وزير الدفاع الأميركي: تأكيد النظام الإيراني على مواصلة البرنامج النووي "للاستهلاك الداخلي"

قال بيت هغسيتث وزير الدفاع الأميركي، إن التصريحات المتكررة من قِبل كبار مسؤولي النظام الإيراني بشأن استكمال برنامجهم النووي موجّهة للاستهلاك الداخلي، وتهدف إلى "حفظ ماء وجه" النظام أمام جمهوره.
وفي مؤتمر صحافي عُقد يوم الخميس 26 يونيو (حزيران)، تحدّث هغست عن تفاصيل الهجوم الأميركي الأخير على المنشآت النووية التابعة للنظام الإيراني، مشيدًا بمواقف الرئيس الأميركي، حيث قال: "ترامب وفّر الظروف لإنهاء الحرب، وتم تدمير المنشآت النووية للنظام الإيراني".
وشدّد هغسيث مرة أخرى على أن الهجوم الأميركي كان ناجحًا، مؤكدًا أن منشآت إيران النووية تم تدميرها فعليًا، ووصف تقارير قناتي "سي ان ان" و"نيويورك تايمز" بشأن فشل العملية بأنها "غير صحيحة".
وأضاف: "نشر هذه المعلومات المغلوطة والناقصة والمحرّفة يعود فقط إلى العداء لترامب. لا يريدون له تحقيق أي نجاح. إسرائيل أكّدت التدمير، والوكالة الدولية للطاقة الذرية أكّدت أن المواقع تعرّضت لأضرار جسيمة، ووزارة الخارجية الأميركية كذلك".
وفي ما يخص التصريحات الإيرانية الأخيرة حول استمرار البرنامج النووي، قال هغست: "العديد من هذه التصريحات موجّهة للاستهلاك المحلي فقط، تهدف لطمأنة داعمي النظام... مهمّتنا نحن أن نكون في حالة استعداد".
لا أدلة على نقل اليورانيوم من المواقع النووية الإيرانية
وتابع وزير الدفاع الأميركي قائلاً إنه لا توجد أية معلومات تؤكد أن النظام الإيراني قام بنقل مخزوناته من اليورانيوم عالي التخصيب قبل الهجمات الأميركية.
وفي معرض حديثه عن حجم الأضرار في منشأة فوردو النووية، قال: "أي شخص لديه عينان وعقل يمكنه أن يدرك حجم القوة والدقة والتأثير المدمّر لهذا الهجوم. إذا أردت أن تعرف ما حدث في فوردو، خذ معولًا واحفر الأرض؛ فكل شيء جرى تحت الأرض".
يُذكر أن بعض المحللين قد حذّروا في الأيام الأخيرة من إمكانية أن يكون النظام الإيراني نقل مخزوناته من اليورانيوم عالي التخصيب – القريب من المستوى التسليحي – إلى مواقع غير معروفة لأميركا أو إسرائيل أو الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك قبل الضربات.
واستند الخبراء في هذا إلى صور أقمار صناعية التقطتها شركة ماكسار، أظهرت أنشطة غير معتادة في منشأة فوردو بتاريخ 20 و21 يونيو (حزيران)، بما في ذلك طوابير من المركبات عند مداخل الموقع.
وقد أفادت صحيفة "فايننشال تايمز" بتاريخ 26 يونيو (حزيران) أن دولًا أوروبية تعتقد أن القسم الأكبر من مخزون اليورانيوم الإيراني لم يُمس رغم الضربات الأميركية.
كما نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر رفيع في النظام الإيراني يوم 22 يونيو قوله إن جزءًا كبيرًا من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% تم نقله قبل الضربات إلى موقع غير معروف.
وفي سياق دعم تصريحات وزير دفاعه، كتب الرئيس دونالد ترامب يوم 26 يونيو على منصة تروث سوشال: "لم يتم نقل أي شيء من المواقع النووية للنظام الإيراني".
وأضاف ترامب: "الشاحنات والمركبات التي شوهدت في الموقع كانت تخص عمال صبّ الخرسانة، الذين كانوا يحاولون تغطية مداخل الأنفاق".
وتابع: "لم يتم إخراج أي شيء من المنشآت. نقل هذه المواد كان سيستغرق وقتًا طويلًا، ويشكّل خطرًا كبيرًا، كما أنه صعب جدًا بسبب وزنها وتعقيداتها".
ضغوط ترامب
من جانبه، صرّح دن كين، رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأميركية، خلال مؤتمر صحفي في البنتاغون، أن عملية "مطرقة منتصف الليل" ضد منشآت النظام الإيراني النووية كانت نتيجة 15 عامًا من الرصد والتخطيط العسكري الدقيق.
وأوضح: "السبب في استخدامنا لقاذفات "بي 2" هو معرفتنا المسبقة بفعالية قنابلها التي تزن 30 طنًا... كل القنابل عملت كما يجب، وكانت النتائج كما خُطط لها".
وأكّد كين أن الهجوم ركّز على مداخل الأنفاق في منشأة فوردو، والتي كانت إيران قد غطّتها بطبقات من الخرسانة قبيل الضربات.
وأضاف: "أُطلقت القنبلة الأولى لتدمير الغطاء الخرساني، ثم توالت القنابل من الثانية إلى الخامسة لاختراق أعمق داخل الموقع. وأُطلقت القنبلة السادسة كاحتياط في حال لم تنجح القنابل السابقة بالكامل".