وأعلنت شركة مراقبة جودة هواء طهران، يوم السبت 5 يوليو (تموز)، أن مؤشر تلوث الهواء في العاصمة وصل إلى 159، وهو ما يضع المدينة في الحالة "الحمراء" وغير الصحية لجميع فئات المجتمع.
وأضافت الشركة أن متوسط المؤشر خلال الـ 24 ساعة الماضية بلغ 153، وهو خطر على الفئات الحساسة، مثل كبار السن، والأطفال، والمصابين بأمراض القلب والجهاز التنفسي.
ويُعرّف الهواء غير الصحي باللون الأحمر، والهواء شديد التلوث باللون البنفسجي، والوضع الخطير باللون البني.
كما شهدت الأيام الثلاثة الماضية زيادة في تركيز الجسيمات الدقيقة في هواء العاصمة.
وأفادت وكالة "تسنيم"، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، أن متوسط مؤشر جودة الهواء في طهران خلال الـ 24 ساعة الماضية بلغ 324، وهو ما يُعد حالة "خطيرة".
ووفقًا لهذا التقرير، فإن الملوث الرئيس في هواء طهران حاليًا هو الجسيمات الدقيقة التي يقل قطرها عن 2.5 ميكرون.
تلوث الهواء في محافظات أخرى
بحسب بيانات نظام مراقبة جودة الهواء، فإن هواء 21 مدينة في الأهواز كان في الحالة "الحمراء" و"البرتقالية"، ووصلت مدينة حميدية إلى اللون البنفسجي أي "شديد الخطورة"، يوم الجمعة 4 يوليو.
ويُمكن أن يؤدي التعرض لهذا المستوى من التلوث إلى آثار طويلة الأمد مثل تلف الرئتين أو زيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
ومن جانب آخر، أعلن، المدير العام لإدارة الأزمات في محافظة البرز، محمد رضا فلاح نجاد، عن تحذير جوي من المستوى الأصفر، وطالب الفئات الحساسة، كالأطفال وكبار السن والمصابين بأمراض القلب والجهاز التنفسي بتجنب البقاء في الأماكن المفتوحة.
وأضاف أن الرياح المثيرة للغبار أدت إلى تدهور جودة الهواء في معظم مناطق محافظة البرز، وتوقع أن تستمر هذه الحالة حتى مساء يوم غدٍ الأحد، على أن تتحسن جودة الهواء اعتبارًا من يوم الاثنين 7 يوليو.
وفي محافظة قم، أعلنت إدارة العلاقات العامة لدائرة حماية البيئة أن مؤشر جودة الهواء يوم 4 يوليو بلغ 114، أي في الحالة "غير الصحية".
وبحسب هذا التقرير، تم تحديد أكثر من 24 بؤرة نشطة لإنتاج الغبار في محافظة قم، والتي تسهم بشكل كبير في زيادة التلوث.
كما حذّرت هيئة الأرصاد الجوية في محافظة مركزي من أن زيادة سرعة الرياح الشرقية في صحارى وسط البلاد تؤدي إلى انتقال الغبار وارتفاع معدلات العواصف الترابية في المناطق المعرّضة.
تجاهل المسؤولين لصحة المواطنين
أفاد متابعو "إيران إنترناشيونال"، من خلال رسائلهم، بأن الهواء في مختلف أنحاء البلاد ملوث للغاية، وأن السلطات لم تتخذ أي إجراء فعال لمعالجة الأزمة وتركت المواطنين لمصيرهم.
وقال أحد المواطنين في رسالة: "كل مدينة كرج مدفونة تحت الغبار".
وأرسل متابع آخر مقطع فيديو من مدينة باكدشت يظهر التلوث الشديد في أجوائها، وانتقد تجاهل المسؤولين المستمر لصحة السكان.
كما أظهرت مقاطع فيديو أُرسلت إلى "إيران إنترناشيونال" تلوث الهواء الشديد في مدن: شهريار وباكدشت وشهر ري.
وأشار أحد المواطنين إلى تلوث الهواء في "شهر ري"، وانتقد تناقض سياسات النظام وشعارات "حب الوطن"، معتبرًا ذلك دليلاً على سوء إدارة الحكومة الإيرانية.
وفي مقطع فيديو آخر، تحدث أحد المواطنين عن قلقه من الإصابة بالربو نتيجة تزايد التلوث، وأشار إلى أعراض تنفسية دفعته إلى مراجعة الطبيب، كما عرض قائمة الأدوية التي وُصفت له، منتقدًا في الوقت نفسه الارتفاع الكبير في أسعار الأدوية.
ويحذّر الخبراء من أن استمرار الجفاف، وتوسع بؤر الغبار، وموجات الحر الشديد قد تُحوّل صيف هذا العام إلى أزمة بيئية شديدة في إيران.