بعد تحذيرات غروسي.. ممثلو إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية يتفاوضون مجددًا في فيينا

أعلن سفير إيران لدى المنظمات الدولية في فيينا، رضا نجفي، عقد اجتماع بين ممثلي طهران ومسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في العاصمة النمساوية.
أعلن سفير إيران لدى المنظمات الدولية في فيينا، رضا نجفي، عقد اجتماع بين ممثلي طهران ومسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في العاصمة النمساوية.
وأوضح نجفي أن هذه المفاوضات، التي ستُعقد يوم الجمعة 5 سبتمبر (أيلول) على مستوى الخبراء، ستحدد "الشكل الجديد للتعاون بين إيران والوكالة".
وأضاف أن "النقاش حول آلية التفاعل بين طهران والوكالة، في إطار القانون الذي أقرّه البرلمان الإيراني، ومع الأخذ بعين الاعتبار الظروف الجديدة عقب الهجمات على المنشآت النووية أثناء الحرب التي استمرت 12 يومًا، سيكون المحور الرئيس لمفاوضات فيينا".
وفي الوقت نفسه، أكد وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني، في اتصال هاتفي مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، استعداده لتسهيل المحادثات بين إيران والوكالة.
وطالب تاياني بضرورة استئناف التعاون الكامل لإيران مع الوكالة، بما في ذلك السماح بالوصول إلى المواقع النووية.
وكان وفد من إيران قد اجتمع، في 21 أغسطس (آب) الماضي، مع نائب المدير العام للوكالة لشؤون الضمانات في فيينا.
وقد حذّر غروسي، في 3 سبتمبر الجاري، من أن مفاوضات الوكالة مع طهران بشأن كيفية استئناف عمليات التفتيش على المنشآت النووية الإيرانية التي استهدفتها الولايات المتحدة وإسرائيل، لا ينبغي أن تستغرق أشهرًا.
وفي اليوم نفسه، أعلنت الوكالة، في تقرير جديد، أن مخزون طهران من اليورانيوم المخصب حتى نسبة 60 في المائة، وهو مستوى يقترب من الحد المطلوب لصنع سلاح نووي، قد ارتفع قليلاً قبيل الهجمات الإسرائيلية.
ومنذ 13 يونيو (حزيران) الماضي، أي مع بداية الحرب، التي استمرت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل، لم تتمكن الوكالة من القيام بالأنشطة الميدانية اللازمة للتحقق من مخزون طهران من اليورانيوم المخصب.
وخلال الأيام الأخيرة، ازدادت التكهنات بشأن مستقبل البرنامج النووي الإيراني، وقرار دول "الترويكا" الأوروبية بتفعيل "آلية الزناد"، ورد الفعل المحتمل لطهران على ذلك.
والتقى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، مساء الخميس 4 سبتمبر الجاري أيضًا، مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، في الدوحة، حيث ناقشا ملف طهران النووي.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن مسؤولين أوروبيين أن وصول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المواقع النووية، ووضع مخزون اليورانيوم المخصب في طهران، كانا من بين المحاور الرئيسة لهذه المحادثات. ووفقاً للتقرير، ذكّرت كالاس خلال لقائها عراقجي بأن التزامات الحكومة الإيرانية في إطار معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية "NPT" لا تزال قائمة.
وفي أعقاب قرار دول "الترويكا" الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) بتفعيل "آلية الزناد"، اتخذ مسؤولو النظام الإيراني مواقف متناقضة؛ فمن جهة طرحوا احتمال الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، ومن جهة أخرى أعلنوا استعداد طهران لمواصلة المسار الدبلوماسي.
وتأتي هذه التطورات في وقت يرى فيه بعض المحللين والسياسيين ووسائل الإعلام أن مواجهة عسكرية جديدة بين إيران وإسرائيل باتت محتملة.
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني، سعيد خطيب زاده، في مقابلة مع إحدى القنوات العراقية، إن طهران "سعت لتجنب دخول المنطقة في حرب جديدة"، لكنه أضاف أن احتمال اندلاع مواجهة جديدة بين إيران وإسرائيل مرتفع.