كيف ألقت تهديدات النظام الإيراني باغتيال ترامب بظلالها على حملته الانتخابية؟

نقل تقرير لصحيفة "واشنطن بوست"، عن كتاب بعنوان "2024: كيف استعاد ترامب البيت الأبيض؟"، أن تهديدات النظام الإيراني باغتيال ترامب، ووزير الخارجية الأسبق مايك بومبيو، ومسؤولين أميركيين، لعبت دورًا حاسمًا في رسم الاستراتيجية السياسية لحملة ترامب الانتخابية.

وبحسب الكتاب، فقد اقترب النظام الإيراني في عام 2022 من تنفيذ خطة لاغتيال وزير الخارجية الأميركي الأسبق، مايك بومبيو، في أحد فنادق أوروبا. كما حذّر مسؤولون بالاستخبارات الأميركية، في سبتمبر (أيلول) الماضي، حملة ترامب من أن خلايا اغتيال تابعة للنظام الإيراني تنشط داخل الأراضي الأميركية.

ويقول مؤلفو هذا الكتاب، المتوقع صدوره الشهر المقبل: "إن هذه التهديدات، خصوصًا تلك التي خطّط لها النظام الإيراني، دفعت بحملة ترامب إلى تغيير استراتيجيتها بالكامل. ومن بين الإجراءات غير المسبوقة، التي اتُّخذت في الشهور السابقة للانتخابات، تعديل مسارات الرحلات الجوية، وتشديد التدابير الأمنية في أماكن الإقامة، واستخدام تجهيزات مضادة للأسلحة الكيميائية".

ويذكر الكتاب أن التهديدات لم تقتصر على بومبيو، بل شملت عدة مسؤولين آخرين من الإدارة الأميركية السابقة، من بينهم مستشار الأمن القومي الأسبق جون بولتون؛ حيث أعلنت السلطات الأميركية أن النظام الإيراني دفع مليون دولار لاستئجار قاتل مأجور لمحاولة تنفيذ اغتيال بومبيو، عام 2022.

ويتطرق الكتاب إلى واقعة في سبتمبر 2024، حينما حذر مسؤولون أمنيون أميركيون ترامب في مقر إقامته بمنتجع "مار ايه لاغو" بفلوريدا، من وجود فرق اغتيال تابعة للنظام الإيراني داخل الأراضي الأميركية. وبعد ستة أسابيع، تم القبض على أحد هؤلاء الأفراد، والذي وُصف بـ "العميل الإيراني"، بتهمة التخطيط لاغتيال ترامب.

ويضيف مؤلفو الكتاب أن هذه التهديدات دفعت فريق ترامب إلى تحويل مقر إقامته في إلى "معسكر مسلح"، وقد شملت الإجراءات الأمنية استخدام طائرة بديلة، وارتداء سترة مضادة للرصاص، واستخدام روبوتات للكشف عن المتفجرات، والامتناع عن التقاط صور "سيلفي" مع المؤيدين، وتجنب الوقوف قرب النوافذ، وتغيير جدول الرحلات بالكامل.

وخلال الحملة الانتخابية، طالب ترامب مرارًا الأجهزة الأمنية بتوضيح الصلات المحتملة للنظام الإيراني بمحاولات اغتياله، لكنه لم يتلقَ ردودًا مقنعة بسبب نقص الأدلة القاطعة. كما أدى استياؤه الشديد من أداء رئيس جهاز الخدمة السرية المؤقت إلى إقالته في فبراير (شباط) الماضي.

ويتناول الكتاب أيضًا دور النظام الإيراني في استخدام شبكات الجريمة المنظمة الغربية لتنفيذ مخططاته الاغتيالية، مشيرًا إلى أن طهران حاولت، من خلال تعاون محتمل مع أعضاء في عصابة "هيلز آنجلز" (Hells Angels)، استهداف ضباط عسكريين إيرانيين سابقين يقيمون سرًا في أميركا.

وفي ختام حملته الانتخابية لعام 2024، قال ترامب بحسب ما ورد في الكتاب: "يجب أن أفوز. يجب أن أبقى على قيد الحياة وأفوز. لأنه إذا لم أفز، فإننا انتهينا".