خاص

إسرائيل ستستهدف قريبًا منشأة فوردو النووية الإيرانية سواءً بمشاركة أميركا أو بمفردها

أفاد مصدران أمنيان إسرائيليان لقناة "إيران إنترناشيونال" بأن إسرائيل تأمل قيام الولايات المتحدة بتدمير منشأة "فوردو" الإيرانية باستخدام تفوقها العسكري، لكنها قد تشن الهجوم بمفردها خلال الأيام المقبلة، إذا اقتضت الحاجة، من أجل استغلال تفوقها العسكري، الذي حققته مؤخرًا.

وأكد المصدران أن السيناريو الأكثر احتمالاً حتى الآن هو تنفيذ هجوم مشترك مع أميركا، خلال فترة تتراوح بين 48 و72 ساعة، مشيرين إلى أن الهجوم قد يبدأ مساء الجمعة 20 يونيو (حزيران)، لكن إسرائيل قلقة من ضياع "الفرصة الذهبية" للتفوق العسكري، المكتسب هذا الأسبوع.

وقال أحد المصادر الاستخباراتية الإسرائيلية: "لا يوجد خيار سوى التدخل الأميركي لإجبار إيران على تقديم تنازلات وإعادتها إلى طاولة المفاوضات". مضيفًا: "نحن بحاجة إلى ترامب لتنفيذ هذا الهجوم خلال اليومين أو الثلاثة المقبلة، لكن ترامب في الوقت الحالي لا يمكن توقع قراره، وكل الاحتمالات واردة".

ويُشار إلى منشأة "فوردو"، التي بُنيت داخل أعماق جبلية، لم تتعرض حتى الآن لأي ضرر خلال الهجمات العسكرية الإسرائيلية المفاجئة ضد إيران.

ووفقًا لأحد المصادر الأمنية الإسرائيلية، فإن "نافذة الفرصة لتدمير هذا الموقع تُغلق بسرعة، والجيش الإسرائيلي يُعد لهذه العملية منذ شهور". وأوضح أن المسارات الجوية المفتوحة نحو إيران محدودة، ولن تبقى متاحة للأبد، لذا يجب على الولايات المتحدة اتخاذ القرار بسرعة، وإلا فإن الفرصة ستضيع.

وأردف هذا المصدر: "مع ارتفاع أسعار النفط والتأثير المحتمل للحرب على الاقتصاد العالمي، قد تفقد القوى العالمية صبرها قريبًا. لذلك، ينبغي على الولايات المتحدة أن تستغل هذه الفرصة خلال الـ 48 أو الـ 72 ساعة المقبلة".

وبسبب القدرات المحدودة نسبيًا للقاذفات الإسرائيلية مقارنة بسلاح الجو الأميركي، فإن مهاجمة "فوردو" ستكون أكثر تعقيدًا لإسرائيل.

وقال المصدر الأمني: "لا تمتلك إسرائيل قاذفات B-52 القادرة على حمل قنابل تزن 14 طنًا، والقادرة على اختراق قلب المنشآت النووية الإيرانية". وأشار إلى أن مقاتلات "F-15" الإسرائيلية يمكنها الطيران لمسافة تصل إلى 2000 كيلومتر بحمولة تقارب 400 كغم، ما يجعل العملية أكثر تعقيدًا وتستغرق وقتًا أطول.

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، فإن تدمير منشأة "فوردو" يتطلب استخدام القنبلة الخارقة للتحصينات GBU-57، المعروفة باسم "السلاح المخترق الهائل"، والتي لم تُستخدم من قبل في أي حرب. هذه القنبلة قادرة على اختراق عمق يصل إلى ۲۰۰ قدم (نحو 60 مترًا) داخل الجبال قبل أن تنفجر. وتمتلك الولايات المتحدة نحو 20 قنبلة من هذا النوع، تُحمل بواسطة القاذفات الشبحية B-2.

في الوقت ذاته، حافظ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خلال تصريحاته من البيت الأبيض، يوم الأربعاء 18 يونيو، على الغموض بشأن موقفه، وقال للصحافيين: "ربما أقوم بذلك، وربما لا أقوم به. لا أحد يعلم ما القرار الذي سأتخذه".

وقال المدير التنفيذي لمعهد "التحرك ضد العنف المسلح"، آين أورتن، لموقع "إيران إنترناشيونال"، إنه على الرغم من الضربات القاسية التي تعرضت لها إيران، فإن طهران قد تواصل الحرب.

وأضاف: "رغم أن إيران لا تضاهي الولايات المتحدة عسكريًا على الصعيد التقليدي، فإنها تمتلك نوعًا من الردع الموزع، بما في ذلك وكلاء مسلحون في المنطقة، وقدرات في الحرب السيبرانية، وجهاز أيديولوجي يصور الموت ليس كخسارة بل كنوع من الانتصار. وإذا رأت طهران أن التدخل الأميركي يشكل تهديدًا وجوديًا، فلن تستسلم، بل ستصعّد المواجهة".