الإنترنت للنظام فقط.. والإيرانيون تحت النار بلا إنذار

مع اتساع نطاق انقطاع الإنترنت في إيران، حذّر عدد من نشطاء التواصل الاجتماعي من أن قمع النظام لا يقتصر على حجب المعلومات فحسب، بل يعوق أيضًا تلقي التحذيرات الأمنية من الجيش الإسرائيلي بشأن إخلاء المناطق المستهدفة، ما يُعرّض حياة المدنيين للخطر الشديد.

وكتب أحد المستخدمين على منصة "إكس": "يعني الآن قطعتم الإنترنت، هل هذا منع إسرائيل من القصف؟ أو هل تمكنتم من إسقاط طائراتها الدفاعية؟ فقط قوتكم على شعبكم، حتى بنك فشلتم في إدارته".. في إشارة إلى الهجوم السيبراني الأخير من قِبل مجموعة "العصفور المفترس"، الذي أدى إلى تعطيل بنك "سبه"، إضافة إلى مشاكل في عمل بنوك أخرى.

وذكر مستخدم آخر: "قطعتم الإنترنت حتى لا يرى الناس أخبار الإخلاء التي ينشرها الجيش الإسرائيلي. أغلقتم الإنترنت على شعبكم حتى يكونوا لحمًا للمَدافع من أجل خامنئي".

وأضافت مستخدمة تُدعى "ماريا": "قطعتم الإنترنت حتى لا يعرف الناس متى وأين يُخلى المكان، وليرتفع عدد القتلى.. من يملك الطائرات المُسيّرة متصل بالإنترنت الفضائي، ولا يحتاج شبكتكم أصلاً".

وغرّد مستخدم يُسمى "بنجامين" قائلاً: "أليس من المثير أن خامنئي يقطع الإنترنت كلما اقترب من السقوط؟ ما الذي يخيف (الحكومة الشعبية) من شعبها؟".

وفي المقابل، دافعت صحيفة "همشهري"، التابعة لبلدية طهران، عن قطع الإنترنت، وذكرت أن هذا الإجراء أدى إلى تقليل رؤية "قنوات مناهضة للثورة"، وتقييد إرسال الصور إلى الخارج، و"تعطيل أنشطة الأعداء".

انتقادات لـ "امتياز الإنترنت" ووجود "الجيش السيبراني" التابع للنظام
أعرب عدد من المستخدمين عن استيائهم من "امتيازات الإنترنت" في إيران، مشيرين إلى أن الشخصيات المرتبطة بالنظام وأعضاء "الجيش السيبراني" ما زالوا يتمتعون بوصول غير منقطع إلى الإنترنت، وزادت أنشطتهم بشكل ملحوظ.

وكتبت مستخدمة تُدعى "مريم" على "إكس": "حجم الرسائل الداعمة للنظام زاد بعد قطع الإنترنت، وهذا يُظهر أن النظام لا يهدف من القيود إلا إلى إسكات المعارضين والمنتقدين".

وقال مستخدم آخر يُدعى "سهيل": "الناس ليس لديهم إنترنت، لا بد من قطع الإنترنت عن السيبرانيين أيضًا؛ حتى لا يزعجونا أكثر".

وتساءل آخر يُدعى "مسعود": "كيف يمكن لشخصيات، مثل محمد جواد ظريف (مستشار الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية السابق ووزير الخارجية الأسبق)، ومحمد جواد آذري جهرمي (وزير الاتصالات السابق)، ورضا رشيد بور (منتج فني إيراني)، أن يواصلوا نشاطهم على "إكس" في ظل قطع الإنترنت العام".

وكان ظريف قد صرّح، يوم الأربعاء 18 يونيو (حزيران)، بأن حسابه على "إكس" تم تقييده، وكتب مخاطبًا مالك المنصة، إيلون ماسك: "لماذا حُذفت العلامة الزرقاء من حسابي وتم تقييده؟ تحديدًا في وقت يحتاج فيه العالم لمعرفة الحقيقة أكثر من أي وقت مضى؟".

وقد أثار نشر هذا التصريح بالتزامن مع انقطاع شامل للإنترنت في البلاد موجة من الانتقادات من قِبل المستخدمين؛ حيث كتب أحدهم: "من قطع الإنترنت عن 90 مليون إيراني للمرة الثانية، يبكي الآن؛ لأنه فقد العلامة الزرقاء!".