"رويترز": مئات الأميركيين غادروا إيران عبر الحدود البرية وبعضهم تعرض للاعتقالات

أفادت وثيقة داخلية صادرة عن وزارة الخارجية الأميركية، اطّلعت عليها وكالة "رويترز"، بأن مئات المواطنين الأميركيين قد غادروا الأراضي الإيرانية عبر المعابر البرية، خلال الأسبوع الماضي، وذلك عقب اندلاع الحرب بين إيران وإسرائيل.
وبحسب الوثيقة، فرغم أن العديد من الأميركيين قد تمكّنوا من مغادرة إيران دون مشاكل، فإن "عددًا كبيرًا" منهم واجهوا "تأخيرات ومضايقات" أثناء الخروج.
وذكرت "رويترز" أن عائلة، لم تكشف عن هويتها، أفادت بتعرض اثنين من المواطنين الأميركيين للاعتقال أثناء محاولتهما مغادرة إيران، دون تقديم مزيد من التفاصيل حول الحادثة.
وشددت الوثيقة، التي اطلعت عليها "رويترز" يوم الجمعة 20 يونيو (حزيران)، على الصعوبات، التي تواجهها الحكومة الأميركية في جهودها لدعم وحماية مواطنيها داخل بلد لا تربطها به علاقات دبلوماسية، خاصةً في ظل احتمال دخول الولايات المتحدة في صراع مباشر بين إيران وإسرائيل.
ورفضت وزارة الخارجية الأميركية التعليق على التقرير عند سؤال "رويترز".
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أول من كشف عن هذه الوثيقة.
دول مختلفة تُجلي رعاياها من إيران وإسرائيل
كانت وزارة الخارجية الأميركية قد أصدرت تحذيرًا أمنيًا سابقًا دعت فيه مواطنيها الموجودين في إيران إلى مغادرتها فورًا.
وجاء في التحذير أن المواطنين الأميركيين الموجودين في إيران لا يمكنهم الاعتماد على الحكومة الأميركية لمساعدتهم في الخروج من البلاد.
وقد صدر هذا التحذير في وقت لا يزال فيه المجال الجوي الإيراني مغلقًا؛ بسبب استمرار الاشتباكات العسكرية مع إسرائيل.
وبحسب التحذير، فقد طالبت الخارجية الأميركية مواطنيها بوضع خطة واضحة للخروج البري من إيران، وإذا تعذر عليهم المغادرة، فعليهم اللجوء إلى أماكن آمنة ومجهزة بالاحتياجات الأساسية.
المعابر البرية المفتوحة والقيود الحدودية
أشار التحذير إلى أن الحدود البرية بين إيران وكل من أرمينيا وتركيا وتركمانستان لا تزال مفتوحة. ومع ذلك، يحتاج المواطنون الأميركيون إلى تصاريح خاصة لدخول تركمانستان أو أذربيجان، والتي يجب تنسيقها عبر السفارتين الأميركتين في عشق آباد وباكو.
وجاء في الوثيقة، التي اطّلعت عليها "رويترز"، أن السفارة الأميركية في عشق آباد، عاصمة تركمانستان، تقدّمت بطلبات لدخول أكثر من 100 مواطن أميركي، إلا أن الحكومة التركمانية لم توافق على هذه الطلبات حتى الآن.
كما شددت وزارة الخارجية الأميركية على أن المواطنين مزدوجي الجنسية (الإيرانية- الأميركية) لا يُسمح لهم بمغادرة البلاد إلا باستخدام جوازات سفرهم الإيرانية، وقد يتعرضون لتفتيش، أو استجواب، أو حتى مصادرة جوازات سفرهم الأميركية قبل السماح لهم بالمغادرة.
ولا تعترف الحكومة الإيرانية بالجنسية المزدوجة، وتتعامل مع حاملي الجنسيات المزدوجة على أنهم إيرانيون فقط.
اضطراب الاتصالات وتقييد الخدمات القنصلية
دعت الحكومة الأميركية مواطنيها إلى التسجيل في "برنامج التسجيل الذكي للمسافرين (STEP)" لضمان تلقيهم التحذيرات والخدمات القنصلية الطارئة عند الحاجة.
كما أشار التحذير إلى وجود اضطرابات شديدة في خدمة الإنترنت، وانقطاع في خطوط الهواتف المحمولة والثابتة، فضلاً عن تقييد الوصول إلى شبكة المعلومات داخل إيران.
وأكدت وزارة الخارجية الأميركية أن مكتب رعاية المصالح الأميركية في سفارة سويسرا بطهران، والذي يتولى الشؤون القنصلية الأميركية، مغلق مؤقتًا حتى إشعار آخر، ويقدم خدمات محدودة للغاية.
وكان هذا المكتب قد أعلن في وقت سابق: "لا يجب على المواطنين الأميركيين السفر إلى إيران تحت أي ظرف، وإذا كانوا موجودين هناك، فعليهم مغادرتها فورًا".
وأضاف المكتب في بيانه: "أنشأت وزارة الخارجية الأميركية نموذج تسجيل خاصًا بالطوارئ للمواطنين الأميركيين الموجودين في إيران، لتسهيل تلقي المساعدة القنصلية ومتابعة أوضاعهم".
وأوضحت الحكومة الأميركية أنها لا تستطيع ضمان سلامة المواطنين، الذين يقررون مغادرة إيران، وأن الخروج من البلاد لا يُنصح به، إلا إذا تأكد الفرد من أمان الطريق الذي سيسلكه.