وقال عراقجي: "يمكن إعادة بناء المباني، واستبدال الأجهزة؛ لأن لدينا التكنولوجيا. لدينا العديد من العلماء والفنيين، الذين عملوا سابقًا في منشآتنا النووية". وأضاف أن توقيت وطريقة استئناف التخصيب "يعتمد على الظروف".
لكن عراقجي شدد على أن إيران لا تعتمد على الخارج في هذا المجال، وقال: "لدينا القدرة التكنولوجية والبشرية لإعادة البرنامج النووي". كما طالب واشنطن بتقديم تعويضات عن الخسائر، وأضاف: "عليهم أن يوضحوا لماذا هاجمونا ونحن في خضم مفاوضات، وأن يقدموا ضمانات بألا يتكرر ذلك. يجب عليهم تعويض الأضرار".
وفي جانب آخر من المقابلة، قال عراقجي إن الهجمات الأخيرة، التي أُطلق عليها "حرب الـ 12 يومًا"، أثبتت أنه "لا حل عسكريًا لوقف البرنامج النووي الإيراني"، بل إنها أدت إلى تصاعد الدعوات داخل النظام نحو خيار التسلح النووي، رغم تمسك إيران- بحسب قوله- بفتوى المرشد الإيراني، التي تحرّم تصنيع السلاح النووي.
وحذّر من تنامي المواقف الرافضة للمفاوضات داخل إيران، قائلاً: "الناس يقولون لي: لا تضيّع وقتك معهم، لا تقع في فخهم. هم يأتون إلى طاولة الحوار فقط للتغطية على نواياهم الأخرى".
وأكد مجددًا أن إيران لن تتنازل عن حقها في تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية، قائلاً: "بدون التخصيب، لا نملك شيئًا". ولا تزال قضية التخصيب من أبرز نقاط الخلاف بين طهران وواشنطن.
وختم عراقجي بالتحذير من أن تفعيل الأوروبيين لـ "آلية الزناد" يعني بالنسبة لإيران "نهاية الطريق"، مضيفًا: "إذا أعادوا فرض العقوبات، فسنوقف المفاوضات فورًا".
وجاءت تصريحات عراقجي بعد هجمات أميركية استهدفت ثلاثة مواقع نووية رئيسة في إيران، خلال شهر يونيو (حزيران) الماضي، بالإضافة إلى هجمات إسرائيلية ألحقت أضرارًا كبيرة بمنظومات الدفاع الجوي، وأسفرت، بحسب تقارير، عن مقتل عدد كبير من القادة العسكريين والعلماء النوويين، بينهم 30 مسؤولًا أمنيًا و11 عالمًا بارزًا، وفقًا لما أعلنته تل أبيب.
وأفادت شبكة "فوكس نيوز" بأن الهجمات على منشآت "فوردو" و"نطنز" تسببت في أضرار كبيرة، فيما عطلت الصواريخ، التي استهدفت موقع "أصفهان" عملياته بالكامل. وتدعي واشنطن أن هذه الضربات أرجعت البرنامج النووي الإيراني عدة سنوات إلى الوراء.
ومن جهتها، نقلت "فوكس نيوز" عن مسؤولين إسرائيليين أن جزءًا من مخزون إيران من اليورانيوم المُخصّب نجا من الضربات الأخيرة، ما يثير المخاوف بشأن إمكانية عودة طهران بسرعة إلى قدراتها النووية السابقة.
وفي المقابل، هددت دول أوروبية بأنها قد تلجأ إلى تفعيل آلية "العودة التلقائية للعقوبات" (سناب باك) إذا لم تُحرز المفاوضات تقدمًا، ونص الاتفاق النووي 2015 على أن بإمكان الدول الموقعة المتبقية- فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، الصين وروسيا- تفعيل هذه الآلية في حال خرقت إيران التزاماتها، بينما لا تملك الولايات المتحدة هذا الحق حاليًا بعد انسحابها من الاتفاق في عهد الولاية الأولى للرئيس الأميركي، دونالد ترامب.
وفي السياق ذاته، فرضت واشنطن عقوبات جديدة على شبكة تصدير النفط الإيراني، وقطاع الطائرات المُسيّرة في الجيش الإيراني، بينما يجري دبلوماسيون أوروبيون محادثات مع طهران في محاولة لثنيها عن خطوات قد تؤدي إلى تفعيل العقوبات الأممية، من بينها استئناف التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.