وقال مولوي عبد الحميد خلال خطبة الجمعة أمس: "أقترح أن يتم، في ظل هذه الظروف، إصدار عفو عام عن جميع السجناء، لا سيما السجناء السياسيين، وأن يتم الإفراج عنهم".
وأكد على ضرورة الإفراج عن الرجال والنساء والعلماء المعتقلين، والاستماع إلى وجهات نظرهم، مضيفًا: "توصيتنا المخلصة هي أن يتم وقف تنفيذ أحكام الإعدام التي صدرت، وألا تُنفذ إعدامات في هذه الفترة".
وأضاف: "المشاكل الأخرى التي تواجه البلاد يجب أيضًا التعامل معها بمنهج ورؤية جديدة، بالنظر إلى التغيرات التي أحدثتها الحرب".
وفي السياق ذاته، أصدر عدد من الخبراء المستقلين التابعين للأمم المتحدة، أمس الجمعة، بيانًا أعربوا فيه عن قلقهم العميق إزاء موجة جديدة من القمع والإعدامات في إيران، عقب اندلاع المواجهات العسكرية بين إسرائيل وإيران، وإعلان وقف إطلاق النار.
وحذروا من أن مرحلة ما بعد الحرب لا ينبغي أن تُستخدم ذريعةً لقمع المعارضين.
احتجاج على معاملة المهاجرين الأفغان
كما تطرّق مولوي عبد الحميد في خطبته إلى تصاعد حملات طرد المواطنين الأفغان من إيران، قائلًا: "أشقاؤنا الأفغان عاشوا في إيران لسنوات طويلة، ولدينا معهم العديد من الروابط؛ إلى جانب الأخوة الدينية والإنسانية، هناك قرابة ونسب، ولسنا منفصلين عن بعضنا".
وشدد على ضرورة احترام كرامة وحقوق الأفغان، مشيرًا إلى أن كثيرين منهم وُلدوا ونشأوا في إيران، ويمتلكون فيها أعمالًا وممتلكات، وينبغي منحهم الوقت الكافي لبيع أملاكهم أو سداد ديونهم أو تحصيل مستحقاتهم، ومغادرة البلاد بكرامة.
ودعا المسؤولين في إيران إلى معاملة اللاجئين الأفغان كأقارب، وعدم التعامل معهم بخشونة.
كما وجّه رسالة إلى المواطنين في زاهدان وباقي أنحاء إيران، قائلاً: "لا تفرضوا أجورًا زائدة على الأفغان في وسائل النقل. اشتروا ممتلكاتهم بأسعار عادلة. إذا كانوا قد استأجروا بيوتا أو محلات، أعيدوا لهم أموالهم".
وفي غضون ذلك، نشر موقع "حال وش" تقارير وصورًا تُظهر الأوضاع المأساوية التي يعيشها المعتقلون، بمن فيهم المهاجرون واللاجئون الأفغان والمواطنون البلوش عديمو الهوية، في معسكري الغدير في زاهدان وميلك في مدينة هيرمند، حيث يُحتجز العشرات دون ماء صالح للشرب أو طعام أو أبسط مقومات الحياة، وسط حرارة الصيف القاسية.
وفي جزء آخر من خطبته، تحدث مولوي عبد الحميد عن الهجوم الذي شنّته القوات الأمنية على قرية كونيج في محافظة بلوشستان، والذي أدى إلى مقتل امرأتين وإصابة عشر نساء أخريات.
وقال: "فيما يتعلق بحادثة كونيج خاش، طلبتُ من مجلس أمن المحافظة أن يتم التعامل مع الأمر بموضوعية، وأن تتم محاسبة من ارتكب أي مخالفة قانونية".
وكانت لالي بامري وخان بي بي بامري قد قُتلتا إثر إطلاق نار من قبل القوات العسكرية والأمنية الإيرانية تجاه سكان القرية المحتجين.
وقال عبد الحميد: "إدارة المحافظة وعدت بالتعامل مع الموضوع بحيادية، وأن تتم معاقبة المخالفين مهما كانت صفاتهم".
وأضاف محذرًا: "الجميع، بمن فيهم الأجهزة الأمنية والمؤسسات، يجب أن يدركوا أن البلاد تمرّ بظروف حساسة، ولا ينبغي التعامل مع الأمور بشكل عاطفي. بل يجب التعامل معها بحكمة، لأن خلق الفتن لن يكون في مصلحة أحد".
وفي الوقت نفسه، نشر موقع "حال وش"، أمس الجمعة، صورًا وفيديوهات لتظاهرات نساء بلوشيات أمام مبنى قائممقامية خاش، رفعن خلالها شعارات احتجاجية، منها: "الموت للنظام قاتل الأطفال"، و"لالي قُتلت".
وطالبت النساء المحتجات بـالكشف عن هوية المتورطين في الهجوم على منزل في قرية كونيج ومحاسبتهم قضائيًا.