"أكسيوس": ترامب أطلق حملة واسعة لتثبيت "نصره" في إيران

ذكر موقع "أكسيوس"، في تقرير له، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أطلق حملة واسعة لتثبيت روايته حول الهجمات الأميركية الأخيرة على المنشآت النووية في إيران كـ"نصر حاسم".
وبحسب التقرير فإن ترامب، مع تأكيده على أن هذه الهجمات "دمّرت البرنامج النووي الإيراني"، يسعى إلى تقديم هذه العملية كإنجاز حاسم في إرثه في السياسة الخارجية.
وأضاف أن الرئيس الأميركي، الذي يعتبر نجاح هذه العملية جزءًا مهمًا من رصيده السياسي، وصف تسريب التقييم الأولي لوزارة الدفاع الأميركية، الذي اعتبر الأضرار التي لحقت بالبرنامج النووي الإيراني "محدودة ومؤقتة"، بأنه "عمل تخريبي"، وأطلق حملة منسقة لنزع المصداقية عن هذا التقرير.
وخلال مؤتمر صحفي لحلف الناتو في هولندا، وجّه اللوم إلى محللي البنتاغون لنشرهم المبكر لهذا التقييم، قائلاً إن التقرير "غير مكتمل" ولم يكن ينبغي نشره قبل اتضاح النتائج الكاملة.
وبالتزامن مع هذه الجهود، أعلن البيت الأبيض أن وزير الدفاع بيت هغست، إلى جانب كبار مسؤولي البنتاغون، سيعقدون مؤتمراً صحفياً الخميس 26 يونيو (حزيران) للدفاع عن الطيارين الأميركيين الذين نفذوا "مهمة بلا عيوب".
كما اتهمت الحكومة الأميركية وسائل الإعلام بسلوك "غير وطني" بسبب تغطيتها الانتقادية لهذه الهجمات، على الرغم من إقرارها بأن التقرير الأولي لوكالة الاستخبارات الدفاعية كان حقيقياً.
وفي أعقاب هذا التسريب للمعلومات، بدأت الشرطة الفيدرالية الأميركية تحقيقاً رسمياً، وتنوي الحكومة تقييد وصول الكونغرس إلى المعلومات السرية لمنع تسريبات مستقبلية، وهو ما أفادت به "أكسيوس" أولاً.
وتستمر حملة ترامب الإعلامية بدعم من مسؤولين رفيعي المستوى. فقد وصف كل من وزير الدفاع وماركو روبيو، وزير الخارجية الذي يشغل في الوقت ذاته منصب مستشار الأمن القومي، في هامش قمة الناتو، تسريب المعلومات بأنه "محاولة لتشويه الحقيقة"، وأكدا أن وصف التقرير الأولي للبنتاغون بـ"منخفض الموثوقية" يدل على عدم قطعيته.
تولسي غبرد، مديرة الاستخبارات الوطنية، التي كانت قد تعرضت سابقاً لانتقادات ترامب بسبب تقديمها تقييماً مغايراً في الكونغرس، أعلنت يوم الأربعاء أن المعلومات الجديدة تؤكد أن المنشآت النووية في إيران "تم تدميرها" وإعادة بنائها "تتطلب سنوات عديدة".
كما صرّح جون راتكليف، رئيس وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، استناداً إلى مصادر وصفها بالموثوقة، أن البرنامج النووي للنظام الإيراني "تعرّض لأضرار جسيمة".
في الوقت نفسه، طلب ترامب دعماً من إسرائيل لتأكيد روايته، ونُشر بيان باسم لجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية يؤكد أن الهجوم على منشأة فوردو النووية "دمّر بنيتها التحتية الحيوية وجعل هذا المركز غير قابل للاستخدام".
وقد صدر البيان الذي نشره البيت الأبيض قبل ثلاثين دقيقة من البيان الصادر عن مكتب رئيس وزراء إسرائيل.
وكان أسلوب ومحتوى هذا البيان أقرب إلى ادعاءات ترامب، وأكد أن الهجمات الأميركية والإسرائيلية "أخّرت قدرة إيران على إنتاج سلاح نووي لسنوات"، وأن هذا التأخير سيستمر طالما لم تتمكن إيران من الوصول إلى المواد النووية المدفونة تحت أنقاض هذه المواقع.
ومع ذلك، امتنع هذا البيان أيضاً، كما غيره من التقييمات، عن استخدام عبارة "تدمير كامل".
من جهته، أعلن الجنرال إيال زمير، رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، يوم الأربعاء، أن "المنشآت الرئيسية والمصانع والصناعات والمراكز العلمية الإيرانية كانت أهدافاً لهذه الهجمات"، وأن "البرنامج النووي الإيراني تعرض لضرر شديد، واسع وعميق، مما أرجعه سنوات إلى الوراء".
وأكد مسؤول استخباراتي إسرائيلي في حديث مع "أكسيوس" أنه، رغم وجوب الامتناع عن استخدام عبارات مثل "تدمير كامل"، إلا أن الصورة الاستخباراتية الجديدة أقرب إلى رواية ترامب من التقييم الأولي لوزارة الدفاع الأميركية.