بعد دخولها قائمة أغنى نساء أميركا.. مكي زنكنه تهرب من إيران وتدخل نادي المليارديرات

أدرجت مجلة "فوربس" الأميركية، في تقرير حديث، مكي زنكنه، وهي امرأة من أصل إيراني، في المرتبة رقم 23 على قائمة أغنى النساء العصاميات في أميركا، بثروة تبلغ 1.5 مليار دولار.
ونشرت المجلة الاقتصادية الشهيرة تقريرًا عن حياة زنكنه، الرئيسة التنفيذية لشركة التكنولوجيا الحيوية "ساميت ثيرابيوتيكس"، مشيرةً إلى أنها ظهرت لأول مرة في هذه القائمة المرموقة.
ووفقًا للتقرير، فقد سلكت زنكنه طريقًا مليئًا بالتقلبات قبل أن تصل إلى منصبها الحالي. كانت في البداية طبيبة أسنان، ثم عملت في مجال الجراحة الروبوتية، وأطلقت دواءً مضادًا للسرطان حاز مبيعات ضخمة، كما خاضت معركة شخصية مع سرطان الثدي.
المسار الدراسي والمهني
وُلدت زنكنه في طهران عام 1970، وبعد عدة سنوات من ثورة عام 1979، فر والداها – اللذان كانا مهندسين معماريين – من إيران. وفي عام 1984، استقرت في ألمانيا لدى عمها. بدأت دراسة طب الأسنان، لكنها سرعان ما اكتشفت أن هذا التخصص لا يناسبها.
وفي عام 1997، انضمت إلى شركة "Computer Motion" الأميركية، والتي كانت تنتج أذرعًا روبوتية للجراحات طفيفة التوغل. وأثبتت كفاءتها في الشركة، مما أهلها لتتولى في سن 28 عامًا مسؤولية الإشراف على أنشطة الشركة في أوروبا والشرق الأوسط.
دخول مجال مكافحة السرطان
وأثناء عملها في "Computer Motion"، تعرفت زنكنه على المدير التنفيذي للشركة، باب دوغان، الذي تحولت علاقتهما إلى شراكة تجارية ثم إلى زواج لاحقًا.
وقال دوغان عن شراكته مع زنكنه في تصريح لـ"فوربس": "نحن منسجمان تمامًا. هي على دراية بكل التفاصيل وتتمتع بذاكرة تصويرية ممتازة. أما أنا فأركز على الرؤية المستقبلية".
وفي عام 2003، وبعد بيع شركة "Computer Motion"، اهتم الاثنان بشركة "Pharmacyclics" المتخصصة في أدوية السرطان. وكان لهذا القرار معنى شخصي لدوغان، البالغ من العمر الآن 81 عامًا، إذ فقد أحد أبنائه بسبب سرطان الدماغ.
النجاح في "فارماسايكليكس"
في عام 2011، دخلت زنكنه في مفاوضات مع شركة "Johnson & Johnson" العالمية. وتمكنت من إنجاز صفقة غير مسبوقة تضمنت 400 مليون دولار كدفعة مقدمة، إضافة إلى احتفاظ "فارماسايكليكس" بحقوق البيع والإيرادات في السوق الأميركية.
وقد أثمر هذا التعاون عن دواء "Imbruvica"، الذي أصبح علاجًا ثوريًا لسرطان الدم الليمفاوي المزمن. وساهم نجاح هذا الدواء في شراء شركة "AbbVie" لشركة "فارماسايكليكس" عام 2015 مقابل 21 مليار دولار. وكانت زنكنه قد استثمرت 1 مليون دولار في الشركة، وجنت من هذه الصفقة 225 مليون دولار.
الحياة الشخصية ومعركة السرطان
أنجبت زنكنه في عام 2006 ولدًا اسمه "شان". وذكرت "فوربس" أن دوغان أكد مؤخرًا أنه والد الطفل. ونظرًا لسفرها المتكرر لأسباب مهنية، أبقت زنكنه طفلها لدى والدتها في فرنسا حتى بلغ خمس سنوات. وقد تزوجت هي ودوغان رسميًا في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وفي عام 2019، شخّص الأطباء إصابتها بسرطان الثدي في المرحلة الثانية. وقالت عن هذه التجربة لمجلة "فوربس": "كنت في وضع سيئ جدًا. كنت دائمًا قلقة من تفاقم المرض".
الانضمام إلى ساميت واكتشاف الدواء الصيني
خلال فترة علاجها، دفع دوغان 63 مليون دولار لشراء 60 في المائة من أسهم شركة "ساميت ثيرابيوتيكس"، وتولى إدارتها. وبعد تعافيها، انضمت زنكنه إليه كمديرة تنفيذية مشاركة في يوليو (تموز) 2022.
وفي منتصف عام 2022، اكتشفا دواءً مضادًا للسرطان باسم "Ivonescimab"، من إنتاج شركة "Akeso" الصينية. والتزمت شركة "ساميت" بدفع 500 مليون دولار كدفعة مقدمة، بالإضافة إلى مكافآت محتملة قد تصل إلى 4.5 مليار دولار للشركة الصينية.
الدواء الجديد الذي تعلّق زنكنه عليه آمالًا كبيرة يعمل بآلية مزدوجة؛ فهو يعزز جهاز المناعة، ويقضي على الأورام عبر قطع إمدادات الدم عنها.
وأظهرت التجارب السريرية الأولية أن المرضى الذين تلقوا هذا الدواء عاشوا بمتوسط 11.1 شهرًا دون انتكاسة، بينما كان المتوسط لدى متناولي "كيترودا" – الدواء المضاد للسرطان الأكثر مبيعًا في العالم – 5.8 أشهر فقط.
وقد أدّى هذا النجاح إلى قفزة بنسبة 575 في المائة في قيمة أسهم "ساميت"، ما أوصل ثروة زنكنه إلى 1.5 مليار دولار.
ويخضع الدواء حاليًا للمرحلة الثالثة من التجارب السريرية، ومن المقرر أن تقدم الشركة طلب الترخيص إلى إدارة الغذاء والدواء الأميركية قبل نهاية العام.
وقالت زنكنه، التي خاضت بنفسها معركة ضد السرطان، عن دوافعها لمجلة "فوربس": "نتخذ قرارات بسرعة لأننا نريد حقًا مساعدة جميع هؤلاء المرضى".