إيران تهاجم غروسي بشدة وتهدد بوقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية

وجّه المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، انتقادات لاذعة ضد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، معتبرًا أن تقاريره "وفّرت ذريعة" للهجمات العسكرية الأميركية والإسرائيلية على إيران.
وقال بقائي، خلال مؤتمر صحافي عقده يوم الاثنين 30 يونيو (حزيران)، إن "كنا نتوقع من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومديرها العام أن تؤدي دورها بعيدًا عن التسييس"، وأضاف: "نأسف لأن مطالبنا لم تؤخذ بعين الاعتبار، وكان تقرير الوكالة غير مناسب، وشكّل إحدى ذرائع العدوان".
وأشار إلى أن "الازدواجية في المعايير من أسوأ السياسات تجاه الأعراف الدولية"، واعتبر أن الوكالة "ارتكبت تقصيرًا خطيرًا، وساعدت بتقريرها في تبرير الهجوم، ولم تتخذ موقفًا مناسبًا إزاء العدوان على إيران".
ووصف بقائي تصريحات غروسي بأنها "تبرير للعدوان"، مطالبًا إياه بإبداء موقف واضح إزاء "النتائج غير القانونية لأفعال أميركا وإسرائيل".
إيران تتمسك بتعليق التعاون
وفي سياق متصل، أكد بقائي أن قانون البرلمان الإيراني بخصوص تعليق التعاون مع الوكالة "ملزم للحكومة"، مشددًا على أن "الإصرار على استمرار التفتيش أمر غير منطقي في ظل تعرض المنشآت النووية الإيرانية لهجمات، وعدم مراعاة أمن المفتشين".
وأضاف: "مدير الوكالة يتوقع استمرار عمليات التفتيش كالمعتاد بعد أيام قليلة من الهجوم، وهذا توقع غير منطقي، لأننا لم ننجز بعد تقييمًا دقيقًا للخسائر".
انتقادات لفرنسا وألمانيا.. وتشبيه بـ "النازية"
وفي جانب آخر من تصريحاته، هاجم بقائي مواقف فرنسا وألمانيا من الحرب، وأشار إلى أن باريس "أقرت بتقديم دعم عسكري لإسرائيل"، كما انتقد تصريحات المستشار الألماني، فريدريش مرتس، قائلاً: "لم نكن نتخيل أن يستخدم المستشار الألماني المفردات نفسها، التي كانت تُستعمل لتبرير جرائم النظام النازي".
وكان مرتس قد قال في وقت سابق: "لقد أنجز الإسرائيليون الجزء الأصعب والأقذر من المهمة بالنيابة عنا جميعًا"، في إشارة إلى الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية.
إيران: لن نرضخ لآلية الزناد
وفي الختام، أشار بقائي إلى أن الحديث الأوروبي عن احتمال تفعيل آلية الزناد (سناب باك) لن يثني إيران، وقال: "التهديد باستخدام هذه الآلية لن يجعلنا نستسلم لمطالب الطرف الآخر المفرطة".
دول "الترويكا" الأوروبية تندد وتهدد
جاءت تصريحات بقائي بالتزامن مع إدانات أوروبية واسعة، حيث أصدرت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، المعروفة بدول "الترويكا الأوروبية"، بيانًا مشتركًا، يوم الاثنين 30 يونيو، أعربت فيه عن دعمها لغروسي ولمهام الوكالة، ونددت بالتهديدات الإيرانية ضده.
وجاء في البيان: "نطالب السلطات الإيرانية بالامتناع عن أي خطوات لوقف التعاون مع الوكالة، ونطالبها باستئناف التعاون الكامل فورًا والقيام بجميع الخطوات اللازمة لضمان سلامة موظفي الوكالة".