وأفادت منظمة "كارون" لحقوق الإنسان، يوم الإثنين 25 أغسطس (آب)، بأنه عقب نقل عدد من المتهمين بـ"جرائم ثقيلة"، مثل "تهريب المخدرات" و"السرقة"، إلى القسم العنبر في سجن شيبان بالأهواز، وقعت صدامات بين السجناء السياسيين وهؤلاء المتهمين.
وأشارت المنظمة إلى أن بعض السجناء السياسيين، بمن فيهم حبيب دريس، وهو سجين سياسي محكوم بالإعدام، تورطوا في هذه الصدامات، مما أدى إلى إصابة عدة أشخاص.
ويأتي هذا الحادث في وقت حذّر فيه نشطاء حقوق الإنسان، على مدى السنوات الماضية، مرات عديدة من عدم الالتزام بمبدأ فصل الجرائم في بعض السجون الإيرانية، والمخاطر المحتملة التي تهدد سلامة السجناء السياسيين، موجهين هذه التحذيرات إلى السلطة القضائية ومنظمة السجون.
ووفقًا للتقرير، قامت إدارة سجن شيبان، في خطوة تخالف مبدأ فصل الجرائم، بإيواء متهمين بـ"جرائم عنيفة وثقيلة" إلى جانب السجناء السياسيين.
وقد تم هذا الإجراء في الوقت الذي يضم فيه العنبر الخامس في سجن شيبان، الذي تبلغ سعته 100 شخص، أكثر من 125 سجينًا سياسيًا حاليًا.
وذكرت منظمة "كارون" لحقوق الإنسان أن كل غرفة في هذا العنبر تقل مساحتها عن 20 مترًا مربعًا، وفي الظروف القياسية ينبغي ألا تستوعب سوى 12 إلى 15 سجينًا، لكن بسبب الاكتظاظ الشديد، تضم بعض الغرف أكثر من 20 سجينًا.
وأشار التقرير إلى أن هذه الظروف أدت إلى تصاعد التوترات والفوضى وتهديد خطير لأمن وسلامة السجناء.
وعبرت منظمة "كارون" لحقوق الإنسان عن قلقها البالغ إزاء الوضع الحرج في العنبر الخامس بسجن شيبان، وطالبت الجهات القضائية والرقابية بالتدخل العاجل لمعالجة هذا الانتهاك واتخاذ التدابير اللازمة لحماية حياة السجناء السياسيين.
يأتي عدم الالتزام بمبدأ فصل الجرائم في السجون الإيرانية في وقت ينص فيه قانون منظمة السجون الإيرانية على هذا المبدأ.
وجاء في قانون منظمة السجون أن المتهمين الأمنيين (السياسيين) يجب أن يُحتجزوا في مكان خاص، وأُكد صراحةً أن السجناء ذوي الجرائم المختلفة يجب فصلهم عن بعضهم البعض.
يذكر أن عدم الالتزام بمبدأ فصل الجرائم ونشوب صدامات بين السجناء بسبب قضايا شخصية أو سياسية أو عقائدية أو دينية أمر له سوابق، وقد تسبب مرات عديدة في سجون إيران المختلفة بإصابات خطيرة، وفي بعض الحالات، بمقتل السجناء.