لأسباب تتعلق بـ "الأمن القومي".. اعتقال عدد من طالبي اللجوء الإيرانيين في لوس أنجلوس

أثار اعتقال عدد من طالبي اللجوء الإيرانيين في مدينة لوس أنجلوس قلقًا واسعًا بأوساط الجالية الإيرانية المهاجرة، في أعقاب الهجمات الأخيرة، التي شنّتها الولايات المتحدة على المنشآت النووية في إيران.

وأعلنت وزارة الأمن الداخلي الأميركية يوم الثلاثاء، 24 يونيو (حزيران) الجاري، أنها اعتقلت مواطنَين إيرانيين في لوس أنجلوس لأسباب تتعلق بـ "الأمن القومي"، وتم نقلهما إلى مركز احتجاز المهاجرين.

وفي السياق نفسه، قال القس آرا توروسيان، راعي كنيسة ناطقة بالفارسية في لوس أنجلوس، خلال حديث لوكالة "رويترز"، إن ما لا يقل عن عائلتين إيرانيتين من طالبي اللجوء تم اعتقالهما خلال يومين متتاليين، وأكد أن أعضاء كنيسته يعيشون الآن حالة من الرعب والذعر.

وأوضح توروسيان أن زوجين إيرانيين مع طفلهما الصغير اعتُقلوا يوم الاثنين الماضي 23 يونيو، خلال موعد روتيني متعلق بإجراءات الهجرة. وفي اليوم التالي، داهم عملاء فيدراليون منزل زوجين آخرين، وكان توروسيان حاضرًا في المكان.
وأضاف: "كان عدد كبير من العملاء المسلحين موجودين في الموقع"، مشيرًا إلى أن إحدى النساء المعتقلات أصيبت بانهيار عصبي وسقطت على الأرض. وفي مقطع فيديو صوّره، سُمِع وهو يصرخ: "إنها ليست بخير، اتصلوا بالإسعاف 911!".

وذكرت وزارة الأمن الداخلي الأميركية أن المرأة نُقلت إلى المستشفى، وتم تسريحها لاحقًا، فيما لا يزال كلا الزوجين رهن الاحتجاز في مركز للهجرة.

كما أعلنت الوزارة، يوم الثلاثاء الماضي، اعتقال 11 مواطنًا إيرانيًا إضافيًا في الولايات المتحدة خلال عطلة نهاية الأسبوع، كانوا داخل البلاد بصورة غير قانونية.

وبحسب توروسيان، فإن العائلتين دخلتا الأراضي الأميركية مؤخرًا عبر الحدود المكسيكية باستخدام نظام حجز المواعيد الإلكتروني المعروف باسم "CBP-One"، وهو النظام الذي أُطلق في عهد الرئيس الأميركي السابق، حو بايدن، لضبط العبور المنظّم من الحدود، قبل أن يُعلّق العمل به مع تولي ترامب الرئاسة.

وقال القس توروسيان، وهو مواطن أميركي: "لم أكن أتصور يومًا أن أقول لأعضاء كنيستي: لا تأتوا إلى الكنيسة. لكن الآن، البعض منهم يخاف الخروج من منازلهم".

ووصف الاعتقالات الأخيرة بأنها كانت تجربة مريرة ومروعة، مضيفًا: "عندما رأيت جنودًا مقنّعين يطرحون امرأة أرضًا، تساءلت: هل أنا في أحد شوارع لوس أنجلوس أم في شارع بطهران؟".

وختم بالقول: "كان هذا الإحساس وحده كافيًا كي أبكي.. وبكيت كثيرًا".

وفي تطور قانوني ذي صلة، أصدرت المحكمة العليا الأميركية يوم الاثنين، 23 يونيو، حكمًا يسمح بترحيل المهاجرين إلى دول ثالثة غير بلدانهم الأصلية، حتى في حال وجود خطر يهدد حياتهم هناك. وهو حكم يُمكّن إدارة ترامب من ترحيل طالبي اللجوء، دون منحهم فرصة الدفاع عن أنفسهم.