجيات سلبية للبقاء، منها استغلالهم من قِبل الجماعات المسلحة".
وبحسب تقرير البنك الدولي، يعيش ما يقرب من نصف سكان أفغانستان البالغ عددهم 48 مليون نسمة تحت خط الفقر، فيما تبلغ نسبة البطالة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاماً نحو الربع.
وحذّرت الأمم المتحدة سابقاً في تقرير لها في يوليو (تموز) من أن الوضع الراهن يوفّر بيئة مواتية لنشاط مختلف الجماعات الإرهابية، مما يشكل تهديداً خطيراً لأمن آسيا الوسطى ودول أخرى.
وبحسب التقرير، فإن أخطر تهديد يتمثل في تنظيم داعش، الذي يضم نحو ألفي مقاتل ونفّذ في السنوات الأخيرة هجمات في روسيا وإيران وباكستان.
وقالت أمينة خان، عضو معهد الدراسات الاستراتيجية في إسلام آباد، إن الأفغان الذين قضوا عقوداً في الخارج يُنظر إليهم عند عودتهم إلى وطنهم "كغرباء".
وأضافت أن عدداً منهم يشعر بالمرارة والضغينة بسبب خسارة أعمالهم وممتلكاتهم، ما يجعلهم "فريسة مثالية للجماعات الإرهابية العابرة للحدود الناشطة في المنطقة".
واتهم النظام الإيراني، خاصة بعد حربه التي استمرت 12 يوماً مع إسرائيل، بعض الأجانب، ولا سيما المهاجرين الأفغان، بـ"التعاون والتجسس" لحساب الموساد.
وقد استُخدم هذا النهج عملياً كأداة لمنح الشرعية وتبرير السياسات المناهضة للهجرة التي ينتهجها النظام الإيراني.