ويُذكر أنّ تاجر المخدرات الإيراني، ناجي شريفي زيندشتي، قد فُرضت عليه عقوبات أميركية في فبراير (شباط) 2024.
وفي ذلك الوقت أعلنت وزارة العدل الأميركية أنّ زيندشتي واثنين من المواطنين الكنديين، متهمون بالتآمر لتنفيذ مخطط قتل مقابل المال، عبر أنشطة تجارية في الولايات المتحدة، إذ خططوا معًا لاغتيال شخصين من سكان ولاية ميريلاند.
وكانت "إيران إنترناشيونال" قد كشفت عبر تقرير، في 17 مايو (أيار) 2023، أنّ زيندشتي، زعيم عصابة الخطف وتهريب المخدرات، تحوّل إلى اللاعب الأول في سوق المخدرات الإيرانية، بمساعدة قادة في الحرس الثوري.
وبحسب التقرير، فإن إعدامات المتهمين بقضايا المخدرات ما هي إلا نتيجة لتصفية حسابات بين شبكات داخل الحرس الثوري.
وعلى مدى السنوات الماضية، شكّل زيندشتي دائرة نفوذ من المقرّبين أُطلق عليها اسم "نادي الأصدقاء"، وتضمّ كبار مسؤولي الحرس الثوري، وعددًا من كبار مسؤولي المجلس الأعلى للأمن القومي، ومسؤولين في بلدية طهران، وعددًا من أعضاء البرلمان.
ووفقًا لمعلومات وصلت إلى "إيران إنترناشيونال"، فإنّ زيندشتي لا يكتفي بدفع رشى لكبار المسؤولين، بل يزوّد بشكل مباشر ومنتظم العديد من هؤلاء المسؤولين البارزين بـ "الأفيون والهيروين" للاستهلاك الشخصي. كما أن بعض هؤلاء المسؤولين شركاء له في تجارة المخدرات، ويتغاضون عن نشاطاته في سوق المخدرات بطهران.
ومع ذلك، فقد سعى زيندشتي في العلن إلى رسم صورة "خيرية" عن نفسه. ففي 3 ديسمبر (كانون الأول) 2022، شارك نائب وزير التربية والتعليم في حفل تكريم المحسنين في بناء المدارس، وكان من بينهم زيندشتي.
كما نُشرت في وقت سابق صورة لتكريم "لجنة إمداد الإمام الخميني" له بصفته مديرًا لمؤسسة خيرية تحمل اسم "مؤسسة النجمة الخيرية لزيندشتي".
ويُذكر أن زيندشتي، الذي سبق أن حُكم عليه بالإعدام في إيران بتهمة تهريب المخدرات، فرّ عام 1997 من السجن إلى تركيا؛ حيث قاد من هناك عمليات تهريب المخدرات إليها.
وبحسب معلومات حصلت عليها "إيران إنترناشيونال"، فقد تعاون زيندشتي خلال هذه السنوات مع وزارة الاستخبارات والحرس الثوري في مجالين: الاغتيالات وخطف المعارضين في الخارج، وتهريب المخدرات إلى أوروبا بالتنسيق مع أجهزة الأمن الإيرانية.
وأدى العثور على بصماته في عمليات اغتيال معارضي النظام الإيراني إلى عودته لطهران. وبعد عودته، بدأ جهوده للسيطرة على مسارات استيراد المخدرات من أفغانستان، بهدف أن يصبح "زعيم المخدرات الأول في العالم".
وفي البداية حاول زيندشتي، استنادًا إلى خبرته السابقة في تركيا، التقرب من المسؤولين المحليين في خراسان وبلوشستان، لكنه سرعان ما اتجه للتقرب من المسؤولين الأمنيين في طهران.
وفي حين تظهر سجلات أجهزة الاستخبارات الإيرانية أنّ نشاطه يقتصر على تهريب المخدرات، إلا أن وثائق سرية أكدت أنّه منذ أواخر التسعينيات (2000 فما بعد) بدأ يسعى للتغلغل داخل النظام بهدف السيطرة على طرق تهريب المخدرات شرق البلاد.
وفي يوليو (تموز) 2024، أعلن وزير الخارجية الفرنسي، جان-نويل بارو، أن مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي صادق على عقوبات ضد أفراد، من بينهم ناجي شريفي زيندشتي، ومؤسسات تهدد مصالح أوروبا.
ويُشار إلى أن زيندشتي، خلال الانتخابات الرئاسية، التي انتهت بفوز مسعود بزشكيان عام 2024، نشر صورة له أثناء الإدلاء بصوته معلقًا عليها: "الانتخابات تجسيد لإرادة الأمة".