ووفقًا لهذا التقرير، فقد لعب هؤلاء دورًا محوريًا في الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إسرائيل وإيران.
وفي تقرير مفصل نُشر على موقع "برو بابليكا"، تناول الصحافيان أساليب التجنيد، وكذلك العمليات التي نفذتها عناصر تمكن "الموساد" من تجنيدها داخل إيران.
وبحسب التقرير، ففي الساعات الأولى من يوم 12 يونيو (حزيران) الماضي، وقبيل بدء الهجمات الإسرائيلية على مواقع داخل الأراضي الإيرانية تمركز فريق بقيادة شاب إيراني يُعرف بالأحرف الأولى "س. ت" في ضواحي طهران لاستهداف منظومة دفاع جوي حيوية.
وفي الوقت نفسه، كان عشرات "الكوماندوز" المدرّبين من قِبل "الموساد" على أهبة الاستعداد في مواقع متفرقة لضرب شبكة الدفاع الجوية الإيرانية.
عند الساعة الثالثة فجرًا (بتوقيت طهران)، شنّ "س. ت"، ومعه نحو 70 "كوماندوز"، هجومًا باستخدام طائرات مُسيّرة وصواريخ، ما أسفر عن تدمير منظومات دفاع جوي ومنصات إطلاق صواريخ باليستية. وفي اليوم التالي، بدأت الموجة الثانية من الهجمات من داخل إيران.
ووفقًا لمسؤولين إسرائيليين، فقد مهدت هذه الهجمات الطريق أمام سلاح الجو الإسرائيلي ليقوم، دون خسارة أي طائرة، بقصف المنشآت النووية، وتدمير نصف الصواريخ الباليستية الإيرانية، و80 في المائة من منصات إطلاقها، وحتى استهداف غرف نوم عناصر البرنامج النووي وقادة عسكريين إيرانيين.
وبحسب مصادر استخباراتية، فإنه تزامنًا مع بدء القصف، أرسل عناصر الحرب السيبرانية الإسرائيلية رسالة مزيّفة إلى قادة إيرانيين كبار، استدرجتهم إلى اجتماع وهمي في ملجأ، تم تدميره لاحقًا بدقة، مما أسفر عن مقتل 20 شخصًا، بينهم ثلاثة رؤساء أركان.
التحضير للهجوم
أشار التقرير إلى أن "س. ت" نشأ في عائلة من الطبقة العاملة، وبعد اعتقاله وتعذيبه على يد قوات "الباسيج"، امتلأ غضبًا ورغبة في الانتقام من النظام الإيراني.
وقام أحد أقاربه بتقديمه إلى "الموساد"، وبعد ضمان رعاية عائلته، وافق على التعاون، وتلقى تدريبًا مكثفًا على الأسلحة خارج إيران، ثم عاد سرًا قبل بدء العملية.
واستخدم "الموساد" علاقاته مع المهربين وأجهزة الاستخبارات في الدول المجاورة لنقل المعدات. وكانت هذه الشحنات، القابلة للتخزين لسنوات في منازل آمنة، يتم تحديثها أو إصلاحها، قبيل أي عملية.
وأُعدت مجموعتان من "الكوماندوز"، كل منهما تضم 14 فريقًا، للهجوم على الأهداف، التي حددها سلاح الجو الإسرائيلي. كان لكل فريق اسم رمزي خاص، وأجريت محاكاة وتدريبات قبل التنفيذ.
أحد هذه الفرق دمّر منصة إطلاق باليستية في بداية الحرب، وهو ما أدى- بحسب محللين إسرائيليين- إلى تأخير إيران في إطلاق صواريخها الانتقامية، خشية أن تتعرض منصات أخرى لهجمات من الداخل.
اغتيال قادة كبار وعناصر البرنامج النووي الإيراني
جمع "الموساد" معلومات دقيقة وملفات كاملة عن حياة ومواقع إقامة 11 عنصرًا في البرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك الموقع الدقيق لغرف نومهم في منازلهم.
وفي صباح 13 يونيو 2025، أطلقت مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي صواريخ جو- أرض على تلك الإحداثيات، ما أدى إلى مقتل جميع هؤلاء الأحد عشر.
وقبل ذلك بسنوات، كانت هناك عمليات اغتيال لعناصر في البرنامج النووي الإيراني في الشوارع، رافقها تدريب مكثف من ضباط "الموساد".
وتعلّم هؤلاء المنفذون كيفية القيادة على دراجات نارية، وإطلاق النار من مسافة قريبة على الأهداف، أو تثبيت عبوات ناسفة على سياراتهم.
وكان الهدف إضعاف البرنامج النووي الإيراني من الناحية العلمية، وردع أي خبراء محتملين عن العمل في مجال الأسلحة النووية.
وبين عامي 2010 و2012، قتل الإسرائيليون ما لا يقل عن أربعة من عناصر البرنامج النووي، وفي حالة أخرى اقتربوا كثيرًا من النجاح.
وكانت هذه العمليات تُدار حتى أدق تفاصيلها من قِبل الإسرائيليين، وأحيانًا من دول مجاورة، وأحيانًا مباشرة من مقر "الموساد" في شمال تل أبيب، وأحيانًا أخرى عبر ضباط استخبارات إسرائيليين يدخلون إيران لفترة وجيزة.