"بلومبرغ": إيران اخترقت كاميرات المراقبة الخاصة في إسرائيل واستخدمتها للتجسس

ذكرت وكالة "بلومبرغ" الإخبارية أن إيران قامت باختراق كاميرات المراقبة الخاصة في إسرائيل، واستخدمت هذه الأجهزة للحصول على معلومات فورية حول التحركات والتجسس على تل أبيب.
وبحسب هذا التقرير، الذي نُشر يوم الجمعة 20 يونيو (حزيران)، فإن هذه الخطوة من قِبل الحكومة الإيرانية سلطت الضوء مرة أخرى على هشاشة كاميرات الأمن، التي سبق أن استُغلت في صراعات دولية.
إسرائيل تحذّر من اختراق كاميرات المنازل
ونقلت "بلومبرغ" عن المتحدث باسم الهيئة الوطنية للأمن السيبراني في إسرائيل، أن إيران تسعى بشكل متزايد لاستخدام الكاميرات المتصلة بالإنترنت لأغراض جمع المعلومات والتخطيط العسكري.
ورغم انتشار صور مواقع سقوط المقذوفات الإيرانية على شبكات التواصل الاجتماعي، فلا تزال وسائل الإعلام الإسرائيلية محظورة من نشر هذه الصور لأسباب أمنية، ما يعكس حساسية إسرائيل العالية تجاه استغلال هذه الصور في عمليات استخباراتية.
وعقب سقوط صواريخ إيرانية على مبانٍ في تل أبيب يوم الاثنين 16 يونيو، وجّه النائب السابق للمدير العام لهيئة الأمن السيبراني الوطني في إسرائيل، رافائيل فرانكو، تحذيرًا واضحًا عبر برنامج إذاعي قائلاً: "قوموا بإغلاق كاميرات منازلكم أو غيّروا كلمات المرور الخاصة بها فورًا".
وأضاف فرانكو: "نحن نعلم أن الإيرانيين حاولوا خلال اليومين أو الثلاثة الماضية الوصول إلى الكاميرات من أجل معرفة أماكن سقوط صواريخهم وما حدث بعد ذلك، لتحسين دقة هجماتهم".
ويُشار إلى أنه مع استمرار الحرب بين إيران وإسرائيل، تصاعدت أيضًا الهجمات السيبرانية المتبادلة بين الطرفين.
وفي يوم الثلاثاء 17 يونيو، تبنّت مجموعة هاكرز مرتبطة بإسرائيل تُدعى "العصفور المفترس" مسؤولية الهجوم السيبراني على بنك "سبه" الإيراني.
وفي اليوم التالي استهدفت المجموعة نفسها منصة "نوبیتکس" لتبادل العملات الرقمية في إيران، وسرقت عشرات الملايين من الدولارات من الأصول الرقمية.
وأعلنت المجموعة أن منصة "نوبیتکس" تلعب دورًا مهمًا في "التحايل على العقوبات وتمويل الأنشطة الإرهابية للنظام الإيراني، من خلال العملات الرقمية".
استخدام "حماس" وروسيا لكاميرات المراقبة أيضًا
ليست هذه المرة الأولى التي تستخدم فيها أطراف معادية لإسرائيل كاميرات المراقبة لأغراض تجسسية.
فقد صرّح الرئيس السابق لهيئة الأمن السيبراني الوطني في إسرائيل، غابي بورتنوي، بأن حركة "حماس" استخدمت قبل هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، كاميرات أمنية خاصة لجمع المعلومات.
وأضاف أن "المعلومات، التي حصلت عليها حماس من خلال كاميرات خاصة في المناطق المحيطة بغزة، كانت كارثية. على مدار سنوات، تم اختراق آلاف الكاميرات العامة والخاصة واستخدامها في أهداف استخباراتية".
ولا يقتصر استخدام هذه الأساليب على إيران وحماس فقط؛ فقد استخدمت روسيا، بعد بدء غزوها الشامل لأوكرانيا، أساليب مماثلة.
ووفقًا لتقرير مشترك من وكالات الاستخبارات الغربية، من بينها وكالة الأمن القومي الأميركية، نُشر في مايو (أيار) الماضي، استخدمت روسيا كاميرات خاصة في مواقع حساسة، مثل المعابر الحدودية والمنشآت العسكرية ومحطات القطارات لرصد التحركات اللوجستية.
وأشار التقرير إلى أن الجهات الروسية استخدمت أيضًا البنية التحتية الرسمية للمدن، مثل كاميرات مراقبة المرور، لأغراض المراقبة وجمع المعلومات.
وفي عام 2022، ومع تزايد المخاوف من استغلال روسيا لكاميرات المراقبة لتحديد أهداف الضربات الجوية، حظرت الحكومة الأوكرانية تركيب هذه الكاميرات.
وفي العام التالي، طالبت السلطات الأوكرانية أصحاب كاميرات الشوارع بإيقاف البث الحي للصور.
وفي العام نفسه، أعلنت لجنة الاتصالات الفيدرالية الأميركية حظر استخدام المعدات المراقِبة المصنوعة في الصين؛ بسبب التهديدات الأمنية المحتملة.