وأوضحت الصحيفة، في تقرير نشرته، يوم السبت 20 سبتمبر (أيلول)، أن القاعات التي كانت تحتضن عشرات المناسبات أسبوعيًا، لم تعد تستقبل سوى أربع أو خمس حفلات في الشهر.
وتشير بيانات منظمة الأحوال المدنية إلى تسجيل 274 ألف حالة زواج فقط خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الإيراني الحالي، مقابل أكثر من 108 آلاف حالة طلاق في الفترة نفسها. كما انخفض عدد الزيجات خلال العقد الماضي بنسبة تقارب 46 في المائة، وسط عجز الكثير من الشباب عن تحمّل تكاليف حفلات كبيرة.
الأزمة الاقتصادية تضرب القطاع
وذكرت الصحيفة أن معظم المناسبات تحولت إلى تجمعات عائلية صغيرة أو نُقلت إلى حدائق ومزارع أرخص. وأكدت عرائس، مثل "سهیلا" و"زهرا"، أن الدافع الأساسي لإلغاء حفلاتهن الكبيرة كان الضغوط الاقتصادية، مشددات على أنهن كنّ سيقمن حفلات واسعة لولا الظروف المالية.
وأصاب هذا التراجع أيضًا القطاعات المرتبطة، مثل شركات التموين، والمصورين، والموسيقيين.
وقال مدير إحدى القاعات، ويُدعى جواد فرجي: "إن قاعة تسع 1000 شخص، لم يعد يحضرها سوى 25 ضيفًا في بعض المناسبات".
وأضاف أن الكثير من العاملين في القاعات، خاصة النساء المعيلات، فقدوا وظائفهم.
من "كورونا" إلى الحرب الأخيرة
يشير أصحاب القاعات إلى أن وباء "كورونا: كان البداية لانهيار القطاع، ثم جاءت الحرب الأخيرة والأزمة الاقتصادية لتفاقم الوضع.
وأشار حسين تبريزي، أحد مالكي القاعات القدامى، إلى أن أسعار المواد الغذائية تضاعفت (الدجاج من 70 ألفًا إلى 140 ألف تومان)، ما أجبر الأزواج على اختيار قوائم طعام بسيطة، لافتًا إلى أنه أغلق إحدى قاعاته، وحولها إلى نادٍ رياضي.
وأضاف مجید صمدي، مدير قاعة أخرى، إلى أن نشاط القاعات تراجع بنسبة 50 في المائة بعد "كورونا"، مؤكداً أن الوضع هذا العام "أسوأ بكثير"، وأن العديد منها بات على شفا الإفلاس.
تكاليف باهظة وحظر الموسيقى
أكد رئيس اتحاد قاعات الاحتفالات بطهران، بیجن عبداللهي، أن القطاع تضرر من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية أكثر من غيره، مطالبًا بتخفيف القيود القانونية مثل حظر الموسيقى الحية.
وقال إن تكلفة حضور الضيف الواحد تتراوح بين 700 و800 ألف تومان، وهو مبلغ يفوق قدرة الكثير من العائلات، مضيفًا: "القاعات دخلت في غيبوبة منذ كورونا، ولم تنهض حتى الآن".