وفي مقابلة مطولة مع صحيفة "الغارديان" البريطانية، نُشرت يوم السبت 2 أغسطس (آب)، وصف لامي تهديدات تسليح البرنامج النووي الإيراني بأنها "واقعية"، مضيفًا أن طهران لم تقدّم أي تفسير مقنع خلال المحادثات المتكررة حول ضرورة استخدام يورانيوم مخصب بهذا المستوى العالي، في وقت لا تتجاوز فيه النسبة المستخدمة في منشآت بريطانية، مثل "سلافيلد" أو "يورنكو"، 6 في المائة.
وشكك لامي في ادعاءات طهران بأن التخصيب العالي يُستخدم لأغراض "علمية"، وقال إن مجرد وجود مثل هذا البرنامج يثير القلق الإقليمي والدولي، محذرًا من أن امتلاك إيران سلاحًا نوويًا قد يدفع دولاً أخرى في المنطقة للسير في الاتجاه نفسه، ما يؤدي إلى "عالم أخطر بكثير من اليوم".
وفي إشارة إلى الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران، قال لامي إن نظيره الأميركي، ماركو روبيو، أبلغه مسبقًا بالهجوم الأميركي على منشآت إيرانية، لكنه رفض الكشف عن توقيت الإخطار.
وأعرب لامي عن تفضيله للدبلوماسية على الخيار العسكري، لكنه أكد أن رؤيته "واقعية" إزاء النظام الإيراني، مشيرًا إلى أن بعض أجزائه لديها "أهداف محددة وواضحة".
أما بخصوص تغيير النظام في إيران، فقال لامي: "دعونا نكون واقعيين. هناك كثير من الإيرانيين يرغبون في إسقاط النظام، لكن لا أحد يمكنه أن يضمن أن البديل سيكون أفضل"، مضيفًا أن "هذا قرار بيد الشعب الإيراني، وليس أي جهة خارجية".
وختم الوزير البريطاني بالقول إن هدف لندن الأساسي هو "منع إيران من أن تصبح قوة نووية"، معتبرًا أن انسحاب طهران المحتمل من معاهدة عدم الانتشار النووي (NPT) سيكون تطورًا خطيرًا.
وكانت إيران قد أكدت مرارًا الطبيعة "السلمية" لبرنامجها النووي؛ ومع ذلك، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في منتصف يونيو (حزيران) الماضي أن طهران انتهكت التزاماتها بموجب معاهدة منع الانتشار النووي.
وكانت إسرائيل قد أعلنت أن إيران على وشك إنتاج سلاح نووي، في بداية الحرب، التي استمرت 12 يومًا بين البلدين.
وقد أفادت مصادر دبلوماسية غربية لـ "إيران إنترناشيونال" بأن مسؤولين إيرانيين هددوا خلال اجتماع في إسطنبول مع ممثلي ألمانيا وفرنسا وبريطانيا بأن طهران ستنسحب أيضًا من معاهدة حظر الانتشار النووي إذا تم تفعيل "آلية الزناد".
وفي وقت سابق، أعلنت لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني أنها تدرس خطة الحكومة للانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي ردًا على إمكانية تفعيل "آلية الزناد".
ويأتي تهديد إيران بالانسحاب من الاتفاق في الوقت الذي حذر فيه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مؤخرًا من أنه إذا استأنفت طهران برنامجها النووي فإن واشنطن ستدمره بسرعة.