وأوضح أن الذكاء الاصطناعي أصبح سلاحًا استراتيجيًا غيّر موازين القوى العالمية، وأضاف: "هذا يُظهر إلى أي مدى تحوّل الذكاء الاصطناعي إلى قضية مركزية.. نحن أيضًا في النزاع الأخير، بدلاً من استهداف عناصر البرنامج النووي الإيراني، بدأنا باستهداف علماء الذكاء الاصطناعي".
وفي الوقت نفسه، نشرموقع "واي نت" الإسرائيلية تقريرًا ذكر فيه إن إسرائيل تعمل على تجهيز نفسها بأدوات جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي استعدادًا لـ "عصر من عدم الاستقرار العالمي".
الذكاء الاصطناعي جزء من العقيدة الوطنية للدول
أشار إليابايف إلى أن إسرائيل تأخرت أحيانًا في سباق الذكاء الاصطناعي على المستوى العالمي، لكنه اعتبر ذلك "فرصة كبيرة للتغيير"، مضيفًا: "جميع الدول تتقدم في هذا المجال، وعلينا أن نكون في الطليعة. لدينا الباحثون والشركات والقدرات، لكن لا ينبغي أن نقف مكتوفي الأيدي".
كما أوضح أن العالم بعد إطلاق "تشات جي بي تي" شهد طفرة في النماذج الغربية مثل "ميدجورني"، والنموذج الصيني "ديب سيك"، وكذلك جهود الإمارات لإطلاق نموذج لغوي محلي.
وأشار إلى أن هذه التطورات شكلت بداية منافسة جيوسياسية جديدة، مضيفًا: "قبل ذلك كانت المنافسة تدور حول الاتصالات والفضاء والأقمار الصناعية، لكن فجأة أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا استراتيجيًا من العقيدة الوطنية للدول".
النشاط الإيراني في الذكاء الاصطناعي
أشار إليابايف أيضًا إلى أن إيران تعمل على تطوير أسلحة جديدة قائمة على الذكاء الاصطناعي، وتقوم بتهريب مكونات حاسوبية من السوق السوداء لبناء حواسيب فائقة.
وكان قائد القوات البحرية في الحرس الثوري الإيراني، علی رضا تنكسیری، قد صرّح، خلال العام الماضي، بأن التجهيزات الصاروخية والطائرات المُسيّرة الحديثة للحرس باتت تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي. وأكد أن الحرس الثوري يستعين بهذه التكنولوجيا في زيادة الدقة والاستهداف المباشر في أنظمته الصاروخية والرادارية والطائرات المُسيّرة.
مواقف متباينة داخل إيران
في مقابلة تلفزيونية مع التلفزيون الرسمي الإيراني في شهر أغسطس (آب) الماضي، صرّح الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، بأن إسرائيل خلال الحرب الأخيرة كانت تتوقع سقوط النظام الإيراني، بل وتنبأت عبر أنظمة الذكاء الاصطناعي أن الشعب الإيراني سينزل إلى الشوارع في اليوم الثالث.
ويُذكر أن طهران انتهجت موقفًا مزدوجًا تجاه الذكاء الاصطناعي، في السنوات الأخيرة، يجمع بين التشجيع على استخدامه وبين فرض قيود على انتشاره.
الاستخدامات الهجومية الإلكترونية
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية في يناير (كانون الثاني) من العام الماضي، نقلاً عن مسؤولين أميركيين ودراسات أمنية حديثة، أن القراصنة المرتبطين بالنظام الإيراني استعملوا تقنيات الذكاء الاصطناعي لتكثيف هجماتهم السيبرانية ضد أهداف في الولايات المتحدة ودول أخرى.
وقبل ذلك، في مايو (أيار) من العام الماضي حذّرت شركة "أوبن أي آي" من أن حسابات مرتبطة بالحكومة الإيرانية استغلت تقنياتها في الذكاء الاصطناعي لنشر الدعاية الموالية للنظام.
أما الولايات المتحدة، فقد أعلنت في أبريل (نيسان) من العام الماضي أنها بصدد فرض قيود على وصول دول مثل إيران، الصين، روسيا وكوريا الشمالية إلى النماذج الأمريكية المتقدمة من الذكاء الاصطناعي، بهدف الحد من استخدام هذه التكنولوجيا لأغراض عسكرية أو عدائية.