وأفاد هذا المصدر الأمني المطلع، الذي لم يُكشف عن هويته، لمجلة "أويل برايس" المتخصصة في أخبار صناعة النفط والطاقة، بأن تصرفات النظام الإيراني "تم تأكيدها بوضوح في تقارير استخباراتية خلال الأشهر الماضية، خاصةً بالتنسيق مع روسيا وكذلك الصين وكوريا الشمالية، ولا يمكن لأوروبا السماح باستمرارها".
وأضاف المصدر: "منذ يونيو (حزيران) العام الماضي وحتى الآن، تم إرسال عشرات العلماء النوويين الروس البارزين إلى إيران، كما تواجد ثلاثة خبراء صواريخ رفيعي المستوى من كوريا الشمالية في طهران في نفس الفترة".
وأكد المصدر أن "هذا التعاون رفع مستوى وصول إيران إلى المعرفة التسليحية إلى حد حرج".
وفي أوائل أغسطس (آب)، أفادت صحيفة "فايننشال تايمز" بأن وفدًا إيرانيًا زار مؤسسات علمية روسية تنتج تكنولوجيات ومكونات مزدوجة الاستخدام يمكن أن تُوظَّف أيضًا في أبحاث الأسلحة النووية. وقد تم هذا السفر في الرابع من أغسطس (آب) العام الماضي على متن طائرة تابعة لشركة "ماهان إير".
نشاط النظام الإيراني لتقويض الناتو
وبحسب المصدر الأمني المطلع المقرب من الاتحاد الأوروبي، فإن معلومات متعددة المصادر تؤكد أن إيران أصبحت أكثر نشاطًا في إطار حملة روسيا–بيلاروس لتقويض الدفاعات الشرقية لحلف الناتو، خصوصًا عند الحدود الشمالية والجنوبية الأكثر ضعفًا.
ووفقًا لهذه التصريحات، شملت آخر شحنة صواريخ متوسطة وبعيدة المدى أُرسلت من طهران إلى موسكو صاروخًا باليستيًا جديدًا من طراز "اعتماد" (Etemad) ومنظومة إطلاق صواريخ متعددة "فتح 360"، وسيتم نشر معظمها بواسطة روسيا بالقرب من حدود بيلاروس وبولندا.
وأفادت "أويل برايس" بأن معلومات أحدث من إيران تؤكد نجاح اختبار صواريخ الوقود الصلب الجديدة بمدى 4200 كيلومتر وقدرة على حمل رأس نووي بوزن 700 كغم.
ويمكن زيادة المدى إلى 4700 كيلومتر إذا خُفف وزن الرأس إلى 450 كغم، ما يعني أن إيران ستكون قادرة عمليًا على استهداف معظم المدن الكبرى في أوروبا.
وأشارت المجلة إلى أن هذا السبب دفع الدول الأوروبية الثلاث لوضع شرط جديد لأي حوار حول الاتفاق النووي: وهو تحديد مدى صواريخ إيران بألف كيلومتر، وهو ما رفضته طهران صراحةً.
وجاء هذا التقرير بعد أن هدّد أمير حيات مقدم، أحد القادة الكبار في الحرس الثوري وعضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، في 17 أغسطس (آب) الدول الأوروبية وحتى أميركا بالهجوم الصاروخي، وكانت هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول كبير بالحرس الثوري صراحةً عن إمكانية استهداف مدن مثل برلين، باريس، لندن، وحتى واشنطن ونيويورك.
كما تناولت مجلة "إسْمَال وورز" مفهوم "التقية" الديني في إيران، وهو إخفاء المعتقد في ظروف التهديد، وذكرت أن هذا الإجراء يمكن النظام الإيراني من الدخول في مفاوضات بينما تقوم قواته التابعة له بتنفيذ عمليات في الخارج.
وقد ذكرت "إيران إنترناشيونال" سابقًا أن طهران ربما تتجه نحو نموذج يمكن تسميته "البرنامج النووي الخفي"، باستخدام سلاسل صغيرة من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة في ورش مخفية، ربما في مواقع متفرقة وبعيدة داخل البلاد. وفي هذه الحالة، حتى لو دُمرت بعض المنشآت الكبيرة، يمكن أن يستمر برنامج التخصيب على نطاق صغير وفعّال.
وأضافت "إسْمَال وورز" أن خلال فترات التوتر الشديد قد يُطلق مسؤولو النظام الإيراني تصريحات تصالحية في الخارج، بينما تؤكد خطابات المرشد الإيراني داخليًا على المواقف غير القابلة للتسوية. وأوضحت أن هذه الثنائية في الرسائل لا تربك الخصوم فحسب، بل تطمئن المتشددين الداخليين بأن الأهداف الأيديولوجية لم تمس.
وأشارت المجلة إلى أن "النظام التعليمي الداخلي في إيران يربي من الصغر مقاتلين أيديولوجيين"، وأن الكتب المدرسية تتضمن دروسًا حول ظلم المسلمين في العالم، وحق المقاومة، وثواب الشهادة.
وحذرت المجلة من أن "الطلاب يهتفون بشعارات مثل الموت لأميركا والموت لإسرائيل، وهذه الرسائل تتجاوز الحدود من خلال مراكز ثقافية في دول مثل طاجيكستان وفرنسا ونيجيريا وأماكن أخرى".