وفي مقابلة مع "بودكاست" مجلة "بوليتيكو" يوم السبت 2 أغسطس (آب)، شدد فاديفول على أن طهران باتت أضعف بعد الضربات الأميركية والإسرائيلية التي استهدفت منشآتها النووية.
وكشف الوزير الألماني أن المفاوضات بين إيران والدول الأوروبية ما زالت جارية "حتى هذه اللحظة"، مضيفًا: "بصراحة، نحن نتباحث حول ما إذا كان يمكننا الدخول في مفاوضات حقيقية من الأساس".
ووصف فاديفول المباحثات بين "الترويكا" الأوروبية (ألمانيا وبريطانيا وفرنسا) وإيران بأنها "مفاوضات حول كيفية التفاوض"، مشددًا على أن الهدف هو إيجاد حل دبلوماسي للبرنامج النووي الإيراني وتجنب الحل العسكري.
ورغم أن الدول الأوروبية الثلاث تواصل التلويح بتفعيل "آلية الزناد" لإعادة فرض العقوبات على إيران، إذا لم تلتزم بتعهداتها ضمن الاتفاق النووي، فإنها لا تزال ترى فرصة للدبلوماسية، ولا تستبعد تمديدًا مؤقتًا للمهلة، إذا أبدت طهران تعاونًا.
وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الألماني: "من الواضح أن إيران يجب ألا تمتلك سلاحًا نوويًا تحت أي ظرف. ويجب أن نصرّ على أن تتخلى عن أي أنشطة تخصيب وتكنولوجيا لا مبرر لها مدنيًا".
برنامج الصواريخ الإيراني يثير قلق الأوروبيين
أكد فاديفول أن "الترويكا" الأوروبية تسعى لإدراج ملف الصواريخ الباليستية طويلة المدى في المفاوضات، نظرًا لأن تهديدها يتجاوز إسرائيل ويطال أوروبا.
وكان "معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى" قد شدد، قبل اندلاع الحرب الأخيرة، التي استمرت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل، على ضرورة أن يتضمن أي اتفاق نووي جديد مع طهران قيودًا قابلة للتنفيذ على برنامجها الصاروخي، الذي تصاعد بشكل غير منضبط، منذ توقيع الاتفاق النووي عام 2015.
وفي 25 أبريل (نيسان)، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر إيراني مطلع أن المحادثات بين طهران وواشنطن تشمل أيضًا برنامج إيران الصاروخي.
وبعد توقف الجولة الخامسة من المفاوضات بين طهران وواشنطن بسبب الحرب الأخيرة، شاركت إيران في اجتماع مع "الترويكا" الأوروبية لمناقشة برنامجها النووي واحتمالية تفعيل "آلية الزناد".
وأعرب وزير الخارجية الألماني عن حذره بشأن احتمالات نجاح هذه المفاوضات، لكنه أكد أن أوروبا لن تُلام إذا فشلت، لأنها "بذلت كل ما في وسعها".
وختم فاديفول قائلاً: "لهذا السبب نحن الآن منخرطون في محادثات تمهيدية مكثفة مع طهران، لكن القرار النهائي بيد إيران.. وإذا لم تُبدِ استعدادًا، فمن الواضح أن أوروبا ستضطر إلى إعادة فرض العقوبات.. الأمر متروك لطهران لتهيئة الظروف لحل جيد يخدم الشعب الإيراني".