غموض حول مصير الباحث رضا جلالي المحكوم بالإعدام في إيران

لم تتلقَّ عائلة أحمد رضا جلالي، الطبيب والباحث الإيراني-السويدي المحكوم بالإعدام، أي اتصال منه منذ 9 أيام، بعد نقله من سجن طهران الكبرى إلى مكان مجهول. وأعربت زوجته، في مقابلة مع "إيران إنترناشيونال"، عن قلقها العميق حيال الغموض حول مصير زوجها.

وقالت زوجته مهران ‌نیا: "في يوم الاثنين 24 يونيو، حين قُصف سجن إيفين، اتصل بي أحمد رضا وقال إنه بخير. وبعد نصف ساعة، اتصل مجددًا وقال إنهم أرادوا أخذه إلى مكان مجهول، لكن السجناء الآخرين لم يسمحوا لهم بأخذه بمفرده من العنبر 4 إلى مكان آخر".

وأضافت: "في الاتصال التالي، وبعد نصف ساعة، قال إنهم سيأخذون الجميع معًا تلك الليلة، ومنذ ذلك الحين، انقطعت أخباره تمامًا. لا أعلم ما الذي حدث له أو أين هو، لكن من الواضح أن الوضع مقلق بشدة".

وأفادت "إيران إنترناشيونال" بناءً على معلومات حصلت عليها، أن جلالي نُقل في البداية من سجن إيفين إلى القسم الثاني من سجن طهران الكبرى، ثم نُقل بعد ساعات إلى مكان مجهول. وذكرت أن رفض مسؤولي السجن الكشف عن مكان احتجازه أثار تكهنات حول احتمال تنفيذ حكم الإعدام في ظل تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل.

قلق دولي وتحركات دبلوماسية

وحول متابعة الحكومة السويدية للقضية، قالت مهران ‌نيا إن "المسؤولين السويديين على تواصل معها، ومنذ اختفائه، اتصل وزير الخارجية السويدي بي وأكد أن أي مكروه يصيب أحمد رضا سيؤدي إلى تدهور شديد في العلاقات الدبلوماسية بين السويد وإيران".

وأضافت: "رغم هذا التواصل، لم أحصل حتى الآن على أي معلومات دقيقة. أشعر بقلق عميق، لماذا لم يُسمح له بالاتصال؟ وإذا كان في الحبس الانفرادي، ما السبب؟ في ظل هذه الأوضاع الحرجة، لماذا تزيد السلطات من معاناة الناس؟".

وأكدت أن القلق لا يقتصر عليها فقط، بل يطال أيضًا عائلات معتقلين آخرين، مثل أخت سيسيل كولر، المواطنة الفرنسية المعتقلة في إيران، مشددة على ضرورة الكشف عن أماكن وجود جميع السجناء السياسيين.

الأمم المتحدة تراقب

ماي ساتو، المقررة الخاصة للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في إيران، كتبت في وقت سابق على منصة "إكس" أن "نقل جلالي إلى مكان مجهول بعد الاشتباكات بين إيران وإسرائيل يمثل مثالًا على نمط مقلق من تنفيذ أحكام الإعدام في قضايا مرتبطة بالتجسس". وأعربت عن قلقها من تصاعد هذه الإعدامات، وأكدت أنها ناقشت القضية مع لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة.

وكان اعتقال أحمد رضا جلالي قد تم عام 2016 بعد حضوره إلى إيران بدعوة من جامعات في طهران وشيراز، بتهمة "التجسس". وفي 2017، أصدر القاضي المعروف بانتهاكه لحقوق الإنسان، أبو القاسم صلواتي، حكم الإعدام بحقه، وأيدت المحكمة العليا الحكم لاحقًا.

جلالي نفى مرارًا تهم التجسس، مؤكدًا أن سبب اعتقاله وصدور الحكم ضده كان رفضه التعاون مع الحرس الثوري والتجسس لصالح إيران على دول غربية.

وفي مايو الماضي، ناشدت زوجته، ويدا مهران ‌نیا، رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون ووزيرة الخارجية ماريا مالمير ستينرغارد، التدخل العاجل لإنقاذ حياة زوجها بعد أكثر من 9 سنوات من الاعتقال.

كما طالبت الأسرة ومؤيدو جلالي مرارًا الحكومة السويدية باتخاذ إجراءات فورية لإلغاء حكم الإعدام ونقله لتلقي العلاج الطبي.

وفي أبريل (نيسان)، أصدرت وزيرة خارجية السويد بيانًا طالبت فيه بالإفراج الفوري عن جلالي لأسباب إنسانية.