"جيروزاليم بوست": باحثون صينيون يرون أن "نظام الملالي" في إيران على وشك الانهيار

أفادت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، نقلاً عن باحثين صينيين، أن "نظام الملالي" في إيران على وشك الانهيار، ولم يعد يتماشى مع مصالح بكين الاستراتيجية في المنطقة.
أفادت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، نقلاً عن باحثين صينيين، أن "نظام الملالي" في إيران على وشك الانهيار، ولم يعد يتماشى مع مصالح بكين الاستراتيجية في المنطقة.
وذكرت الصحيفة، في تقرير نُشر يوم الأحد 3 أغسطس (آب)، حول العلاقات الصينية- الإسرائيلية، إن الصين تعيد النظر في سياستها الشرق أوسطية، وتدرس الدور الاستراتيجي لإسرائيل، وذلك في أعقاب التوترات الأخيرة في غزة والحرب التي استمرت 12 يومًا مع إيران.
وتعتمد الصين على الشرق الأوسط لتأمين نحو 40 في المائة من احتياجاتها النفطية، وهي قلقة من التهديدات المتزايدة، التي تواجه طرق الشحن الحيوية، مثل البحر الأحمر ومضيق هرمز، واللذين ينقلان ما يقارب 60 في المائة من تجارتها مع أوروبا وأفريقيا.
وفي الوقت نفسه، أصبحت مشاريع الصين الاقتصادية في المنطقة، ومنها مبادرة "الحزام والطريق"، تواجه مخاطر متزايدة. فعلى سبيل المثال، بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين والمملكة العربية السعودية عام 2024 أكثر من 107 مليارات دولار، ما قلّص من هامش المناورة الدبلوماسي لبكين.
ويرى محللون أن الصين تسعى إلى الحفاظ على توازن دقيق بين أطراف متصارعة في المنطقة، من أجل ترسيخ موقع أكثر استقرارًا لنفسها. ويظهر ذلك من خلال تعاونها مع السعودية، وتطوير علاقاتها مع إيران، ومشاركتها في محادثات تشمل الولايات المتحدة والدول العربية وإسرائيل، في إطار ما يُسمّى "سياسة التوازن".
المواجهة الإيرانية- الإسرائيلية تُربك الحسابات الصينية
في سياق التقرير ذاته، أكدت "جيروزاليم بوست" أن الضربات العسكرية الإسرائيلية والأميركية ضد المنشآت النووية في إيران، وما تبعها من مواجهة مباشرة بين طهران وتل أبيب، وضعت سياسة الحياد، التي تنتهجها الصين، أمام اختبار صعب.
وذكرت أن هذه التطورات دفعت الصين إلى الاستمرار في دعم مشاريعها داخل إيران، لكنها في الوقت نفسه عمّقت علاقاتها مع إسرائيل في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والابتكار والبحث العلمي.
وتُظهر الإحصاءات أن حجم التجارة بين الصين وإسرائيل بلغ أكثر من 16 مليار دولار عام 2024، وهو ارتفاع كبير مقارنة بالعام الذي سبقه. ففي شهر مايو (أيار) وحده، وصلت صادرات الصين إلى إسرائيل إلى 1.45 مليار دولار، بينما بلغت وارداتها منها 1.7 مليار دولار.
وأضافت الصحيفة أن الصين، التي اعتادت على توجيه انتقادات علنية لإسرائيل، أقدمت مؤخرًا على خطوة غير مسبوقة بانتقاد إيران، بسبب ما وصفته بـ "التطرف الأيديولوجي".
ومن منظور جيوسياسي، يرى محللون أنه حتى التغييرات الطفيفة في موقف بكين من إسرائيل قد تشير إلى "تحول استراتيجي" أوسع.
وقد يُسهم هذا التحول في تقليص نفوذ النظام الإيراني، ويعزز دور الصين كوسيط محتمل في أزمات الشرق الأوسط.
وخلصت "جيروزاليم بوست" إلى أن نجاح الصين في تطبيق هذه السياسة قد يترك أثرًا على البنية الأمنية للمنطقة، ويعيد تشكيل النظام الجيوسياسي في الشرق الأوسط.
وفي تحليل نُشر يوم 31 يوليو (تموز) الماضي، اعتبرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية أن تدخل الولايات المتحدة المفاجئ في الحرب الإيرانية- الإسرائيلية الأخيرة لم يخلّ بتوازن القوى في الشرق الأوسط فحسب، بل عقّد أيضًا الحسابات الأمنية للصين بشأن أي تحرك محتمل ضد تايوان.
وأشارت المجلة إلى أن "صمت بكين وتخاذلها" إزاء الضربات الجوية الواسعة، التي نفذتها إسرائيل ضد إيران، في مقابل الدعم الأميركي السريع لحليفتها تل أبيب، يبرزان حدود قدرة الصين الفعلية على إدارة الأزمات العسكرية، وتعكس ضعفها البنيوي في تحالفاتها غير الرسمية مع دول مثل إيران وروسيا.