وأجرت وكالة "دانشجو" التابعة للباسيج، يوم الخميس 14 أغسطس (آب)، مقابلات مع المشاركين في المراسم، وطالبتهم بشكل متكرر بإبداء موقفهم من تصريحات نتنياهو الأخيرة.
ووفقًا للنمط المعتاد في تقارير وسائل الإعلام التابعة للنظام، أدان المشاركون تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي.
أحد المشاركين قال: "لو كان بإمكان نتنياهو فعل شيء، لفعل ذلك لشعبه". بينما صرح آخر بأن حل أزمة المياه في إيران لا يحتاج إلى "أي أجنبي"، ويمكن تحقيقه بمساعدة "العلماء المحليين".
واتهم مشارك ثالث نتنياهو بمحاولة "تدمير إيران"، وأضاف أنه "لا يمكنه أن يفكر بي وبشعب إيران".
وسلطت وسائل الإعلام الأخرى، بما فيها وكالة أنباء الإذاعة والتلفزيون، الضوء على هذه "المعارضة" لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وكان نتنياهو قد صرح في 12 أغسطس (آب) في رسالة فيديو موجهة للشعب الإيراني: "في هذا الصيف الحارق، لا تتوفر لكم حتى المياه النظيفة لأطفالكم. هذا أقصى درجات النفاق والاستهانة بحقوق الشعب الإيراني. أنتم لا تستحقون هذا الوضع".
وأضاف أنه مستعد لمساعدة إيران بعد سقوط النظام الإيراني، داعيًا الناس للخروج إلى الشوارع: "أنتم أحفاد كوروش العظيم. حان وقت النضال من أجل الحرية. إذا أردتم، إيران الحرة ليست حلمًا بعيدًا. أنتم لستم وحدكم؛ أنا معكم".
ردود الفعل على شبكات التواصل الاجتماعي
كما انتقدت حسابات داعمة للنظام تصريحات نتنياهو بشدة، بينما اعتبر معارضو النظام هذا الرد المنسق مؤشرًا على "عمق أزمة المياه، وعجز النظام عن حلها، وقلق مسؤولي النظام من اندلاع احتجاجات شعبية".
وكتبت إحدى المستخدمات باسم "نيستي": "كُتاب اليوميات السيبرية يهاجمون نتنياهو.
الشياطين يظهرون وجوههم الحقيقية واحدًا تلو الآخر. كأنهم سكبوا الماء في ثقوب النمل".
وقال مستخدم آخر: "علي خامنئي هو من قطع المياه؛ نتنياهو مجرد شاهد على الانقطاع".
وأضاف مستخدم باسم علي رضا: "نتنياهو لم يقطع الماء والكهرباء في الصيف، ولم يقطع الغاز في الشتاء، ولم ينفق ثروة البلاد على الأجانب، ولم يدمر البيئة".
ووصف محمد رستمي، ممثل نيشابور في البرلمان، تصريحات نتنياهو حول المساعدة في أزمة المياه بأنها "كاذبة"، مؤكدًا أن الشعب الإيراني "لن ينخدع بمثل هذه الادعاءات الفارغة".
وأضاف: "إيران تمتلك تقنيات تحلية المياه ونقلها من المياه الخليجية وبحر عمان، كما في المشاريع المنفذة في أصفهان وجل كهر، ولا تحتاج لأي مساعدة خارجية".
وحذر حسين رفيعي، عضو مجلس خبراء القيادة ومسؤول مقر الحرب المركبة، من أن إسرائيل تحاول "خداع الشعب الإيراني"، مشددًا على أن الناس يقفون وراء القيادة والقوات المسلحة والجيش والحرس الثوري والبسيج وقوات الأمن، ولن يتركوا الساحة خالية أبدًا.
كما أفادت وكالة "مهر" الحكومية أن والد يونس نوفرستي، الضابط الذي قُتل خلال الهجمات الإسرائيلية في حرب 12 يومًا، انتقد تصريحات نتنياهو خلال جنازة ابنه، مؤكدًا: "حتى لو ماتنا جوعًا، لن نمد يدنا إلى الأجانب… الشعب الإيراني يتحمل انقطاع الكهرباء والمياه، لكنه لا يلجأ إلى العدو".
وكانت وسائل الإعلام الإيرانية قد ذكرت في 3 أغسطس أن احتياطات المياه في 19 سدًا كبيرًا وهامًا في إيران تراجعت إلى أقل من 20 بالمائة.
ويستمر النظام في دعوة المواطنين لتقليل الاستهلاك، بينما يظل عاجزًا عن معالجة أزمات المياه والكهرباء الهيكلية والإدارية، ويستخدم إغلاق بعض المحافظات كحل مؤقت لتجنب تفاقم الوضع.