"لوموند" تروي حكاية حزن يهود إيران في حرب الـ12 يومًا مع إسرائيل

نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرًا تناول الآثار النفسية والثقافية لأول مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران على المجتمع الصغير لليهود الإيرانيين في تل أبيب.
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرًا تناول الآثار النفسية والثقافية لأول مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران على المجتمع الصغير لليهود الإيرانيين في تل أبيب.
ويواجه هؤلاء، الذين هاجروا من إيران بعد ثورة عام 1979، الآن أزمة هوية، إذ يقول كثيرون منهم إنهم شعروا خلال الحرب الأخيرة بأن "بلدهم يقصف بلدهم".
وقالت أورلي نَوي، ناشطة حقوقية وُلدت في طهران، وتشغل منصب رئيسة منظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية، لصحيفة "لوموند": "أنا إسرائيلية، لكن لو عاد بي الزمن، لما التحقت بالجيش أبدًا. كانت الضربات ضد إيران مدمّرة بالنسبة لي. بلدي كان يقصف بلدي".
وتصف نَوي، التي تشغل أيضًا منصب رئيسة تحرير موقع الأخبار "+972"، هذه التجربة بأنها "الأكثر ألمًا" على صعيد هويتها.
ويُقدَّر عدد اليهود الإيرانيين في إسرائيل بنحو 10 آلاف شخص، وقد سعوا على مدار العقود الماضية إلى الحفاظ على ثقافتهم وتاريخهم داخل مجتمع إسرائيلي متعدد الثقافات.
ويقول ديفيد مناشري، أستاذ الدراسات الإيرانية في جامعة تل أبيب: "إن اليهود الإيرانيين من أقدم وأكبر الجاليات اليهودية في العالم الإسلامي، والتي كانت تضم نحو 95 ألف شخص في عام 1979، تقلصت الآن إلى أقل من 15 ألفًا".
ويتناول تقرير "لوموند" كذلك النشاطات الثقافية والسياسية، التي ينخرط فيها أعضاء هذه الجالية في إسرائيل، بدءًا من إطلاق إذاعة باللغة الفارسية لمواجهة دعاية النظام الإيراني، وصولاً إلى تطوير منصات اتصال تابعة للجيش الإسرائيلي للتواصل مع الشعب الإيراني. ويقول بني سبطي، أحد هؤلاء الناشطين: "أنا أقاتل النظام الإيراني، لا الشعب الإيراني".
ومن جانبها، تُعد ليراز جرخي، المغنية والممثلة الإسرائيلية ذات الأصول الإيرانية وبطلة مسلسل "طهران"، من أبرز الوجوه الثقافية لهذا المجتمع. فبإعادة إحياء أغاني البوب الإيراني من سبعينيات القرن الماضي، نالت شعبية كبيرة بين الشباب الإيراني. وفي أحد مشاريعها السرية، سجلت ألبومًا موسيقيًا بالتعاون مع موسيقيين إيرانيين، يُستمع إليه سرًّا داخل إيران. ومع اندلاع الحرب، أُلغيَت حفلاتها، واضطرت لمغادرة إسرائيل بشكل غير رسمي لتقديم عرض موسيقي في برلين.
ويختتم تقرير "لوموند" بالإشارة إلى حالة التمزق الثقافي والهوياتي التي يعيشها هؤلاء. فرغم ولائهم لإسرائيل، لا يزال كثيرون منهم يحملون مشاعر عاطفية عميقة تجاه إيران. وتُلخّص أورلي نَوي هذا التناقض المؤلم بقولها: "أنا إيرانية وإسرائيلية. والآن، بلدي يقصف بلدي".