احتجاجات واسعة في إيران بسبب الانقطاعات المتكرّرة للكهرباء

تسبّب انقطاع التيار الكهربائي في مناطق مختلفة من إيران بمشكلات جسيمة للمواطنين، مما فجّر موجة من الغضب والاحتجاجات إزاء الأضرار، التي لحقت بممتلكاتهم جرّاء الانقطاعات المتكرّرة.

تسبّب انقطاع التيار الكهربائي في مناطق مختلفة من إيران بمشكلات جسيمة للمواطنين، مما فجّر موجة من الغضب والاحتجاجات إزاء الأضرار، التي لحقت بممتلكاتهم جرّاء الانقطاعات المتكرّرة.
وأرسل عدد من المواطنين الإيرانيين رسائل إلى حملة "خط الأزمة"، التي أطلقتها قناة "إيران إنترناشيونال"، كشفوا فيها عن الأضرار الواسعة، التي لحقت بأجهزتهم الكهربائية؛ نتيجة الانقطاع المتكرر وتقلبات التيار.
وتأتي هذه الحملة ضمن الجولة الثانية من "خط الأزمة"، التي تهدف إلى جمع شهادات المواطنين حول أزمة نقص الطاقة المتفاقمة في إيران؛ حيث دعت "إيران إنترناشيونال" متابعيها مؤخرًا إلى الحديث عن تأثيرات انقطاع الكهرباء اليومي على حياتهم.
وأفاد كثير من المواطنين، في رسائلهم، بأن أجهزتهم الكهربائية تعرّضت لأعطال جسيمة؛ بسبب التقلبات الحادة والمتكرّرة في التيار الكهربائي.
كما أعرب العديد من المواطنين عن عجزهم المالي عن إصلاح أو استبدال الأجهزة المتضررة، في ظلّ الأوضاع الاقتصادية المتدهورة.
وأرسل بعض المواطنين مقاطع فيديو توثق تجاربهم مع انقطاع الكهرباء، مؤكدين معاناتهم الشديدة في ظل موجات الحرّ المرتفعة، خلال فصل الصيف.
وأظهرت مقاطع الفيديو المرسلة إلى "خط الأزمة" وقوع أضرار فادحة بالأجهزة المنزلية، في مقدّمتها الثلاجات، وأجهزة التدفئة المركزية (الباكج)، والتلفزيونات، التي بلغت كلفة إصلاحها أو استبدالها عشرات الملايين من التومانات.
ووفقًا لشهادات تلقّتها "إيران إنترناشيونال"، فقد كانت الثلاجات أكثر الأجهزة تعرّضًا للتلف؛ بسبب تقلبات التيار وانقطاعه.
وذكر أحد المواطنين أنه على الرغم من تركيبه أجهزة حماية كهربائية لمنع تلف أجهزته، فإن شدّة التقلبات المتكرّرة أفقدت هذه الأجهزة فاعليتها، ما أدّى إلى تعطل جميع تجهيزات منزله الكهربائية.
وأضاف: "حتى أجهزة الحماية لم تعد قادرة على التصدي لهذا النوع من التقلبات العنيفة".
وفي السياق ذاته، أرسل مواطن آخر مقطع فيديو قال فيه إنه اضطر إلى استبدال قرص التخزين (هارد ديسك) الخاص بجهاز المراقبة في منزله ثلاث مرات حتى الآن، بسبب تكرار الانقطاع المفاجئ للتيار.
ومن محافظة هرمزغان، جنوب إيران، أفاد أحد السكان بأن التيار غير المستقر أدّى إلى احتراق مكيف الهواء والثلاجة في منزله خلال موجة حر شديدة، مما اضطره إلى استخدام مبردات يدوية لحفظ الطعام.
وكان العديد من الإيرانيين قد اشتكوا في الأسابيع الأخيرة من احتراق أجهزتهم الكهربائية نتيجة تقلبات التيار المتكرّرة.
وفي تقرير نشره موقع تجارت نيوز، يوم الجمعة 6 يونيو (حزيران) الجاري، ورد أن الانقطاع المبكر والمتكرّر للتيار الكهربائي هذا العام- بدءاً من فصل الربيع- ألحق أضرارًا كبيرة بالسكان والقطاعات الاقتصادية المختلفة.
وبحسب التقرير، فقد تعرّض قطاع المخابز لخسائر جسيمة بعد أن أدى انقطاع الكهرباء المفاجئ إلى تلف العجين، متسبّبًا في أضرار مالية فادحة لأصحاب المخابز.
في المقابل، وبينما يعاني المواطنون من أزمة اقتصادية خانقة وعجز كثير منهم عن إصلاح أجهزتهم المتضرّرة، اقترح عضو هيئة رئاسة البرلمان الإيراني، النائب صُدَيف بدري، في تصريح لوكالة "إيلنا"، على المواطنين "تركيب ألواح طاقة شمسية على أسطح منازلهم؛ لتأمين جزء من احتياجاتهم الكهربائية."
وأشار إلى أن إيران تواجه أزمة حادة في إمدادات الطاقة، محمّلاً المسؤولية لسوء التخطيط وعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتلبية الطلب السنوي المتزايد.
ويرى خبراء أن توقّف الاستثمارات في قطاع الكهرباء، وعدم تطوير محطات الطاقة، وتهالك الشبكة الوطنية، هي الأسباب الرئيسة لأزمة الكهرباء الحالية، التي تُقدّر بعجز يبلغ نحو 14 ألف ميغاواط.

فرضت الولايات المتحدة عقوبات على أكثر من 30 فردًا وكيانًا شكّلوا منظومة شبه مصرفية لنقل الأموال لصالح النظام الإيراني، في أحدث خطوة ضمن حملة "الضغط الأقصى"، التي أُعيد تفعيلها استنادًا إلى الأوامر التنفيذية الصادرة في عهد دونالد ترامب.
وأعلن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية (OFAC)، يوم الجمعة 6 يونيو (حزيران)، فرض عقوبات على أكثر من 30 فردًا وكيانًا مرتبطين بالإخوة منصور، وناصر وفضل الله زرّين قلم، الذين نقلوا مليارات الدولارات عبر شركات صرافة إيرانية وشركات وهمية أجنبية تحت سيطرتهم، ضمن شبكة "مصرف الظل" التابعة للنظام الإيراني.
ويستخدم النظام الإيراني هذه الشبكة لخرق العقوبات الأميركية وتحويل عائدات مبيعات النفط والمنتجات البتروكيماوية، وهي عائدات تُستخدم، وفقًا لوزارة الخزانة الأميركية، في تمويل البرامج النووية والصاروخية ودعم الميليشيات الإرهابية الموالية لطهران.
وفي الوقت نفسه، أصدرت شبكة مكافحة الجرائم المالية بوزارة الخزانة الأميركية (FinCEN)، مذكرة محدّثة لمساعدة المؤسسات المالية في رصد ومنع الإبلاغ عن أنشطة مالية مشبوهة مرتبطة بالأنشطة غير القانونية للنظام الإيراني، بما في ذلك تهريب النفط، مصرف الظل، وشراء الأسلحة.
وقال مساعد وزير الخزانة الأميركي، سكوت باسنت: "إن مصرف الظل الإيراني هو شريان حيوي للنظام، يُستخدم لنقل الأموال وتمويل الأنشطة المزعزعة للاستقرار. هذه الشبكات تُثري نخبة النظام وتشجّع على الفساد على حساب الشعب الإيراني".
وقد فُرضت هذه العقوبات بناءً على الأوامر التنفيذية: 13902 و13846، وفي إطار مذكرة الأمن القومي رقم 2، التي وقّعها ترامب بعد بدء ولايته الثانية، بهدف إحياء سياسة الضغط الأقصى ضد إيران.
ومن جهتها، كتبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تمّي بروس، عبر حسابها في منصة "إكس": "سنواصل قطع الموارد المالية التي يستخدمها النظام الإيراني لزعزعة الاستقرار".
"مصرف الظل" الإيراني
قالت واشنطن إن شبكات "مصرف الظل"، بقيادة الإخوة زرّين قلم، تتيح للأفراد والمؤسسات الإيرانية الخاضعة للعقوبات الوصول إلى النظام المالي العالمي. وتتم العمليات عبر شركات صرافة داخل إيران وشركات وهمية خارجها، خاصة في هونغ كونغ والإمارات، لتسهيل التعاملات المالية المحظورة.
ويجري أحيانًا استخدام فواتير ومستندات مزيّفة لإخفاء العمليات المحظورة، وتُسجَّل الشركات الوهمية غالبًا في مناطق ذات رقابة مالية ضعيفة لتفادي التدقيق القانوني.
وبحسب تقرير وزارة الخزانة، فقد كشف مُبلّغون إيرانيون أن هذه الشبكة تُستخدم في عمليات فساد واختلاس بمليارات الدولارات من قِبل مسؤولين إيرانيين.
وترتبط شبكة زرّين قلم بمجموعة سبهر انرجی جهان نمای بارس وعائلة علي شمخاني. وكانت "إيران إنترناشيونال" قد كشفت عام 2023 عن دور "الإخوة زرّين قلم" في نقل الأموال لصالح النظام.
الإخوة زرّين قلم
يُدير منصور وناصر زرّين قلم شركتي صرافة أسساهما في إيران: شركة منصور زرّين قلم وشركاه (GCM Exchange) وشركة ناصر زرّين قلم وشركاه (Brillian Exchange).
وهاتان الشركتان تُشغّلان شبكة من الشركات الوهمية في الإمارات وهونغ كونغ، ولديهما حسابات بنكية متعددة العملات تُستخدم لتحويل الأموال لصالح كيانات إيرانية، منها فيلق القدس التابع للحرس الثوري.
فعلى سبيل المثال:
• ساعدت GCM Exchange في تحويل الأموال لفيلق القدس عبر مؤسسة آستان قدس رضوي، بما يعادل نحو 100 مليون دولار من المعاملات.
• أما Brillian Exchange، فكانت منذ أكثر من عقد تسهّل المعاملات المالية لشركة النفط الوطنية الإيرانية (NIOC)، ولعبت دورًا في إرسال النفط إلى نظام بشار الأسد في سوريا، كما قدّمت خدمات مالية إلى وزارة الدفاع الإيرانية.
ووفقًا لوزارة الخزانة، كان منصور وناصر زرّين قلم فاعلين رئيسين في عمليات تبييض الأموال لصالح شركة الخليج الفارسي للبتروكيماويات وشركاتها التسويقية. وقد نفّذ منصور، بموافقة كبار المسؤولين الأمنيين في إيران، مليارات الدولارات من المعاملات المتعلقة بصادرات البتروكيماويات.
وأدار موظفو "Brillian Exchange"- من بينهم فاطمة سرلك كوهی في إيران ويو جانغ في الصين- العمليات اليومية للشركة.
أما الأخ الثالث، فضل الله زرّين قلم، فيدير صرافة زرّين قلم وشركاه، التي تقوم بتسهيل معاملات البنك المركزي الإيراني، ودفع أموال لشركات أجنبية نيابة عن شركة ناقلات النفط الوطنية الإيرانية (NITC)، والمشاركة في صفقات بيع المنتجات البتروكيماوية.
الشركات الأجنبية
يدير الإخوة زرّين قلم شبكة شركات وهمية في هونغ كونغ والإمارات لتسهيل المعاملات لصالح النظام الإيراني، ومن بين هذه الشركات: هيرو كومبانيون ليميتد، بليزكوم ليميتد، كينلير تريدينغ ليميتد، وايد فيجن جنرال تريدينغ ذ.م.م، جي إس سيرينيتي إف.زد.إي، مودريت جنرال تريدينغ ذ.م.م، إيس بتروكيم إف.زد.إي، غولدن بن جنرال تريدينغ ذ.م.م.
وقد دفعت هذه الشركات ملايين الدولارات لشركة النفط الوطنية الإيرانية؛ حيث دفعت هيرو كومبانيون ليميتد نحو 20 مليون دولار في فبراير (شباط) 2025 إلى شركة النفط الإيرانية، عبر بتروكيميكو إف.زد.إي.
عائلة زرّين قلم
تمارس عائلة زرّين قلم أنشطة في قطاعات اقتصادية أخرى داخل إيران. وقد فُرضت عقوبات على كل من: شركة زرّين طهران للاستثمار (الذراع الاستثمارية للعائلة)، وشركة كيميا صدر باساركاد (تنشط في قطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات).
وتشغل ميترا زرّين قلم منصب المدير التنفيذي لشركة زرّين طهران، وهي عضو في مجلس الإدارة إلى جانب إخويها ناصر وفضل الله. أما پرويز سلطاني زاده، فهو عضو في مجلس إدارة "كيميا صدر باساركاد" مع ناصر زرّين قلم.
كما يشارك كل من حسين شتابان وفرحناز مشكات في مجالس إدارة "Brillian Exchange" وGCM Exchange"". ويعمل بوريا زرّين قلم في شركة إنشاءات إيرانية بالتعاون مع والده ناصر.
وقد شملتهم جميعًا العقوبات الأميركية، أفرادًا وكيانات.

على الرغم من إصرار النظام الإيراني على تصدير الطاقة مع عجزه في تلبية احتياجاته من الكهرباء والغاز، فإن الأسواق الإقليمية تشهد تحولات واسعة النطاق بسبب غياب رؤية واضحة حول قدرة النظام الإيراني على الوفاء بالتزاماته.
وتشير أحدث تقارير هيئة تنظيم سوق الطاقة التركية إلى أن تركيا استوردت في الربع الأول من عام 2025 أكثر من 5 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة الأميركية.
في عام 2024، قدمت الولايات المتحدة 6 مليارات متر مكعب من الغاز إلى تركيا، بزيادة قدرها 38 في المائة مقارنة بعام 2023.
وبذلك، أصبحت الولايات المتحدة في الربع الأول من هذا العام أكبر مورد للغاز إلى تركيا بعد روسيا بفارق طفيف، بينما كان النظام الإيراني حتى قبل بضع سنوات ثاني أكبر مصدر للغاز إلى تركيا.
يعاني النظام الإيراني منذ العام الماضي من عجز في الغاز على مدار جميع الفصول، حيث يصل العجز اليومي في الشتاء إلى أكثر من 250 مليون متر مكعب، وهو رقم هائل يعادل إجمالي استهلاك تركيا اليومي من الغاز في هذا الموسم.
تظهر إحصاءات هيئة تنظيم سوق الطاقة التركية أن النظام الإيراني، بسبب عجز الغاز الهائل، سلّم في شتاء 2024 ما مجموعه 830 مليون متر مكعب من الغاز إلى تركيا، بانخفاض 39 في المائة عن العام السابق، وهو نصف ما كان عليه قبل عامين.
بموجب العقد، يفترض أن يسلم النظام الإيراني 900 مليون متر مكعب من الغاز شهريًا إلى تركيا، لكن إجمالي الغاز المسلم خلال أشهر الشتاء الثلاثة كان أقل من هذا الرقم.
ينتهي عقد تصدير الغاز الإيراني إلى تركيا لمدة 25 عامًا في العام المقبل، وعلى الرغم من العروض المتكررة من النظام الإيراني، لم تُظهر تركيا حتى الآن أي رغبة في تجديد العقد.
مع استمرار شراء تركيا للغاز من روسيا وجمهورية أذربيجان (ثالث أكبر مصدر للغاز إلى تركيا)، تحل حكومة أنقرة الغاز الطبيعي المسال الأميركي تدريجيًا وبصمت محل الغاز الإيراني.
على مدى السنوات الماضية، عجز النظام الإيراني باستمرار خلال الشتاء عن الوفاء بالتزاماته بتصدير الغاز، مما تسبب في مشكلات لتركيا.
في ظل اتساع نطاق عجز الغاز في إيران ليشمل جميع الفصول، لا توجد آفاق لتجديد عقد الغاز، على الأقل بالمستوى الحالي، خاصة أن تركيا بدأت منذ مارس (آذار) الماضي استيراد غاز تركمانستان عبر مبادلة الغاز مع إيران.
أسواق العراق وسوريا
إلى جانب تركيا، فإن العراق هو العميل الوحيد للغاز الإيراني، لكن مسؤولين عراقيين أفادوا خلال الأيام الماضية بانخفاض تسليم الغاز من النظام الإيراني.
يستورد العراق الغاز الإيراني لاستخدامه في محطات توليد الكهرباء، وقد تسبب انخفاض تسليم الغاز في تقليص إنتاج الكهرباء في العراق بمقدار 3000 ميغاواط في ظل اقتراب ذروة الاستهلاك الصيفي.
كما يستورد العراق 3 في المائة من الكهرباء المستهلكة مباشرة من إيران، بينما كانت هذه النسبة قبل بضع سنوات 10 في المائة.
لكن النظام الإيراني يعاني حاليًا من عجز شديد في الكهرباء، مع انقطاعات واسعة وتقليص في تسليم الكهرباء إلى الصناعات.
بدأت تركيا العام الماضي بيع الكهرباء إلى العراق، ومنذ هذا العام، ضاعفت مبيعاتها للكهرباء إلى بغداد، حيث تقدم الآن أكثر من ضعفي الكهرباء التي يوفرها النظام الإيراني.
تبلغ قيمة صادرات الكهرباء والغاز الإيرانية سنويًا حوالي 5.5 مليار دولار، وهي موارد يحتاجها النظام الإيراني بشدة.
على مدى عقود، أنفق النظام الإيراني عشرات المليارات من الدولارات على جماعات وكيلة في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين ودول أخرى لتعزيز نفوذه.
ادعى بعض مسؤولي النظام الإيراني أن هذا النفوذ سيؤدي إلى عوائد تصديرية ضخمة ومشاركة مربحة في مشاريع صناعية وتعدينية في دول المنطقة.
لكن النتيجة كانت أنه، مع تحطيم الجماعات الوكيلة للنظام الإيراني في هجمات إسرائيل وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا، تم تهميش النظام الإيراني فعليًا من المعادلات.
العراق أعلن بوضوح عن نيته إنهاء اعتماده على إيران خلال العامين المقبلين، بينما قطعت سوريا فعليًا علاقاتها مع طهران.
ومن اللافت أنه قبل عامين، وفي ذروة نشاط الجماعات الوكيلة للنظام الإيراني، وقّعت بغداد وطهران عقدًا جديدًا للغاز لمضاعفة مستوى الصادرات.
تُظهر إحصاءات شركة معلومات السلع "كبلر" أن النظام الإيراني أرسل بين عامي 2012 ونهاية العام الماضي أكثر من 300 مليون برميل من النفط الخام مجانًا إلى سوريا، بقيمة 23 مليار دولار.
في الأسبوع الماضي، وقّعت الحكومة السورية المؤقتة عقدًا بقيمة 7 مليارات دولار مع شركات قطرية وتركية وأميركية لتطوير محطات كهرباء جديدة بقدرة 6000 ميغاواط.
وبناءً على ذلك، ستسلم تركيا سنويًا 2 مليار متر مكعب من الغاز لتزويد جزء من وقود هذه المحطات.
كما بدأت قطر منذ مارس (آذار) هذا العام تصدير الغاز إلى سوريا عبر البنية التحتية للأردن.
في السابق، كان من المقرر أن يزود النظام الإيراني سوريا بالغاز عبر العراق، بل وكانت هناك مشاريع باسم خط أنابيب الغاز "الإسلامي" لربط إيران عبر العراق وسوريا بأوروبا، وهي خطط كانت في ذهن النظام الإيراني.
تأتي أحلام النظام الإيراني بتسخير أسواق المنطقة وأوروبا في وقت كانت فيه تركيا، حتى في عهد بشار الأسد، تصدر بضائع إلى سوريا بقيمة تفوق صادرات إيران بـ15 ضعفًا.
في حين توقفت صادرات النظام الإيراني إلى سوريا مع سقوط بشار الأسد هذا العام، صدرت تركيا في الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي بضائع بقيمة 1 مليار دولار إلى سوريا، بزيادة 32 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

أفاد تقرير نُشر يوم الأربعاء، 4 يونيو 2025، على موقع بلومبرغ، بأن صادرات النفط الإيراني إلى الصين شهدت تراجعًا ملحوظًا خلال شهر مايو، نتيجةً لتشديد العقوبات الأميركية وتزامنًا مع انخفاض الطلب من قبل المصافي الصينية.
وبحسب البيانات الأولية لشركة تحليل السوق “فورتكسا” (Vortexa)، بلغت صادرات النفط الخام والمكثفات من إيران إلى الصين في مايو نحو 1.1 مليون برميل يوميًا، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 20% تقريبًا مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي. وقد حذر المحللون من أن تعطيل أجهزة التتبع في السفن يصعّب عمليات الرصد، مما قد يؤدي إلى تغييرات لاحقة في الإحصائيات النهائية.
وقالت “إيما لي”، كبيرة المحللين في “فورتكسا”، إن سلاسل الإمداد الإيرانية تعرضت لاضطرابات تحت ضغط العقوبات الأمريكية المتزايدة، مشيرة إلى أن الطلب التكريري في الصين تراجع أيضًا بسبب تأخر الصيانة الموسمية للمصافي، والتي من المتوقع أن تستمر حتى يوليو.
وفي الوقت الذي تستهدف فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها صادرات النفط الإيرانية في إطار مواجهتها للبرنامج النووي الإيراني، لا تزال المفاوضات بين طهران وواشنطن متوقفة. كما لم تسجّل الإحصاءات الرسمية الصينية أي واردات نفطية من إيران، لأن هذا النفط يُنقل غالبًا عبر عمليات نقل بين السفن في المياه القريبة من ماليزيا، ويُدخل إلى الصين تحت منشأ مزيف.
وتُظهر البيانات أن صادرات النفط الإيرانية سجّلت تراجعًا للشهر الثاني على التوالي.
أما المصافي الصينية المستقلة المعروفة باسم “تيبات”، والتي تُعد من الزبائن الرئيسيين للنفط الإيراني منخفض السعر، فقد خفّضت وارداتها بسبب انخفاض هوامش الربح وتراجع الإنتاج إلى مستويات قريبة من الحد الأدنى. كما أن هذه المصافي كانت قد خزّنت كميات كبيرة من النفط خلال الأشهر الأولى من العام، مما قلل حاجتها إلى الاستيراد في مايو.
وأشارت إيما لي أيضًا إلى أن انخفاض أسعار أنواع أخرى من النفط المنافس، وخصوصًا الروسية مثل “سوكل” و”نوفي پورت”، ساهم في تقليص القدرة التنافسية للنفط الإيراني في السوق الصينية.

أعلنت صحيفة "وول ستريت جورنال"، في تقرير حصري، أن وزارة العدل الأميركية تحقق فيما إذا كانت شركات غوتام أداني، الملياردير الهندي، قد انتهكت العقوبات الأميركية المفروضة على إيران بشأن بيع المنتجات النفطية.
وذكرت الصحيفة الأميركية أنه وفقًا لتحقيقاتها، فإن ناقلات النفط التي كانت تتنقل بين ميناء موندرا على الساحل الغربي للهند والمياه الخليجية أظهرت تحركات مشابهة لتلك التي تقوم بها السفن التي تحاول التهرب من العقوبات.
ويقوم المدعون العامون في الولايات المتحدة بمراقبة أنشطة ناقلات الغاز المسال التابعة لشركات أداني، وقد توصلوا إلى حالات من التناقض في مواقع السفن المسجلة واحتمال التلاعب في نظام تحديد مواقع السفن.
كان غوتام أداني، ثاني أغنى شخص في آسيا، قد خضع العام الماضي للتحقيق في الولايات المتحدة في قضية تتعلق بالرشوة.
وقد حاول في الأشهر الأخيرة، من خلال صديقه القديم، رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، إقناع الحكومة الأميركية بإنهاء التحقيق في تهمة الرشوة، لكنه يواجه الآن تحديًا جديدًا يتعلق بشراء منتجات بتروكيماوية من إيران.
ونفت مجموعة أداني بشدة تقرير "وول ستريت جورنال" بشأن ادعاءات الارتباط بشراء الغاز المسال من إيران.
وأصدرت المجموعة بيانًا الاثنين 2 يونيو (حزيران)، جاء فيه: "ينفي أداني بشكل قاطع أي تورط متعمد في التهرب من العقوبات أو التجارة بالغاز المسال ذي المنشأ الإيراني. كما أننا لسنا على علم بأي تحقيقات تجريها السلطات الأميركية في هذا الشأن".
وقد تشكل التحقيقات الأوسع التي يجريها مكتب المدعي العام في بروكلين مشكلة لجهود أداني لاستعادة سمعته وتبرئة اسمه.
وعلى الرغم من أن دونالد ترامب يتراجع عن التطبيق الصارم لقوانين مكافحة الرشوة خارج حدود الولايات المتحدة، إلا أنه يستهدف في الوقت نفسه مشتري النفط والغاز الإيراني.
وكتب ترامب الشهر الماضي على منصته الاجتماعية "تروث سوشال": "أي دولة أو فرد يشتري حتى كمية ضئيلة من النفط أو المنتجات البتروكيماوية الإيرانية سيخضع على الفور لعقوبات ثانوية. لن يُسمح لهم بأي حال من الأحوال بالتجارة مع الولايات المتحدة".
ويُعتبر أداني من الحلفاء المقربين لرئيس الوزراء الهندي، ويرأس مجموعة من الشركات البنية التحتية التي تحمل اسمه، والتي لعبت دورًا رئيسيًا في النمو الاقتصادي للهند في السنوات الماضية.
وقد وضعت القيمة السوقية للمجموعة، التي تبلغ 150 مليار دولار، أداني وعائلته ضمن أغنى العائلات في العالم.
التحقيقات بشأن الشحنات
ووفقًا لمصادر مطلعة، يحقق المدعون العامون في أنشطة عدة ناقلات غاز مسال سلمت شحنات إلى شركة أداني.
وقال متحدث باسم أداني إن استيراد الغاز المسال كان حتى الآن جزءًا صغيرًا من أنشطة الشركة، لكنه ينمو الآن، حيث شكل في العام المالي الماضي 1.46% من إيرادات الشركة التي بلغت حوالي 12 مليار دولار.
وكشفت تحقيقات "وول ستريت جورنال" حول مجموعة من ناقلات الغاز المسال التي كانت تتنقل منذ بداية عام 2024 بين ميناء موندرا والمياه الخليجية عن علامات تشير، وفقًا لخبراء تتبع السفن، إلى محاولات لإخفاء المسار الحقيقي.
ووفقًا لقول تومر رانان، محلل المخاطر البحرية في شركة التأمين "لويدز" التي تتتبع ناقلات الغاز المسال، فإن إحدى التكتيكات الشائعة للسفن للتهرب من العقوبات هي التلاعب بنظام التعرف الآلي للسفن، مما يؤدي إلى عدم نقل موقع السفينة بشكل صحيح.
أظهرت سفينة ترفع علم بنما تُدعى "إس إم إس بروس" (SMS Bros)، والتي كانت تنقل شحنة غاز مسال لشركة أداني في ربيع العام الماضي، أنماطًا مشبوهة.
ووفقًا لبيانات تتبع السفن، رست هذه السفينة في 3 أبريل (نيسان) 2024 في خور الزبير بالعراق.
لكن الصور الجوية لم تُظهر السفينة في الموقع المعلن في تلك التاريخ؛ وبدلاً من ذلك، شوهدت سفينة بمواصفات مماثلة على بعد حوالي 500 كيلومتر في ميناء تنبك بمحافظة هرمزجان.
في أوائل خريف 2020، أعلنت السلطات الإيرانية عن افتتاح أول رصيف لتصدير الغاز المسال في "ميناء تنبك الخدمي- التصديري" في المستقبل القريب.
ووفقًا لسمير مدني من منصة "TankerTrackers.com" التي سجلت أكثر من 9000 سفينة بناءً على الصور الجوية، فإن هذه السفينة هي نفسها "إس إم إس بروس".
في 8 أبريل (نيسان) 2024، أظهرت بيانات نظام التعرف الآلي (AIS) أن السفينة "إس إم إس بروس" كانت بالقرب من سواحل الإمارات، وكان وزن السفينة أثقل من السابق، مما يعني أنها تم تحميلها.
وتشير البيانات إلى أن السفينة تحركت جنوبًا في ليلة 8 أبريل (نيسان) ورست في اليوم التالي بالقرب من سواحل عمان.
وتُظهر الوثائق التي تمت مراجعتها أن إحدى شركات أداني وقّعت في 10 أبريل (نيسان) عقدًا لتحميل حوالي 11250 طنًا من الغاز المسال من ميناء صحار في عمان بواسطة هذه السفينة.
ومع ذلك، لا تُظهر بيانات نظام التعرف الآلي أن السفينة رست في ميناء صحار.
بعد ذلك، توجهت السفينة "إس إم إس بروس" إلى ميناء موندرا، حيث استوردت إحدى الشركات التابعة لأداني، وفقًا لوثائق الجمارك التي راجعتها "وول ستريت جورنال"، شحنة بمواصفات مماثلة في 17 أبريل. وقُدرت قيمة هذه الشحنة بأكثر من 7 ملايين دولار.
ووفقًا للخبراء، غالبًا ما يستخدم مشترو النفط والغاز الإيراني وثائق مزورة منسوبة إلى عمان والعراق.
وقال متحدث باسم أداني بشأن هذه الشحنة إن شركة لوجستية طرف ثالث هي التي أدارتها، وأن لديهم وثائق تُظهر أن المنشأ النهائي كان ميناء صحار.
وأضاف أن شركات أداني تتفحص السفن بحثًا عن علامات تحذيرية، لكنها ليست مالكة أو مشغلة أو مشرفة على السفن، ولا يمكنها التعليق على أنشطة السفن التي لا تسيطر عليها. وقال المتحدث: "لقد أوفينا بجميع واجبات ومسؤوليات المستورد النزيه".
حالات مشبوهة أخرى
السفينة "إس إم إس بروس"، التي غيرت اسمها العام الماضي إلى "نيل" (Neel)، أظهرت تحركات مشبوهة أخرى.
وتُظهر سجلات ميناء بنغلاديش من يونيو (حزيران) الماضي أن هذه السفينة قامت بتفريغ شحنة غاز مسال من إيران لمستورد غير معروف، بينما أبلغت بيانات نظام التعرف الآلي عن نفس المسار المعلن إلى العراق في أبريل (نيسان).
في عدة حالات أخرى، لم تُظهر الصور الجوية السفينة في الموقع الذي أبلغ عنه نظام التعرف الآلي. وقد أكد بيورن بيرغمان، محلل البيانات في منظمتي "Global Fishing Watch" و"SkyTruth" غير الربحيتين، هذه الحالة.
ثلاث سفن أخرى تحمل الغاز المسال أظهرت أيضًا علامات إخفاء مماثلة وتزوير بيانات نظام التعرف الآلي في مساراتها بين ميناء موندرا والمياه الخليجية. إحداها تديرها نفس الشركة التي تدير "إس إم إس بروس"، وقد أُدرجت في قائمة نشرها مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركيين من الحزبين كسفينة مشتبه بها في نقل النفط والغاز لإيران.
ولم يرد مشغل السفن وقبطان السفينة "إس إم إس بروس" على طلبات "وول ستريت جورنال" للتعليق.
ويبدو أن السفينة الثالثة استخدمت تكتيكات مماثلة في رحلاتها إلى موندرا، بما في ذلك الإبلاغ عن توقف في ميناء خور الزبير، والذي لم يظهر في الصور الجوية.
أما السفينة الرابعة، التي غالبًا ما تنقل شحنات إلى ميناء موندرا، فقد أُدرجت في تقرير وزارة الطاقة الأميركية لعام 2024 كسفينة متورطة في تصدير المنتجات النفطية الإيرانية.
اكتشفت "وول ستريت جورنال" الشهر الماضي أن هذه السفينة أبلغت عن موقعها على سكك حديدية في ميناء خور الزبير.
أداني وتهمة الرشوة
قبل حوالي عامين، نُشر تقرير زعم أن مجموعة أداني انتهكت قوانين البورصة الهندية من خلال السيطرة الخفية على أجزاء من الأسهم عبر شركات خارجية (أوفشور). أدى هذا التقرير إلى انهيار قيمة أسهم شركات أداني، على الرغم من أن جزءًا من هذه الخسارة تم تعويضه لاحقًا.
وقبل حوالي ستة أشهر، واجهت المجموعة تحديًا جديدًا عندما اتهمها المدعون العامون الأميركيون بالاحتيال، زاعمين أنها دفعت حوالي 250 مليون دولار كرشاوى لمسؤولين هنود للحصول على عقود مربحة لتزويد الطاقة الشمسية.
وصفت مجموعة أداني التقرير الأولي بأنه "كذب محض"، واعتبرت اتهامات الحكومة الأميركية "لا أساس لها من الصحة".
ووفقًا لمعلومات مسربة، استأجرت أداني شركتي المحاماة البارزتين "كيركلاند آند إليس" و"كوين إيمانويل"، واجتمع محاموها في مارس/آذار (قبل حوالي ثلاثة أشهر) مع المدعين العامين الأميركيين في محاولة لإغلاق القضية.
وأعلن 6 أعضاء جمهوريين في الكونغرس علنًا أن توجيه الاتهامات لأداني يتعارض مع أولويات سياسة ترامب الخارجية، بما في ذلك الحفاظ على علاقات تجارية قوية مع الهند. كما علق ترامب الملاحقات القضائية بموجب "قانون مكافحة الفساد الأجنبي" (FCPA) بأمر تنفيذي.
على الرغم من أن هذه القضية نشأت من تحقيقات تتعلق بقانون مكافحة الفساد الأجنبي، إلا أن أداني اتهم بالتآمر والاحتيال في الأوراق المالية، وليس بانتهاك مباشر لهذا القانون.

أعلن بهمن دانايي، أمين عام جمعية مصانع السكر، عن ارتفاع سعر السكر في إيران بنسبة 40 في المائة، مشيرا إلى أن السعر الجديد المعتمد لبيع كل كيلوغرام من السكر السائب وصل إلى 59 ألف تومان.
أما السكر المعبأ في عبوات كيلوغرامية فقد ارتفع بنسبة 31 في المائة ويباع الآن بسعر 65 ألف تومان للمستهلك.
وعزا دانايي ارتفاع سعر السكر إلى عوامل مثل "ارتفاع تكاليف الإنتاج، وزيادة الأجور، وتكاليف النقل".
في السنوات الماضية، كانت المواد الغذائية الأساسية للأسر على رأس السلع التي شهدت أعلى معدلات التضخم.
وذكر مركز البحوث في غرفة تجارة إيران في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي أنه حتى نهاية عام 2021، كان نحو 32 مليون شخص في البلاد تحت خط الفقر الغذائي.
وأضاف هذا المركز أن هذا الاتجاه يتسارع بسبب التضخم الشديد في السنوات الأخيرة.
وتابع أمين جمعية مصانع السكر بالقول: "الهدف من تعديل الأسعار هو استدامة الإنتاج ودعم سلسلة إمداد السكر في البلاد، حتى تتمكن المصانع من مواصلة أنشطتها ويتم الحفاظ على الأمن الغذائي في هذا القطاع".
في السنوات الأخيرة، استخدمت السلطات في إيران مصطلح "تعديل الأسعار" لتبرير الزيادات المستمرة في أسعار السلع في إيران.
وبالتزامن مع تفاقم الأزمة الاقتصادية وعجز النظام عن كبح الغلاء، نُشرت في الأيام الأخيرة تقارير عن زيادة أسعار الخبز في محافظات مختلفة من البلاد وتفويض صلاحية التسعير إلى المحافظات.
وبحسب القرارات الجديدة، تم تحديد سعر خبز السَنكك بـ16 ألف تومان وخبز البَربَري بـ15 ألف تومان.
وفي أواخر مايو (أيار)، ارتفع سعر الحليب الخام في إيران بنحو 28 في المائة وتوقعت وسائل الإعلام أن يشهد سوق منتجات الألبان بعد ذلك قفزة في الأسعار تصل إلى 42 في المائة وارتفاعًا كبيرًا.
ويستمر ارتفاع الأسعار في إيران في وقت أدت فيه موجات الغلاء في السنوات الماضية إلى زيادة أعداد من يصنفون ضمن "الفقراء".
صحيفة "دنياي اقتصاد" أفادت في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي بأن خط الفقر لأسرة مكونة من ثلاثة أفراد في طهران يبلغ هذا العام نحو 20 مليون تومان.
وحذّر خبراء اقتصاديون من أن نحو ثلث سكان إيران لا يستطيعون تلبية احتياجاتهم الأساسية.
