اجتماع "متوتر" في مجلس الأمن يكشف عمق الانقسام العالمي حول الصراع بين إيران وإسرائيل

كشف اجتماع "متوتر" في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، عن عمق الانقسام العالمي المتزايد بشأن الصراع بين إيران وإسرائيل، حيث تصادمت الدول الأعضاء حول شرعية الضربات الجوية الأميركية والإسرائيلية وطموحات إيران النووية.

وجاء الاجتماع بعد ساعات فقط من وقف هشٍ لإطلاق النار أنهى حربًا دامت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل، وهي الحرب التي شاركت فيها الولايات المتحدة وشهدت أكثر المواجهات العسكرية المباشرة بين هذه الأطراف منذ عقود.

وقال أمير سعید ایرواني، سفير إيران لدى الأمم المتحدة: "الدبلوماسية والحوار هما السبيل الوحيد لحل الأزمة غير الضرورية بشأن برنامج إيران السلمي".

واتهم الولايات المتحدة وإسرائيل بشن "حرب غير قانونية على إيران".

أما سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون فقال: "لو كان هناك جائزة نوبل للخداع، لفاز بها النظام الإيراني في كل عام".

وأضاف دانون أن تصرفات إيران "لا تترك مجالًا للثقة... وبينما كان الدبلوماسيون والسياسيون يتحدثون، كانت إيران تبني. بينما كنتم تتفاوضون، كانوا يغنون. وبينما كنتم تأملون، كانوا يكذبون".

من جانبها، قالت روز ماري ديكارلو، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة: "هذه الضربات، والتي نُفذت وفقًا للحق الأصيل في الدفاع عن النفس، والدفاع الجماعي عن النفس، بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة، هدفت إلى الحد من التهديد الذي تمثله إيران لإسرائيل، وللمنطقة، ولسلام وأمن العالم بشكل أوسع".

وتابعت: "يجب علينا جميعًا أن نحث إيران على اغتنام هذه الفرصة من أجل السلام والازدهار، والالتزام بالتزاماتها الدولية".

وكانت القوات الأميركية قد شنت هجمات على مواقع نووية إيرانية في فردو ونطنز وأصفهان، في عملية أُطلق عليها اسم "عملية مطرقة منتصف الليل".

مصير المواد النووية

وأعربت ألمانيا عن قلقها من تداعيات هذه الضربات، مشيرة إلى أن إيران قد تكون بصدد نقل مواد نووية حساسة بعيدًا عن الأنظار.

وقال السفير الألماني لدى الأمم المتحدة: "نشعر بقلق خاص من أي احتمال لنقل المواد النووية منذ الضربات العسكرية الأخيرة".

أما سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة، باربرا وودوارد، فقالت: "الوضع لا يزال هشًا للغاية... من الضروري ألا تفوّت إيران هذه الفرصة الدبلوماسية".

وأضافت أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب "يفوق الآن بمقدار 40 ضعفًا الحد المسموح به بموجب الاتفاق النووي (JCPOA)"، مشددة على أنه: "من الضروري والعاجل أن تتمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الوصول الكامل، وخصوصًا إلى مخزونات إيران من اليورانيوم المخصب".

موقف روسيا

في المقابل، أدانت روسيا الضربات الجوية الإسرائيلية والأميركية.

وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزیا: "تصرفات الولايات المتحدة وإسرائيل تمثل انتهاكًا مباشرًا لميثاق الأمم المتحدة".

وأضاف: "إنها تمثل تحديًا مباشرًا وخطيرًا للغاية لسلطة معاهدة عدم الانتشار النووي (NPT)، وخصوصًا حق إيران المضمون بموجب المادة الرابعة من المعاهدة في استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم".