واعتبر عدد من متابعي قناة "إيران إنترناشيونال"، في رسائل أرسلوها يوم الأحد 6 يوليو/ تموز، أن خامنئي بات في نهاية الطريق، ويحاول الآن التمسك بالرموز الوطنية، كالنشيد القومي، لإضفاء شرعية جديدة على حكمه المتداعي.
وكان خامنئي قد شارك، مساء السبت 5 يوليو، في مجلس عزاء ليلة عاشوراء داخل حسينية مكتبه، في أول ظهور علني له منذ بدء الحرب مع إسرائيل في 13 يونيو/ حزيران الماضي، حين التقى نواب البرلمان قبل يومين من اندلاعها.
وقد أثارت فترة غياب خامنئي الطويلة، خاصة في ظل تصاعد التوترات، تساؤلات واسعة وانتقادات حادة، إذ سبق له أن صرّح بأنه سيرتدي زي القتال يوم اندلاع الحرب.
وأرسل أحد المواطنين تسجيلاً مصورًا أشار فيه إلى أن خامنئي، الذي لم يظهر أي بوادر للوطنية في رسائله السنوية طوال سنوات، لجأ الآن إلى ترديد النشيد الوطني "يا إيران" داخل مقر القيادة، فقط من أجل البقاء في الحكم، مضيفًا بسخرية: "لو لزم الأمر، سيقيم خامنئي حفلة لجنيفر لوبيز في بيته ليظل يومين آخرين في السلطة".
واعتبر مواطن آخر عودة خامنئي دليلاً على ضعفه، مؤكدًا أن "صورته المهزومة أهم من موته"، مشيرًا إلى أن قادة الحرس لم يعودوا يبدون دعمًا علنيًا له، ورأى في ترديد النشيد داخل مجلس العزاء "تراجعًا رمزيًا عن مواقف النظام".
ورأى مشارك ثالث أن النظام الإيراني لم يعد قادرًا على البقاء، إلا عبر القمع واستغلال الدين، متحدثًا عن الانهيار الاقتصادي، وتفشي الفقر والتضخم، وتراجع نفوذ إيران الإقليمي، خاصة في سوريا ولبنان، مؤكدًا أن الخطاب الأيديولوجي لم يعد له أثر في الشارع.
شيرين عبادي: خامنئي ديكتاتور بلا ذرة من الكرامة
في سياق متصل، أصدرت المحامية والناشطة الإيرانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، شيرين عبادي، بيانًا حمّلت فيه خامنئي مسؤولية ما يعانيه الإيرانيون، وسخرت من تحوّله المفاجئ من التشدد إلى التودد.
وكتبت عبادي: "من الذي أوكل إلى إيران مهمة تدمير إسرائيل، حتى يدفع الشعب الإيراني الأعزل حياته وأمواله ثمنًا لذلك؟".
وأضافت: "بظهوره بعد اختفاء دام 23 يومًا، وطلبه تحويل النشيد الوطني إلى مرثية، قدّم خامنئي بنفسه ما سماه سابقًا (المرونة البطولية)، وداس جميع شعاراته الشيعية".
وتابعت: "سيكتب التاريخ أنه كان ديكتاتورًا معاصرًا لصدام حسين والقذافي، لكنه لم يمتلك ذرة من الكرامة. على عكس أولئك الذين آمنوا على الأقل بأنفسهم، كان خامنئي يتسوّل السلطة. وفي ليلة عاشوراء، جلس مبتسمًا بين حفنة من التابعين، ضاربًا بكل شعاراته عرض الحائط".
وختمت بالقول: "خرج خامنئي من مخبئه، بلا سواد أو حزن حقيقي، مبتسمًا أمام مقتل المدنيين، ليقول إن (يزيد) هذا العصر ما زال حيًا. والآن حان دورنا لنقول له إن مقاومة هذا الشعب ما زالت حيّة كذلك".