مجلس الشيوخ الأميركي يرفض تقييد صلاحيات ترامب العسكرية تجاه إيران

رفض مجلس الشيوخ الأميركي، يوم الجمعة 27 يونيو (حزيران)، مشروع الديمقراطيين، الذي يُلزم الرئيس دونالد ترامب بالحصول على إذن من "الكونغرس" قبل القيام بأي عمل عسكري جديد ضد إيران.

وجاء هذا التصويت بعد ساعات فقط من تهديد ترامب بإمكانية تنفيذ هجمات جديدة على المنشآت النووية في إيران.

وقد رُفض هذا القرار بـ 53 صوتًا مقابل 47 صوتًا بالموافقة، وجاء التصويت في الغالب على أسس حزبية، رغم أن السيناتور الديمقراطي عن ولاية بنسلفانيا، جون فيترمان، صوّت ضد المشروع إلى جانب الجمهوريين، في حين انضم السيناتور الجمهوري عن ولاية كنتاكي، راند بول، إلى الديمقراطيين، وصوّت لصالح تقييد صلاحيات ترامب العسكرية.

وقال وصاحب المقترح الرئيس لهذا المشروع، السيناتور الديمقراطي تيم كين، في كلمة قبل التصويت: "ينص الدستور الأميركي بشكل واضح على أن إعلان الحرب من صلاحيات الكونغرس فقط، وأي عمل عدائي ضد إيران يجب أن يُعتمد بتفويض محدد. إذا كنت تعتقد أن الرئيس يجب أن يلجأ إلى الكونغرس قبل بدء حرب مع إيران، فعليك دعم هذا المشروع".

وفي المقابل، عارض السيناتور الجمهوري عن ولاية تينيسي والسفير الأميركي السابق في اليابان، بيل هاغرتي، هذا المسعى بشدة، وقال: "لا ينبغي لنا تقييد يد الرئيس في خضم أزمة. إذا لم يتمكن الرئيس من اتخاذ قرار في لحظة تهدد فيها الأرواح، فنحن نعرض أمن البلاد للخطر".

وجاء هذا التصويت بينما شن ترامب، يوم الجمعة 27 يونيو، هجومًا شديدًا على المرشد الإيراني، علي خامنئي، وتراجع عن قرار رفع العقوبات، وأعلن أنه إذا ارتفع مستوى تخصيب اليورانيوم في إيران، فسيفكر في شن هجمات إضافية.

وخلال اليومين الماضيين، عقد كبار مسؤولي الأمن القومي الأميركي جلسات سرية لأعضاء مجلس الشيوخ ومجلس النواب. ووفقًا لمصادر، أكد العديد من الديمقراطيين بعد هذه الجلسات أنهم لم يقتنعوا بأن المنشآت النووية في إيران "دُمّرت بالكامل"؛ وهو الادعاء الذي أطلقه ترامب مباشرة بعد العملية.

وأكد معارضو القرار أن الهجوم الأخير على الأراضي الإيرانية كان عملية محدودة ولمرة واحدة، وتم في إطار الصلاحيات القانونية للرئيس.

خلفية المشروع والمعارضة له

كان السيناتور الديمقراطي، تيم كين، قد قدّم مشروعًا مشابهًا في الفترة الأولى من رئاسة ترامب عام 2020، وقد تم تمريره بدعم بعض الجمهوريين في كلا المجلسين، لكنه لم يحصل على الأصوات الكافية لتجاوز "الفيتو"، الذي استخدمه ترامب.

ومثل هذه المرة، كان المشروع بحاجة إلى موافقة مجلس النواب، إضافة إلى موافقة مجلس الشيوخ، ليصبح ساريًا. لكن رئيس مجلس النواب وحليف ترامب المقرب، مايك جونسون، صرح هذا الأسبوع بأن "الوقت غير مناسب لمثل هذا الإجراء".

وشدد ترامب، يوم أمس الجمعة، على رفضه أي شكوك بشأن حجم الأضرار التي لحقت ببرنامج إيران النووي، بينما تصر طهران على أن برنامجها لا يزال "سلميًا بالكامل".

ويُظهر هذا التصويت أن "الكونغرس"، في ظل احتمال تصاعد التوترات مع النظام الإيراني، لا يزال يواجه تحديات كبيرة في استعادة صلاحياته العسكرية.