زيادة معدل هجمات القراصنة المرتبطين بإيران على البنية التحتية المالية والعسكرية الأميركية

ذكرت وكالة "أسوشييتد برس"، في تقرير لها، أن هجمات مجموعات القرصنة المرتبطة بالنظام الإيراني زادت بعد الضربات الأميركية على المنشآت النووية في إيران. فقد استُهدفت خلال الأيام الماضية بنوك ومتعهدون عسكريون وشركات نفط أميركية.
ونقلت الوكالة عن خبراء في أمن الإنترنت، أنه على الرغم من أن الهجمات المتزايدة للقراصنة المدعومين من إيران لم تُحدث اضطرابًا واسعًا في البينة التحتية الحيوية أو الاقتصاد الأميركي، إلا أن الأمور قد تتغير بسرعة في حال انهيار وقف إطلاق النار.
وقد صدر هذا التقرير يوم الأربعاء 25 يونيو (حزيران)، محذرًا من احتمال اندلاع حرب رقمية ضد أميركا من قبل مجموعات قرصنة مستقلة مؤيدة للنظام الإيراني.
وبحسب آرني بليني، رجل أعمال ومستثمر في مجال التكنولوجيا، فإن الضربات الأميركية قد تدفع كلاً من إيران وروسيا والصين وكوريا الشمالية إلى الاستثمار بشكل أكبر في الحروب السيبرانية.
وأشار إلى أن العمليات الإلكترونية أرخص بكثير من الحروب التقليدية التي تستخدم فيها الرصاص والطائرات العسكرية والأسلحة النووية، وأضاف: "ربما تكون أميركا متفوقة عسكريًا، لكنها تعتمد اعتمادًا كبيرًا على التكنولوجيا الرقمية، وهو ما يُعد نقطة ضعف خطيرة".
وقد أعلنت مجموعتان من القراصنة المؤيدين للفلسطينيين أنهما استهدفتا، بعد الغارات الجوية الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية، أكثر من اثنتي عشرة شركة طيران، وبنكا، وشركة نفط.
ووفقًا لتقرير صادر عن شركة "إنتليجنس غروب" التي تراقب أنشطة هذه المجموعات، فقد نشر القراصنة تفاصيل هجماتهم على "تلغرام"، ودعوا قراصنة آخرين إلى تنفيذ عمليات مشابهة.
وقد أعلنت إحدى هذه المجموعات، وتُدعى "ميستريس تيم"، يوم الإثنين 23 يونيو (حزيران)، عن "زيادة هجماتها".
في الوقت الحالي، أعلن مسؤولو الحكومة الفيدرالية الأميركية أنهم في حالة تأهب لمواجهة محاولات متزايدة من القراصنة لاختراق الشبكات الأميركية.
وقد دعت وكالة الأمن السيبراني والبنية التحتية الأميركية (CISA)، يوم الثلاثاء 24 يونيو جميع المؤسسات التي تدير بُنى تحتية حيوية مثل شبكات المياه وخطوط الأنابيب ومحطات الطاقة إلى توخي الحذر الكامل.
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" أن جميع مجموعات القرصنة المشاركة في هذه الهجمات لا تتعاون مع الأجهزة العسكرية أو الاستخباراتية للنظام الإيراني، إذ إن بعضهم يعمل بشكل مستقل تمامًا.
وقد حددت شركة "تراست ويو" للأمن الإلكتروني حتى الآن أكثر من 60 مجموعة قرصنة تدعم إيران.
احتمال تغيير أولويات مجموعات القراصنة التابعة للنظام الإيراني
وسعت إيران وحلفاؤها، خاصة روسيا، خلال السنوات الأخيرة إلى التأثير على السياسة الداخلية الأميركية والإضرار بإسرائيل من خلال هجمات إلكترونية.
فبعد هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، تمكنت إحدى هذه المجموعات من التسلل إلى أحد تطبيقات الإنذار الطارئ في إسرائيل، وأرسلت من خلاله رسائل إنذار كاذبة بالهجوم.
وفي الفترة من عام 2011 إلى 2013، نُفّذت سلسلة من الهجمات تحت اسم "عملية أبابيل" استهدفت مواقع أكثر من 40 بنكًا أميركيًا، من بينها بنك أميركا، وتشيس، وويلز فارجو، و"JPMorgan"، مما تسبب في تعطيل مؤقت للخدمات المصرفية عبر الإنترنت.
وقد نفّذ هذه العملية فريق يُدعى "محاربو عز الدين القسام"، وقدّر المحللون أن هذه الحملة كانت مرتبطة بالنظام الإيراني.
واستهدفت مجموعات مثل "تشامينغ كيتن"، و"فوسفورِس"، و"APT33"، والتي يُقال إنها على صلة بالأجهزة الأمنية الإيرانية، مرارًا البنية التحتية الحيوية لأميركا.
وفي بعض الحالات، كانت هذه الهجمات بهدف التجسس الإلكتروني وسرقة معلومات مصنفة، وفي حالات أخرى كانت تهدف إلى تعطيل المؤسسات أو بث الرعب في الرأي العام.
ويقول جِيك ويليامز، خبير سابق في وكالة الأمن القومي الأميركية (NSA) ونائب رئيس الأبحاث والتطوير في شركة "هانتر استراتيجي"، لوكالة "أسوشييتد برس": "الآن من المرجح أن تُخصص موارد إيران المحدودة لجمع المعلومات من أجل فهم الخطوات التالية لإسرائيل أو أميركا، بدلًا من مهاجمة البُنى التحتية التجارية للولايات المتحدة أو إخافة المواطنين".