رغم الضربات الأميركية والإسرائيلية.. غروسي: إيران قد تعود لتخصيب اليورانيوم.. خلال أشهر

أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، عدم علمه بمصير أو الموقع الحالي لمخزونات اليورانيوم الإيراني عالي التخصيب، مشيرًا إلى أن طهران قد تكون قادرة على استئناف التخصيب مجددًا خلال أشهر، رغم الهجمات التي استمرت 12 يومًا.
وقال غروسي، في مقابلة مع شبكة "سي بي إس" الإخبارية الأميركية: "كان لدى إيران برنامج طموح للغاية، وقد يبقى جزء منه قائمًا".
وأضاف في المقابلة، التي نُشر نصها مساء السبت 28 يونيو (حزيران)، ومن المقرر بثها اليوم الأحد: "حتى لو لم يتبقَ شيء من البرنامج النووي الإيراني، فإن المعرفة والقدرة الصناعية موجودة، وإيران متقدمة جدًا من الناحية التكنولوجية النووية".
وشدد على أن هذه القضية "لا يمكن حلها عسكريًا بأي حال".
وأشار غروسي إلى وجود أوصاف مختلفة لحجم الأضرار، التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية، قائلاً: "هناك إجماع على أن الأضرار بالغة الخطورة، ومن الواضح أن المنشآت في فوردو ونطنز وأصفهان قد دُمرت إلى حد كبير".
مصير مخزونات اليورانيوم المخصب
وردًا على سؤال عن مخزونات اليورانيوم المخصب الإيراني، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية: "لا نعرف أين يمكن أن تكون هذه المواد، لا نعرف ما إذا كان جزء منها قد دُمر خلال الهجمات أو نُقل إلى مكان آخر".
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أعلنت في آخر تقرير ربع سنوي لها أن كمية اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة في إيران بلغت 408.6 كيلوغرام (900 رطل).
ومن جهته، قال رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، إنه لا يعتقد أن إيران نقلت مخزونات اليورانيوم المخصب قبل الهجوم الأميركي.
وذكر دونالد ترامب، في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأميركية، نُشر جزء منها مساء أمس السبت: "لم يخرجوا اليورانيوم من ذلك الموقع العميق (فوردو)؛ لأنها مهمة صعبة وخطيرة للغاية، بالإضافة إلى أننا لم نمنحهم وقتًا طويلاً، ولم يكونوا على علم بالهجوم".
وأكد غروسي، في مقابلته مع "سي بي إس"، أن إيران ستضطر في مرحلة ما إلى توضيح مصير هذه المخزونات للوكالة، وإذا لم تتلقَ الوكالة تفسيرًا، "ستظل هذه القضية معلقة كتهديد محتمل".
ودعا إيران مرة أخرى إلى السماح لمفتشي الوكالة باستئناف عملهم الضروري في أسرع وقت ممكن.
قرار البرلمان الإيراني ودعوات "إعدام غروسي"
كان البرلمان الإيراني قد أقرّ قرارًا بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وحظر دخول المفتشين إلى إيران "حتى ضمان أمن المراكز والعلماء النوويين"، وذلك في 25 يونيو الجاري، وهو اليوم الأول بعد وقف إطلاق النار.
وقال عدد من مسؤولي النظام الإيراني، بينهم علي لاريجاني مستشار المرشد الإيراني، ونائب رئيس البرلمان، حميد رضا حاجي بابائي، إن "رافائيل غروسي لن يُسمح له بدخول إيران مرة أخرى".
كما طالبت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، علي خامنئي، "باعتقال وإعدام" غروسي.
وفي رد فعل على تلك التطورات، أدان وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، التصريحات الإيرانية الداعية إلى "اعتقال وإعدام" المدير العام للوكالة الدولية للطاقة البذرية.
وكتب روبيو، مساء السبت 28 يونيو، على منصة "إكس": "نداءات اعتقال وإعدام غروسي في إيران غير مقبولة ويجب إدانتها".
واتهم مسؤولون في النظام الإيراني، بينهم وزير الخارجية، عباس عراقجي، تقرير غروسي الأخير بأنه مهّد الطريق للهجوم على إيران.
ونفى غروسي هذا الاتهام بشدة، قائلًا لـ "سي بي إس": "أستطيع أن أفهم إلى حد ما. لقد تعرضوا للهجوم. ولكن من يصدق حقًا أن هذا الصراع حدث بسبب تقرير الوكالة؟".
وأضاف: "بالمناسبة، ما ورد في ذلك التقرير لم يكن جديدًا؛ كنا نقول هذا منذ وقت طويل، وذكرناه في تقارير سابقة".
وجدير بالذكر أنه خلال الحرب، التي استمرت 12 يومًا، استهدفت إسرائيل منشآت نووية إيرانية عدة مرات، وقصفت أميركا منشآت في "فوردو" و"نطنز" و"أصفهان" الأسبوع الماضي.
ورغم تقارير بعض وسائل الإعلام، فقد أكد مسؤولون أميركيون كبار أن البرنامج النووي الإيراني دُمر في هذه الهجمات.