"هآرتس": سقوط الأسد وتراجع روسيا أمام أوكرانيا منحا إسرائيل سماءً مفتوحة لقصف إيران

أكدت صحيفة "هآرتس" أن الضربات الجوية، التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية لم تكن ممكنة، لولا التحولات الإقليمية التي سببتها الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وعلى رأسها انحسار نفوذ موسكو في سوريا وسقوط نظام الأسد، مما أتاح للمقاتلات الإسرائيلية حرية أكبر في التحرك بين تل أبيب وطهران.
وذكرت الصحيفة أنه "فيما يشكر المسؤولون الإسرائيليون الولايات المتحدة ودونالد ترامب على دعمهم في ضرب المنشآت النووية الإيرانية، يتجاهلون الدور الحاسم لأوكرانيا، التي ساهمت بصمودها أمام روسيا في إضعاف النفوذ العسكري لموسكو في الشرق الأوسط".
إسرائيل مدينة لأوكرانيا
أشادت إسرائيل مرارًا بدور الولايات المتحدة في قصف منشآت إيران النووية، وخصوصًا استهداف موقع "فوردو" النووي المحصّن باستخدام قنابل خارقة للتحصينات. لكن "هآرتس" ترى أن على تل أبيب أن تعترف بالفضل لأوكرانيا، التي وفّرت "الفرصة الاستراتيجية" لهذه الضربات، عبر إنهاك الجيش الروسي، وإجباره على الانسحاب من سوريا.
ومنح هذا الانسحاب إسرائيل لأول مرة منذ أكثر من عشر سنوات حرية التحرك الجوي فوق أجواء سوريا والعراق، وفتح لها ممرًا غير مسبوق للوصول إلى المجال الجوي الإيراني.
تحالف من طرف واحد بين طهران وموسكو
في المقابل، كانت إيران قد أرسلت آلاف الطائرات المُسيّرة الانتحارية لدعم روسيا في حربها ضد أوكرانيا، لكنها عندما احتاجت دعمًا في لحظة مصيرية، لم تتلقَّ شيئًا من موسكو.
وأكد محللو "هآرتس" أن العلاقة بين طهران وموسكو هي علاقة "تحالف من طرف واحد"، حيث تستغل روسيا دعم إيران دون أن تقدم لها الحماية أو الغطاء عند الضرورة.
كما أشار التقرير إلى أن التجارب الأوكرانية في التصدي للطائرات المُسيّرة الإيرانية، نُقلت مباشرة إلى إسرائيل، وساهمت في تحديث وتعزيز قدرات منظوماتها الدفاعية.
سياسة باردة من تل أبيب تجاه كييف
رغم هذه الأدوار الحاسمة، امتنعت إسرائيل لسنوات عن تقديم أي دعم عسكري لأوكرانيا. بل إن تل أبيب صوتت ضد قرار في الأمم المتحدة يدين الهجوم الروسي، وذلك قبل أربعة أشهر فقط.
وختمت الصحيفة تحليلها بالقول: "إن إسرائيل مدينة لأوكرانيا ليس فقط أخلاقيًا، بل استراتيجيًا"، وتدعو الحكومة الإسرائيلية إلى إظهار "امتنان دبلوماسي حقيقي" لكييف وتعديل موقفها تجاهها.
سقوط نظام الأسد
يرى محللون عسكريون إسرائيليون أن سقوط نظام بشار الأسد في نهاية عام 2024 كان نقطة تحول. النظام الذي نجا عدة مرات سابقًا بفضل الدعم الجوي الروسي، تُرك هذه المرة وحيدًا في مواجهة هجوم مباغت شنّته المعارضة المسلحة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وبسبب انشغال روسيا في أوكرانيا، لم يعد لدى "الكرملين" القدرة على دعم الأسد، ما أدى إلى انهيار نظامه، ومهّد الطريق لسلاح الجو الإسرائيلي لتنفيذ مئات الغارات خلال أسبوعين فقط داخل العمق الإيراني.