أزمة انقطاع الكهرباء والماء تتسبب في خسائر فادحة للإيرانيين وتوقف الحياة

أفاد عشرات المواطنين، من خلال رسائل أرسلوها إلى حملة "خط الأزمة" التابعة لقناة "إيران إنترناشيونال"، بأنّ انقطاع التيار الكهربائي، وما يترتب عليه من انقطاع المياه، قد عطّل حياتهم اليومية وأفلس أعمالهم التجارية وتسبب في خسائر فادحة.
وكانت "إيران إنترناشيونال" قد طرحت، يوم الاثنين 2 يونيو (حزيران)، سؤالًا على متابعيها حول تأثير الانقطاع اليومي للكهرباء على أعمالهم ومهنهم.
أزمة الطاقة تشل المهن
وقال مواطن يُدير مغسلة سيارات إنّ انقطاع الكهرباء والماء يتسبب في تعطيل زبائنه لمدة خمس إلى ست ساعات يوميًا، ما يؤدي إلى تراجع عمله وتكبد خسائر.
كما أشار موظف في محطة نقل المسافرين إلى أن النظام المخصص لإصدار التذاكر والفواتير يتوقف عن العمل بعد كل انقطاع، ما يؤدي إلى وقوع مشكلات وتعطيل رحلات الكثيرين.
وكان بعض المواطنين قد شبّهوا، في الأيام الماضية، الانقطاع اليومي للكهرباء بـ"شلل" يصيب حياة الناس.
وعلى الرغم من أنّ البلاد كانت تواجه في السنوات الماضية أزمة كهرباء صيفية، إلا أن الأزمة الحالية، والتي تصفها السلطات بـ"الاختلال في التوازن"، بدأت هذا العام في وقت مبكر، منذ شهر مايو (أيار).
وقال أحد باعة المواد الغذائية الطازجة، كالدواجن والبيض ومنتجات الألبان والأسماك الحية، إنّ انقطاع الكهرباء يعطل الثلاجات، ما يؤدي إلى فساد البضائع إذا لم تُبع في اليوم نفسه، الأمر الذي يجبره على التخلص منها.
وأضاف أن انقطاع التيار يؤدي كذلك إلى توقف مضخة الهواء الخاصة بأحواض تربية سمك السلمون المرقط، مما يؤدي إلى نفوق الأسماك.
وأظهر مقطع فيديو وصل إلى "إيران إنترناشيونال"، يوم الإثنين 2 يونيو (حزيران)، تجمعًا لباعة سوق السمك في بندر عباس أمام ممثل وزارة الصحة في المحافظة، احتجاجًا على غياب المكيفات رغم درجات الحرارة المرتفعة.
كساد واسع في الأعمال الصغيرة
في اليوم الأول من الحملة الثانية لـ"خط الأزمة" في 1 يونيو (حزيران)، أبلغ عدد من أصحاب المهن، كخياطي الملابس، والخبازين، والمزارعين، وأصحاب المشاريع الصغيرة، عن اضطراب أعمالهم اليومية والخسائر التي لحقت بهم نتيجة انقطاع الكهرباء.
ووصف أحد أصحاب المحلات السوق بأنه "كساد تام"، مشيرًا إلى أنّ جميع المنتجات المخزّنة في الثلاجات والمجمدات تتعرض للتلف، وأن أصحاب الأعمال يتكبدون خسائر كبيرة دون أي استجابة أو تعويض من الجهات المعنية.
وأبلغ مزارع عن خسائر كبيرة في بساتين العنب نتيجة انقطاع الكهرباء، موضحًا أن نظام الري بالتنقيط يُبرمج كل 18 يومًا ولمدة 8 ساعات، وأنّ فقدان موعد الري يؤدي إلى تلف المحصول.
وكانت تقارير سابقة، في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، قد أشارت إلى اضطراب في عمل المخابز بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء.
الانقطاع المنزلي وتكاليفه الخفية
وأشار العديد من المواطنين، في رسائل متطابقة، إلى أن انقطاع الكهرباء أدى إلى حوادث مثل احتجازهم في المصاعد، واحتراق العديد من الأجهزة الإلكترونية، وانقطاع المياه المرتبطة بالمضخات الكهربائية.
وقال مواطن إنّ لوح التحكم في فرن المايكرويف الخاص بمنزله احترق بسبب تقلبات الكهرباء، وأنّ تكلفة استبداله تبلغ ثلاثة ملايين تومان.
وبعد بيان شركة الكهرباء (توانير) الصادر في 26 أبريل (نيسان) بشأن "الارتفاع المبكر في درجات الحرارة وزيادة استهلاك الكهرباء"، بدأت سلسلة من الانقطاعات اليومية للتيار الكهربائي في جميع أنحاء إيران.
وذكر أحد المواطنين أن ثلاجته القديمة احترقت بسبب الانقطاع المتكرر، كما أشار إلى أنه يعيش في الطابق السادس عشر، وأن المصعد تعطل بسبب كثرة الانقطاعات.
واشتكى مواطن من انقطاع الكهرباء أثناء حفل نهاية العام الدراسي لابنته، في حين ذكر آخر أنه يعمل ليلًا، وحين أراد النوم نهارًا في ذروة الحر، تم قطع الكهرباء لمدة ساعتين، مما جعله غير قادر على الراحة.
وأفاد أحد المواطنين أن الجدول الزمني الرسمي لانقطاع الكهرباء لا يتطابق مع أوقات الانقطاع الفعلية، مما يسبب مشكلات كبيرة للناس، موضحًا أن أسرته كانت قد خططت لمغادرة المنزل بعد انتهاء الانقطاع من أجل نقل جدته إلى جلسة غسيل الكلى، لكن الكهرباء لم تعد في الوقت المعلن، ولم يكن بالإمكان النزول من الطابق السابع دون مصعد، ما أدى إلى تأخير الجلسة وتدهور صحة الجدة.