ووصف كوهين، الذي تولى رئاسة "الموساد" بين عامي 2016 و2021، وكان قبلها رئيسًا لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي بين 2013 و2016، امتناع إسرائيل عن المشاركة في العملية بأنه مثال على "الاحتياط المفرط" من جانب "الجنرالات" الإسرائيليين.
وخلال ولايته الأولى، وجّه ترامب انتقادات حادة إلى نتنياهو؛ بسبب عدم انخراط إسرائيل في العملية، فيما يؤكد كوهين اليوم أن السبب لم يكن خوف نتنياهو، بل لأن رئيس الوزراء تبنّى موقف الجيش والاستخبارات العسكرية. وأضاف أن رئيس الأركان آنذاك، أفيف كوخافي، كان له دور بارز في إقناع نتنياهو بعدم المشاركة.
وبعد بث تصريحات كوهين، أصدر كوخافي بيانًا أوضح فيه أن الجيش لم يوافق على الخطة، التي اقترحها كوهين، بل دعّم عملية أخرى انتهت بالنجاح.
وأشار كوهين إلى أنه عندما أبلغ مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بأن إسرائيل لن تنضم إلى عملية اغتيال سليماني، رد الأخير بسخرية: "جنرالاتكم مثل جنرالاتنا، لا يرغبون في القتال".
كما تحدث كوهين عن اجتماع أمني اقترح فيه أن يهاجم الجيش الإسرائيلي موقعًا مرتبطًا بسليماني، واعتبره الجيش الإسرائيلي نفسه تهديدًا استراتيجيًا خطيرًا، لكن رئيس الأركان رفض، مضيفًا: "طلبت من رئيس الوزراء أن يأمره، لكنه لم يصدر أي أمر". وأكد أن نتنياهو تراجع أمام القادة العسكريين، واصفًا ذلك بأنه "سياسة العواقب"، مؤكّدًا أن "الجنرالات أرهبوا رئيس الوزراء بالتأكيد".
غضب من هجوم 7 أكتوبر
وفي حديثه عن هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، أبدى كوهين غضبه من فشل الأجهزة الأمنية في منعه، وهو ما تطرق إليه أيضًا في كتابه الجديد "قاتل بالخداع". وقال إنه بعد 36 ساعة من الهجوم وجّه تحذيرًا إلى نتنياهو بعدم الاعتماد المفرط على توصيات الجيش وجهاز الأمن العام (شاباك) "اللذين كانا جزءًا من الكارثة"، على حد وصفه.
ووجه كوهين نصيحته لنتنياهو آنذاك، قائلاً: "تحقّق بدقة من المعلومات التي يقدّمونها لك. افحص جيدًا جاهزية الجيش قبل أن تقرر دخول غزة. يقولون إنهم يعرفون.. فهل كانوا يعرفون حقًا؟ يقولون إنهم مستعدون.. فهل كانوا مستعدين فعلاً؟ يقولون يمكن دخول غزة صباح الغد.. لا تقبل ذلك".
ومع ذلك، شدد كوهين على أن نتنياهو آنذاك كان يسيطر على الأوضاع، قائلاً: "بيبي يعرف كيف يحافظ على رباطة جأشه. إنه ليس رجلاً ينهار بسهولة تحت الضغط".