"أكسیوس": إيران توافق على "كونسورتيوم إقليمي لتخصيب اليورانيوم" شريطة أن يكون داخل أراضيها

أفاد موقع "أكسیوس"، نقلًا عن مسؤول كبير في إيران لم يُفصح عن اسمه، أن طهران مستعدة لبناء إطار اتفاق نووي مع الولايات المتحدة على أساس فكرة "كونسورتيوم إقليمي لتخصيب اليورانيوم"، بشرط أن يكون هذا الكونسورتيوم داخل الأراضي الإيرانية.

و"كونسورتيوم التخصيب الإقليمي" يُعد أحد العناصر المحورية في المقترح الذي قدّمه ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى طهران يوم السبت 31 مايو (أيار).
ويمثل هذا المقترح محاولة للتوفيق بين موقف إدارة ترامب الرافض لتخصيب اليورانيوم في إيران، وإصرار طهران على مواصلة التخصيب داخل أراضيها.

وجاء تقرير "أكسیوس" في أعقاب تقارير متضاربة بشأن موقف الولايات المتحدة من التخصيب، وكذلك رد إيران على المقترح الأميركي.

وقال المسؤول الإيراني لـ"أكسیوس" يوم الثلاثاء 3 يونيو (حزيران): "إذا تم تشغيل الكونسورتيوم داخل حدود إيران، فيمكن النظر فيه. لكن إذا كان من المقرر أن يتمركز خارج البلاد، فسيكون مصيره الفشل بلا شك".

وتدل هذه التصريحات على أن طهران ربما لا ترفض مقترح ويتكوف رفضًا تامًا، بل تسعى للتفاوض على تفاصيله.

وكان موقع "أكسیوس" قد نشر يوم الاثنين 2 يونيو للمرة الأولى تفاصيل المقترح الأميركي المُقدّم إلى إيران.

ولم يُحدَّد في المقترح الموقع الدقيق لاستضافة كونسورتيوم التخصيب.

ما هو الإطار المقترح؟

ذُكر أن هذا الكونسورتيوم يمكن أن يضم الولايات المتحدة، وإيران، ودولًا مثل السعودية، والإمارات، وقطر، وحتى تركيا.

ويهدف الكونسورتيوم إلى توفير الوقود النووي للدول الساعية إلى تطوير برامج نووية سلمية، على أن تخضع أنشطته لرقابة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وسيسمح هذا المخطط للولايات المتحدة بالقول إن إيران لم تعد تخصب اليورانيوم منفردة، إذ تتم عمليات التخصيب ضمن كيان إقليمي متعدد الأطراف، وفي الوقت نفسه يمكّن إيران من الادعاء بأن خطها الأحمر بشأن التخصيب لم يُنتهك.

وأضاف "أكسیوس" أن التوصل إلى اتفاق بشأن الشروط التفصيلية التي يقبلها الطرفان يُعد تحديًا كبيرًا، فضلًا عن الصعوبات العملية في تنفيذ هذا الكونسورتيوم.

نظرة عامة على المقترح الأميركي

بحسب "أكسیوس"، فإن المقترح الأميركي يتضمن اتفاقًا نوويًا مبنيًا على إنشاء كونسورتيوم إقليمي للتخصيب، ويشمل النقاط التالية:

-لا يُسمح لإيران بتطوير قدرات تخصيب محلية تتجاوز الاحتياجات المدنية.

-بعد توقيع الاتفاق، يجب على إيران تقليص نسبة التخصيب مؤقتًا إلى 3 في المائة، وتُحدَّد مدة هذه الفترة خلال المفاوضات.

-يجب تعطيل منشآت التخصيب تحت الأرض لفترة يتفق عليها الطرفان.

-تُقيَّد التخصيبات في المنشآت فوق الأرض بالكمية اللازمة لإنتاج وقود المفاعل النووي فقط.

وذكر "أكسیوس"، نقلًا عن مصادر مطلعة، أن الولايات المتحدة لا تزال بانتظار رد رسمي من طهران على هذا المقترح في الأيام المقبلة.

كما أفادت صحيفة "نيويورك تايمز» يوم الثلاثاء 3 يونيو (حزيران)، نقلًا عن مصادر إيرانية وأوروبية، أن إدارة دونالد ترامب قدّمت مقترحًا يسمح لإيران بمواصلة التخصيب بنسبة منخفضة لفترة مؤقتة.

وبموجب هذا المقترح، ستُسهّل الولايات المتحدة إنشاء مفاعلات نووية للطاقة في إيران، وتدخل في مفاوضات لتأسيس منشآت تخصيب تُدار من قبل كونسورتيوم من دول المنطقة.

وبمجرّد أن تُنفّذ هذه التعهدات وتستفيد إيران منها، يجب عليها حينها أن توقف كل أنشطة التخصيب داخل البلاد.

وقد طُرحت في الأسابيع الأخيرة فكرة تشكيل كونسورتيوم من دول الشرق الأوسط، من ضمنها إيران، والسعودية، والإمارات، بمشاركة الولايات المتحدة، لتخصيب اليورانيوم.

وفي أعقاب التقارير حول احتمال التوصل إلى اتفاق سري بين إدارة ترامب وإيران بشأن استمرار التخصيب، طالب السيناتور الديمقراطي البارز تشاك شومر بحضور المبعوث الخاص للبيت الأبيض في شؤون الشرق الأوسط إلى الكونغرس.

وكتب زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي عبر منصة "إكس": "على ستيف ويتكوف الإدلاء بشهادته أمام الكونغرس. هل يوجد اتفاق سري يُتيح لإيران مواصلة تخصيب اليورانيوم ويُعزّز أنشطتها التخريبية؟".

في المقابل، أعلن مسؤولون إيرانيون أنهم يطالبون بمزيد من التوضيحات حول توقيت وطريقة رفع العقوبات الأميركية ضمن هذا المقترح.

ووفقًا لبعض التقارير، من المحتمل أن يُعقد الجولة السادسة من المفاوضات النووية بين ستيف ويتكوف وعباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، في نهاية هذا الأسبوع في إحدى دول الشرق الأوسط.

تقارير عن رفض إيران للمقترح الأميركي

كانت شبكة "سي إن إن" ووكالة "رويترز" قد أفادتا يوم الاثنين 2 يونيو، نقلًا عن مسؤول كبير في إيران، بأن رد طهران على المقترح الأميركي سيكون سلبيًا.

وقال مسؤول إيراني كبير لـ"سي إن إن" إن المقترح الأميركي الجديد بشأن الاتفاق النووي "متناقض ومُجزأ".

ورغم أن "سي إن إن" لم تذكر اسمه، إلا أنها نقلت عنه أن إيران ترفض هذا المقترح الجديد من الولايات المتحدة.

وأضاف: "من النظرة الأولى، يُعتبر هذا المقترح متناقضًا ومجزأ، وغير واقعي إلى حدٍّ كبير، ويحمل مطالب مبالغًا فيها".

وقال هذا المسؤول الإيراني كذلك إن العقبة الأهم أمام تقدم المفاوضات هي تغيّر مواقف الولايات المتحدة باستمرار.

وأضاف: "واقع أن الأميركيين يغيرون موقفهم باستمرار كان حتى الآن العائق الأساسي أمام نجاح المفاوضات، والآن زاد من صعوبة الأمور أكثر من أي وقت مضى".

وزعم هذا المسؤول كذلك أن النص الجديد يتناقض بوضوح مع التفاهمات السابقة.

وقال لـ"سي إن إن": "هذا النص يتعارض بوضوح مع الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الجولة الخامسة من المفاوضات. موقف إيران من التخصيب حاسم وغير قابل للتغيير".

أما وكالة "رويترز"، فقد ذكرت أيضًا يوم الاثنين 2 يونيو، نقلًا عن دبلوماسي كبير في إيران، أن طهران على وشك رفض مقترح جديد من الولايات المتحدة لحل النزاع النووي المستمر منذ عقود.

وقال هذا الدبلوماسي، الذي لم يُفصح عن اسمه، إن خطة الولايات المتحدة "غير بديهية" ولا تراعي مصالح إيران، كما أنها لا تظهر أي مرونة في موقفها من تخصيب اليورانيوم داخل إيران.

وأضاف هذا الدبلوماسي، الذي وصفته "رويترز" بأنه مقرب من فريق التفاوض الإيراني: "طهران بصدد إعداد رد سلبي على المقترح الأميركي، يمكن اعتباره رفضًا رسميًا له".

وقال إن تقييم لجنة المفاوضات النووية التي تعمل تحت إشراف المرشد الإيراني، علي خامنئي، هو أن "المقترح الأميركي أحادي الجانب بالكامل ولا يمكن أن يحقق مصالح طهران".

وأضاف: "طهران تعتبر هذا المقترح خطة غير بديهية، تسعى فقط إلى فرض اتفاق سيئ على إيران من خلال مطالب متطرفة".

وتابع: "في هذا المقترح، لم يتغير موقف أميركا من تخصيب اليورانيوم داخل إيران، ولم يُقدَّم أي توضيح واضح بشأن رفع العقوبات".