وقالت الصحيفة، يوم الثلاثاء 2 سبتمبر (أيلول)، في إشارة إلى قرار طهران تعليق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد الحرب مع إسرائيل: "لقد عادت إيران مجدداً إلى أساليبها القديمة المتمثلة في التكتّم والتهديد والخداع. تصلبها وعدم تعاونها يزيدان من احتمال أن تتدخل القوات الأميركية عسكرياً مرة أخرى".
وأضافت الصحيفة: إذا كان على إيران أن تتعلم درساً من الهجمات الإسرائيلية والأميركية خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً، "فهذا الدرس يتمثل في أن الولايات المتحدة لا تخشى استخدام القوة العسكرية لمنع إيران من الوصول إلى سلاح نووي".
وجاء في المقال أن ترامب، عبر وقوفه بوجه "ضغط التيار الانعزالي الصاخب" بين أنصاره، وجّه ضرباته لإيران، وإذا خلص إلى أن هذا النهج ضروري لحماية الأمن القومي الأميركي، فقد يُقدم مرة أخرى على شن هجوم عسكري.
أوضحت الصحيفة أن المقصود من "الانعزاليين" بين أنصار ترامب هم المؤيدون لخطاب "أميركا أولاً".
و"أمريكا أولاً" هو شعار وخطاب روّج له ترامب خلال فترته السابقة في البيت الأبيض، ويركز على القضايا الداخلية الأميركية، والنزعة الوطنية، وتجنب التدخل المباشر في النزاعات الدولية.
في الأيام الأخيرة، تكاثرت التكهنات بشأن مصير البرنامج النووي الإيراني بعد قرار الترويكا الأوروبية تفعيل آلية الزناد، ورد الفعل المحتمل لطهران على ذلك.
وفي 2 سبتمبر (أيلول)، قال ترامب في مقابلة مع موقع ديلي كولر إنه من خلال مهاجمة إيران، حال دون وقوع "حرب نووية".
وأشارت "واشنطن بوست" أيضاً إلى طرد السفير الإيراني من أستراليا بسبب دور طهران في هجمات معادية لليهود، وإلى استمرار هجمات الحوثيين في اليمن، وعدم تعاون طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكتبت أن النظام الإيراني "لا يزال يتصرف كنظام مارق".
كما تطرقت الصحيفة إلى التداعيات المحتملة لتفعيل آلية الزناد، وقالت: "من المرجح أن يكون لعودة العقوبات تأثير محدود، لأن الاقتصاد الإيراني يعاني أصلاً من وضع متردٍ".
وذكّرت بأن المبادلات التجارية بين إيران وأميركا وأوروبا محدودة للغاية، بينما تُعد الصين الشريك الاقتصادي الأهم لطهران، إذ تشتري حوالي 90 بالمائة من صادرات النفط الإيراني.
وأضافت الصحيفة: "من المستبعد أن تلتزم بكين بالعقوبات الجديدة، وهي عقوبات تحد أيضاً من صادرات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة الإيرانية، لكن هذه المعدات تُباع أساساً إلى روسيا، التي بدورها لن تعير العقوبات الجديدة أي اهتمام".
ثلث العقوبات الأميركية يستهدف قطاع الشحن الإيراني
بعد قرار الترويكا الأوروبية تفعيل آلية الزناد، شهدت أسعار العملات الأجنبية في السوق الحرة الإيرانية ارتفاعاً ملحوظاً، حيث تجاوز سعر الدولار الأميركي 106 آلاف تومان.
ومع ذلك، حاول مسؤولو النظام الإيراني في الأسابيع الأخيرة التقليل من شأن التداعيات المحتملة لتفعيل آلية الزناد.
وقال محمد باقر قالیباف، رئيس البرلمان الإيراني، يوم الثلاثاء 2 سبتمبر (أيلول)، إن عقوبات الأمم المتحدة، مقارنة بالعقوبات الحالية المفروضة على طهران، "لا تتمتع بالاتساع ولا بوجود هيئة راعية وضامنة"، وهي "أقل بكثير من حيث التأثير" من العقوبات الأميركية.