ووفقًا لمصادر خاصة تحدثت إلى "إيران إنترناشيونال"، لم تُسلم جثة بهراميان إلى عائلته، بل دُفن تحت حراسة أمنية مشددة في مقبرة باغ رضوان بمحافظة أصفهان، وسط إيران.
أعلنت وكالة أنباء "ميزان" التابعة للسلطة القضائية في إيران، يوم السبت يوم السبت 6 سبتمبر (أيلول)، أن الحكم نُفذ بتهمة "الحرابة من خلال استخدام سلاح كلاشينكوف وسلاح صيد".
وأكدت مصادر مقربة من العائلة أن السلطات الإيرانية استدعت اثنين أو ثلاثة فقط من أقاربه من الدرجة الثانية للتعرف على الجثمان، فيما جرى نقل والدته وأخواته مباشرةً إلى مكان الدفن تحت رقابة مشددة، ثم إعادتهن إلى منزلهن.
وشهدت مدينة "سميرم" انتشارًا واسعًا لقوات الوحدات الخاصة، مساء يوم الجمعة 5 سبتمبر، بعد استدعاء عائلة بهراميان لـ "اللقاء الأخير". وحتى إعداد هذا التقرير، لم يُسمح للعائلة بإقامة أي مراسم تأبين.
وقال أحد الشهود: "إن المدينة تعيش تضييقًا أمنيًا كاملاً، فمنزل عائلة بهراميان محاصر، حتى الماء لا يُسمح بدخوله لوالدته المكلومة".
خلفية الاعتقال والتعذيب
كان مهران بهراميان قد اعتُقل في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 خلال احتجاجات "المرأة، الحياة، الحرية" المعروفة بـ "انتفاضة مهسا"، والتي اندلعت عقب وفاة الشابة الإيرانية، مهسا أميني، بعد تعذيبها على يد عناصر أمنية تابعة للنظام الإيراني في سبتمبر من العام نفسه 2022.
وتعرض مهران بهراميان لتعذيب شديد في معتقلات الاستخبارات التابعة للحرس الثوري بدولت آباد في أصفهان، ما أدى إلى كسر بضلوعه وتمزق طبلة أذنه. كما أًصيب شقيقه فاضل أيضًا بجروح بليغة في الرأس والوجه.
وبعد عامين من السجن، أُطلق سراح مهران في فبراير (شباط) 2024 بكفالة مالية ضخمة بلغت 100 مليار تومان، لكنه أعيد اعتقاله في 7 أغسطس (آب) 2024.
أحكام قاسية ضد عائلته والمقربين منه
لم تكتفِ السلطات الإيرانية باعتقال مهران بهرميان والحكم بإعدامه، بل طالت الاتهامات شقيقه فاضل بهراميان، الذي حُكم عليه بالإعدام، وأشارت تقارير متضاربة إلى احتمال تخفيف الحكم إلى السجن المؤبد.
ونال شقيقه الثاني، يونس بهراميان، وكذلك داريوش ساعدي، 16 عامًا سجنًا لكل منهما، كما حكم القضاء الإيراني على بهاره شيري، والدة علي عباسي، وهو من ضحايا الاحتجاجات في مدينة "سميرم"، بالسجن 8 سنوات بسبب نشاطها الحقوقي.
أحداث "سميرم 2022"
في 25 نوفمبر 2022، قُتل ثلاثة متظاهرين، وهم علي عباسي، ومراد بهراميان (شقيق مهران)، ومسلم هوشنكي، برصاص قوات الأمن الإيرانية.
وتحوّلت مراسم إحياء ذكرى الأربعين للضحايا الثلاث، في 31 ديسمبر (كانون الأول)، إلى احتجاجات واسعة، قُتل خلالها عنصر من قوات "الباسيج"، يُدعى محسن رضائي، وعقب ذلك شنت السلطات حملة اعتقالات جماعية ضد أسر الضحايا والمتظاهرين.
إشكالات قضائية واتهامات بالتلفيق
أصدرت محاكم الثورة أحكامًا بالإعدام على مهران وفاضل في فبراير 2024. لكن محكمة النقض أعادت الملف للمراجعة بسبب ثغرات، غير أن المحاكم أعادت تثبيت الأحكام وأيدتها المحكمة العليا.
وأكدت مصادر حقوقية أن التحقيقات لم تثبت تورط المعتقلين في مقتل عنصر "الباسيج"، مشيرة إلى تناقضات واضحة؛ حيث أثبت تقرير خبراء السلاح أن القتيل قضى برصاص "بندقية صيد"، بينما وُجهت التهم للمعتقلين باستخدام "كلاشينكوف".
وأوضحت تلك المصادر أن مهران أُعدم فقط بسبب "معارضته للنظام"، مؤكدة أن التهم ملفقة. وتشير التقارير إلى أن نحو 70 معتقلاً سياسيًا حاليًا في السجون الإيرانية يواجهون خطر تثبيت أو تنفيذ أحكام الإعدام.