ووفقاً لتقرير "هرانا" الذي نُشر يوم الاثنين 11 أغسطس (آب) واستند إلى جمع وتحليل وتوثيق 636 تقريراً، فقد تم خلال الفترة من أغسطس 2020 حتى أغسطس 2025 اعتقال ما لا يقل عن 284 مواطناً بهائياً، وتم استدعاء 270 شخصاً إلى الأجهزة الأمنية أو القضائية.
إلى جانب ذلك، سجل التقرير انتهاكات حقوق البهائيين في إيران وتشمل 419 حالة تفتيش للمنازل، و147 محاكمة، و127 منع من السفر، و108 أحكام بالسجن، و106 حالات منع من التعليم، و57 حالة منع من النشاط الاقتصادي، و27 حالة مصادرة منازل وممتلكات، و19 حالة استجواب في الأجهزة الأمنية والقضائية، و9 حالات اعتداء بالضرب، و4 حالات منع من دفن الموتى، و3 حالات تدمير للمقابر، وحالة واحدة عدم تسليم جثث.
خلال السنوات الخمس الماضية، حكم القضاء على 388 من المواطنين البهائيين بالسجن لمدة إجمالية بلغت 17,948 شهراً (ما يعادل ألف وأربعمائة وخمسة وتسعين سنة وثمانية أشهر).
وتشمل هذه الأحكام 17,324 شهراً بالسجن التعزيزي و624 شهراً بالسجن المعلق، وصدر عن محكمة الاستئناف 6,012 شهرًا من هذه الأحكام.
كما تم فرض غرامات مالية على 91 شخصاً بمبلغ إجمالي 503 مليار و510 ملايين تومان، وحُكم على 103 أشخاص بالحرمان من الحقوق الاجتماعية، و25 شخصاً بالنفي لمدة 600 شهر.
ويُظهر التقرير أن السنة الثالثة من هذه الفترة شهدت 162 حالة انتهاك، والسنة الرابعة 76 حالة اعتقال وصدور 5,220 شهراً من أحكام السجن، وهي أعلى أرقام لانتهاك الحقوق.
وبناءً على البيانات الموثقة، تُظهر الانتهاكات ضد حقوق المواطنين البهائيين في مناطق مختلفة من إيران.
حصلت محافظة طهران على أعلى عدد من الانتهاكات بـ117 تقريراً، تليها محافظات فارس بـ78 حالة، ومازندران بـ70، وأصفهان بـ63، والبرز بـ56 حالة.
كما سجلت محافظات خراسان رضوي، كرمان، يزد وجيلان نسباً مرتفعة من الانتهاكات، مما يدل على تركيز نسبي للإجراءات الأمنية والقضائية للنظام الإيراني ضد المجتمع البهائي في هذه المناطق.
وقد وردت تقارير عن انتهاكات في محافظات ذات تعداد سكاني أقل أو ضعف التغطية الإعلامية مثل كهكيلويه وبوير أحمد، أردبيل، قم وجهار محال وبختياري.
السجن بسبب الانتماء للبهائية
وكثير من السجناء البهائيين الذين صدر بحقهم أحكام قضائية خلال هذه الفترة، حُكم عليهم بعقوبات قاسية وطويلة الأمد.
وأصدرت هذه الأحكام في الغالب دون احترام مبادئ العدالة، مستندة إلى اتهامات مثل "الترويج ضد النظام" أو "تشكيل مجموعات غير قانونية".
وأكد "هرانا" أن صدور هذه الأحكام القاسية يدل على شدة قمع النظام الإيراني للنشاطات السلمية والدينية للمواطنين البهائيين واستمرار سياسة القمع المنظم ضد هذا المجتمع.
من بين البهائيين المحتجزين حالياً في السجون الإيرانية فرخنده رضوان بي، ونسرين خادمي قهقرخي، ورويا آزادخوش، وسارا شكيب، وبشري مطهر، ومجكان بور شفیع أردستاني، ومريم خرشندي، وشورانكيز بهامين، وساناز راسته، وفيروزه راستي نجاد، وآزيتا رضواني خاه، وبهنام ممتازي، وأنيسا فنائيان، وسبهر ضيايي، وكلنوش نصيري، وفريده مرادي، وأرشيا روحاني، وآرش نبوي، وحميد منزوي، وهوشيدر زارعي وبريدخت شجاعي.
ومن بين المسؤولين القضائيين الذين أصدروا أكبر عدد من الأحكام ضد البهائيين في السنوات الخمس الماضية سيد محمود ساداتي في محكمة الثورة بشيراز (1996 شهر سجن لـ41 شخصاً)، وعباس علي حوزان في محكمة الاستئناف بطهران (1447 شهر سجن لـ32 شخصاً)، ومحمد رضا توكلي في محكمة الثورة بأصفهان (2220 شهر سجن)، وسعيد بلند زاده في محكمة الاستئناف بمحافظة فارس (1056 شهر سجن لـ26 شخصاً).
ومن بين المسؤولين القضائيين البارزين الآخرين الذين أصدروا أحكاماً كثيرة ضد البهائيين خلال هذه الفترة، إلياس شاكري، ومحمد رضا عمو زاد، وسيد هادي منصوري، وإيمان أفشاري، ومهدي راسخي وإبراهيم رمضاني.
الضغط على البهائيين
وأكد "هرانا" أن بعض الانتهاكات التي سجلها التقرير خاصة بالمجتمع البهائي في إيران، ومنها حرمانهم من النشاط الاقتصادي والتعليم، وتعطيل دفن الموتى، وتدمير المقابر، ومصادرة الأملاك والحرمان الهيكلي القائم على المعتقد الديني، وهذه ممارسات لا تظهر عادة في تقارير الانتهاكات بحق مجموعات دينية أخرى في إيران.
ويعتبر البهائيون أكبر أقلية دينية غير مسلمة في إيران، وقد تعرضوا منذ الثورة عام 1979 لقمع ممنهج ومستمر.
وخلال العام الماضي، تصاعد الضغط من الأجهزة الأمنية والقضائية على المواطنين البهائيين.
وتقدر مصادر غير رسمية عدد البهائيين في إيران بأكثر من 300 ألف نسمة. بينما يقر دستور النظام الإيراني فقط بالأديان الإسلامية والمسيحية واليهودية والزرادشتية.
وذكر "هرانا" في ختام تقريره أن الإحصاءات السنوية لمنظمة "هرانا" تظهر أن نحو 72 في المائة من تقارير انتهاكات حقوق الأقليات الدينية في السنوات الثلاث الماضية تتعلق بالبهائيين.