شكوك سويسرية بتورط الحرس الثوري في مقتل ثلاثة مواطنين سويسريين في إيران

نقل موقع "واي نت" الإسرائيلي تقريرا عن الإعلام الرسمي السويسري، يكشف عن قلق متصاعد لدى الدوائر الاستخباراتية والدبلوماسية السويسرية من احتمال تورط استخبارات الحرس الثوري، في مقتل 3 سويسريين، من بينهم اثنان من كبار الدبلوماسيين، بظروف غامضة داخل إيران خلال السنوات الثلاث الماضية.
ويشير التقرير إلى أن الوفيات الثلاث تشمل:
•سقوط مميت من شرفة أحد الأبراج السكنية في طهران.
•وفاة غامضة لضابط استخبارات سويسري بعد مرض مفاجئ.
•انتحار مشكوك فيه في السجن بحق سائح سويسري اتُهم بالتجسس.
وتؤدي هذه الوقائع إلى اشتباهات جدية بضلوع الحرس الثوري الإيراني في عمليات تصفية تستهدف سويسريين، خاصة مع تصاعد الشكوك لدى طهران تجاه دور سويسرا كراعية لمصالح الولايات المتحدة في طهران منذ عام 1979.
الوفيات الغامضة
1. سقوط نائبة السفيرة السويسرية
في مايو (أيار) 2021، لقيت سيلفيا برونر، نائبة السفيرة السويسرية في طهران، حتفها بعد سقوطها من الطابق 17 لأحد الأبراج السكنية في العاصمة.
* أعلنت السلطات الإيرانية أن الحادثة انتحار ناتج عن "مشكلات نفسية".
•إلا أن تقرير "واي نت" يشير إلى أن المسعفين الإيرانيين شككوا أولاً في فرضية الانتحار، قبل أن يتم سحب أقوالهم وعزل المسؤول المعني.
•التحقيقات السويسرية أغلقت في نهاية 2024 بسبب "غياب الأدلة القاطعة"، لكنها لم تُنهِ الشكوك.
•ذكر شقيق برونر أن عناصر من أجهزة الأمن الإيرانية دخلوا منزلها قبل وفاتها وتركوا آثار أحذيتهم عمدًا في الشقة كرسالة ترهيب.
•عُثر على رسالة انتحار غير موقعة، بينما أعيد جثمانها إلى سويسرا وقد فُقدت منه أعضاء حيوية مثل الدماغ والقلب.
•خبير طب شرعي سويسري قال إن الانتحار محتمل، لكن لا يمكن استبعاد فرضية الدفع المتعمد.
2. وفاة ضابط استخبارات متخفٍّ كملحق عسكري
في عام 2023، أصيب أحد الملحقين العسكريين في السفارة السويسرية في إيران بمرض مفاجئ أدى إلى وفاته بعد عودته إلى بلاده في غيبوبة تامة.
•أفاد تقرير "SRF" السويسري بأن الضحية كان في الواقع عنصرًا استخباراتيًا سريًا.
•تشير التحليلات إلى أنه ربما تم التعرف عليه أثناء تنفيذ عملية تجسسية، ثم جرى تسميمه.
•امتنعت الجهات الرسمية في سويسرا عن التعليق.
•مصدر أمني سويسري صرّح لـ"واي نت" بأن جهاز استخبارات الحرس الثوري يعاني من "هوس شديد بالشك" (بارانويا)، ويعتبر السفارة السويسرية ثغرة للتجسس الأميركي.
3. سائح سويسري يُتهم بالتجسس ثم يُعلن انتحاره في السجن
في بداية عام 2025، أُلقي القبض على سائح سويسري يبلغ نحو 60 عامًا بعد أن التقط صورًا لموقع عسكري إيراني وزُعم أنه أخذ عينات من تربته.
•اتُهم بـ"التجسس"، ومُنع المسؤولون السويسريون من زيارته طوال فترة احتجازه.
•بعد شهرين، أعلنت إيران أنه انتحر داخل سجن في سمنان.
•وُصف موته من قبل النيابة العامة السويسرية بأنه "غير طبيعي وناتج عن تعذيب".
•لم تُعلن نتائج التشريح الرسمي للجثة التي أُعيدت إلى سويسرا.
رواية منشقّ إيراني
كشف التقرير عن شهادة ضابط سابق في استخبارات الحرس الثوري الإيراني فرّ إلى ألمانيا، أكد فيها أنه "في عام 2021، كان زملائي يتحدثون علنًا عن مقتل الدبلوماسية السويسرية، ويؤكدون أن الأمر كان عملية من تنفيذ استخبارات الحرس الثوري، لكنها أخفقت وأدت إلى مقتلها".
وأوضح هذا الضابط المنشق أن الحرس يرى أن السفارة السويسرية تمثل قاعدة تجسس أميركية داخل طهران.
الربط بين الحوادث الثلاث
وفقًا لـ"واي نت"، فإن السلطات السويسرية بدأت الآن بربط هذه الحوادث الثلاث ببعضها، وسط مخاوف من أن الحرس الثوري بات يستهدف حتى المواطنين الأجانب غير المرتبطين رسميًا بالولايات المتحدة، نتيجة جنون الشك وتزايد الارتياب داخل أجهزة الأمن الإيرانية.
ولا تزال التحقيقات مستمرة لتحديد ما إذا كانت هذه الوفيات ناجمة عن سياسة ممنهجة للترهيب والتصفية أو مجرد حوادث معزولة.