وقال مدير السياسات الخارجية في معهد الأمن القومي اليهودي الأميركي، جوناثان روه، إن طهران في الوقت الراهن تتجنّب المضي قدمًا في خطوات جديدة على صعيد برنامجها النووي، خوفًا من تعرضها لضربة عسكرية إسرائيلية أخرى.
وأضاف أن طهران ربما ما زالت تحتفظ بجزء من البنية التحتية والمعرفة الفنية اللازمة لإنتاج نموذج بدائي من سلاح نووي تجريبي، لكنها باتت مقتنعة بأن أي تحرك في هذا الاتجاه سيؤدي إلى "عقاب" مباشر.
وتابع: "العامل الحاسم في الخطوات المقبلة لإيران النووية ليس فنيًا، بل نفسيًا. فطهران متوقفة حاليًا فقط بسبب خوفها من هجوم آخر".
تبعات الانسحاب من معاهدة "NPT"
ذكر موقع "تايمز أوف إسرائيل" أن إيران تركّز حاليًا بشكل أكبر على إعادة بناء منظوماتها الدفاعية الجوية وتعويض الأضرار، التي سببتها الضربات الإسرائيلية، بدلًا من توسيع برنامجها النووي.
وعدّ الموقع الإسرائيلي الانسحاب من معاهدة "NPT" أخطر ردّ محتمل من جانب إيران، موضحًا أن هذا القرار ستكون له تداعيات خطيرة، سواء عبر إعادة الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران إلى مسار المواجهة المباشرة، أو عبر ضرب النظام العالمي الخاص بمنع الانتشار النووي.
وأضاف التقرير: "مقابل أي ردّ انتقامي من طهران، يبقى احتمال شنّ إسرائيل أو الولايات المتحدة لهجوم جديد قائمًا. المسار الدبلوماسي لا يزال مفتوحًا، لكن مسار الحرب أيضًا لا يزال حاضرًا".
من جهتها، قالت مديرة سياسات منع الانتشار في جمعية مراقبة التسلح النووي، كلسي داونبورت، إنه لا يمكن تقييم سرعة عودة إيران إلى العتبة النووية إلا إذا عاد مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران، وكشفوا حجم مخزونات اليورانيوم المخصّب، وعدد أجهزة الطرد المركزي التي تم تدميرها.
خطوة أوروبية وتصعيد في المواقف الإيرانية
في 28 أغسطس (آب) الماضي أبلغت دول "الترويكا" الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) مجلس الأمن بقرارها بدء إجراءات تفعيل "آلية الزناد" لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران.
وردًا على ذلك، أظهرت طهران مواقف مزدوجة: فمن جهة تحدّثت عن احتمال انسحابها من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT)، ومن جهة أخرى أعلنت استعدادها لمواصلة المسار الدبلوماسي.
احتمالات مواجهة عسكرية جديدة
تحدّثت تقارير عدة، خلال الأيام الأخيرة، عن احتمال تجدد المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل.
وقال المرشد الإيراني، علي خامنئي، خلال لقائه أعضاء الحكومة، يوم الأحد 7 سبتمبر (أيلول)، إن "العدو يسعى لفرض حالة (اللا حرب واللا سلم) على إيران"، مضيفًا أن "هذه الحالة مضرة وخطيرة على البلاد".
ويأتي ذلك بينما كان خامنئي قد صرّح، في أغسطس 2018، بأن "لا حرب ستقع ولا مفاوضات ستًجري".
وكانت شبكة "فرانس 24" الإخبارية قد ذكرت، في 5 سبتمبر الجاري، أن تفعيل "آلية الزناد"، بوضع إيران في موقع "المتهم" من منظور القانون الدولي، قد يساهم في "إضفاء الشرعية على أي هجوم جديد إسرائيلي".