ضمن حملة "الضغط الأقصى".. أميركا تفرض عقوبات على أكثر من 30 فردًا وكيانًا إيرانيًا

فرضت الولايات المتحدة عقوبات على أكثر من 30 فردًا وكيانًا شكّلوا منظومة شبه مصرفية لنقل الأموال لصالح النظام الإيراني، في أحدث خطوة ضمن حملة "الضغط الأقصى"، التي أُعيد تفعيلها استنادًا إلى الأوامر التنفيذية الصادرة في عهد دونالد ترامب.
وأعلن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية (OFAC)، يوم الجمعة 6 يونيو (حزيران)، فرض عقوبات على أكثر من 30 فردًا وكيانًا مرتبطين بالإخوة منصور، وناصر وفضل الله زرّين قلم، الذين نقلوا مليارات الدولارات عبر شركات صرافة إيرانية وشركات وهمية أجنبية تحت سيطرتهم، ضمن شبكة "مصرف الظل" التابعة للنظام الإيراني.
ويستخدم النظام الإيراني هذه الشبكة لخرق العقوبات الأميركية وتحويل عائدات مبيعات النفط والمنتجات البتروكيماوية، وهي عائدات تُستخدم، وفقًا لوزارة الخزانة الأميركية، في تمويل البرامج النووية والصاروخية ودعم الميليشيات الإرهابية الموالية لطهران.
وفي الوقت نفسه، أصدرت شبكة مكافحة الجرائم المالية بوزارة الخزانة الأميركية (FinCEN)، مذكرة محدّثة لمساعدة المؤسسات المالية في رصد ومنع الإبلاغ عن أنشطة مالية مشبوهة مرتبطة بالأنشطة غير القانونية للنظام الإيراني، بما في ذلك تهريب النفط، مصرف الظل، وشراء الأسلحة.
وقال مساعد وزير الخزانة الأميركي، سكوت باسنت: "إن مصرف الظل الإيراني هو شريان حيوي للنظام، يُستخدم لنقل الأموال وتمويل الأنشطة المزعزعة للاستقرار. هذه الشبكات تُثري نخبة النظام وتشجّع على الفساد على حساب الشعب الإيراني".
وقد فُرضت هذه العقوبات بناءً على الأوامر التنفيذية: 13902 و13846، وفي إطار مذكرة الأمن القومي رقم 2، التي وقّعها ترامب بعد بدء ولايته الثانية، بهدف إحياء سياسة الضغط الأقصى ضد إيران.
ومن جهتها، كتبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تمّي بروس، عبر حسابها في منصة "إكس": "سنواصل قطع الموارد المالية التي يستخدمها النظام الإيراني لزعزعة الاستقرار".
"مصرف الظل" الإيراني
قالت واشنطن إن شبكات "مصرف الظل"، بقيادة الإخوة زرّين قلم، تتيح للأفراد والمؤسسات الإيرانية الخاضعة للعقوبات الوصول إلى النظام المالي العالمي. وتتم العمليات عبر شركات صرافة داخل إيران وشركات وهمية خارجها، خاصة في هونغ كونغ والإمارات، لتسهيل التعاملات المالية المحظورة.
ويجري أحيانًا استخدام فواتير ومستندات مزيّفة لإخفاء العمليات المحظورة، وتُسجَّل الشركات الوهمية غالبًا في مناطق ذات رقابة مالية ضعيفة لتفادي التدقيق القانوني.
وبحسب تقرير وزارة الخزانة، فقد كشف مُبلّغون إيرانيون أن هذه الشبكة تُستخدم في عمليات فساد واختلاس بمليارات الدولارات من قِبل مسؤولين إيرانيين.
وترتبط شبكة زرّين قلم بمجموعة سبهر انرجی جهان نمای بارس وعائلة علي شمخاني. وكانت "إيران إنترناشيونال" قد كشفت عام 2023 عن دور "الإخوة زرّين قلم" في نقل الأموال لصالح النظام.
الإخوة زرّين قلم
يُدير منصور وناصر زرّين قلم شركتي صرافة أسساهما في إيران: شركة منصور زرّين قلم وشركاه (GCM Exchange) وشركة ناصر زرّين قلم وشركاه (Brillian Exchange).
وهاتان الشركتان تُشغّلان شبكة من الشركات الوهمية في الإمارات وهونغ كونغ، ولديهما حسابات بنكية متعددة العملات تُستخدم لتحويل الأموال لصالح كيانات إيرانية، منها فيلق القدس التابع للحرس الثوري.
فعلى سبيل المثال:
• ساعدت GCM Exchange في تحويل الأموال لفيلق القدس عبر مؤسسة آستان قدس رضوي، بما يعادل نحو 100 مليون دولار من المعاملات.
• أما Brillian Exchange، فكانت منذ أكثر من عقد تسهّل المعاملات المالية لشركة النفط الوطنية الإيرانية (NIOC)، ولعبت دورًا في إرسال النفط إلى نظام بشار الأسد في سوريا، كما قدّمت خدمات مالية إلى وزارة الدفاع الإيرانية.
ووفقًا لوزارة الخزانة، كان منصور وناصر زرّين قلم فاعلين رئيسين في عمليات تبييض الأموال لصالح شركة الخليج الفارسي للبتروكيماويات وشركاتها التسويقية. وقد نفّذ منصور، بموافقة كبار المسؤولين الأمنيين في إيران، مليارات الدولارات من المعاملات المتعلقة بصادرات البتروكيماويات.
وأدار موظفو "Brillian Exchange"- من بينهم فاطمة سرلك كوهی في إيران ويو جانغ في الصين- العمليات اليومية للشركة.
أما الأخ الثالث، فضل الله زرّين قلم، فيدير صرافة زرّين قلم وشركاه، التي تقوم بتسهيل معاملات البنك المركزي الإيراني، ودفع أموال لشركات أجنبية نيابة عن شركة ناقلات النفط الوطنية الإيرانية (NITC)، والمشاركة في صفقات بيع المنتجات البتروكيماوية.
الشركات الأجنبية
يدير الإخوة زرّين قلم شبكة شركات وهمية في هونغ كونغ والإمارات لتسهيل المعاملات لصالح النظام الإيراني، ومن بين هذه الشركات: هيرو كومبانيون ليميتد، بليزكوم ليميتد، كينلير تريدينغ ليميتد، وايد فيجن جنرال تريدينغ ذ.م.م، جي إس سيرينيتي إف.زد.إي، مودريت جنرال تريدينغ ذ.م.م، إيس بتروكيم إف.زد.إي، غولدن بن جنرال تريدينغ ذ.م.م.
وقد دفعت هذه الشركات ملايين الدولارات لشركة النفط الوطنية الإيرانية؛ حيث دفعت هيرو كومبانيون ليميتد نحو 20 مليون دولار في فبراير (شباط) 2025 إلى شركة النفط الإيرانية، عبر بتروكيميكو إف.زد.إي.
عائلة زرّين قلم
تمارس عائلة زرّين قلم أنشطة في قطاعات اقتصادية أخرى داخل إيران. وقد فُرضت عقوبات على كل من: شركة زرّين طهران للاستثمار (الذراع الاستثمارية للعائلة)، وشركة كيميا صدر باساركاد (تنشط في قطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات).
وتشغل ميترا زرّين قلم منصب المدير التنفيذي لشركة زرّين طهران، وهي عضو في مجلس الإدارة إلى جانب إخويها ناصر وفضل الله. أما پرويز سلطاني زاده، فهو عضو في مجلس إدارة "كيميا صدر باساركاد" مع ناصر زرّين قلم.
كما يشارك كل من حسين شتابان وفرحناز مشكات في مجالس إدارة "Brillian Exchange" وGCM Exchange"". ويعمل بوريا زرّين قلم في شركة إنشاءات إيرانية بالتعاون مع والده ناصر.
وقد شملتهم جميعًا العقوبات الأميركية، أفرادًا وكيانات.