نقل السجين السياسي البارز أبو الفضل قدیاني إلى العناية المركزة في أحد مستشفيات طهران

أفادت مصادر حقوقية، بنقل أبو الفضل قدیاني، السجين السياسي الإيراني البارز البالغ من العمر 80 عامًا والمحتجز في سجن إيفين، إلى أحد مستشفيات طهران، حيث أُدخل وحدة العناية المركزة بعد إصابته بالتهاب وعدوى في الرئة. ويُعرف قدیاني بانتقاده العلني للمرشد علي خامنئي.
وقال مرتضى قدیاني، نجل أبو الفضل، يوم الإثنين 2 يونيو (حزيران) عبر قناة "امتداد" على تلغرام، إن والده نُقل إلى وحدة العناية المركزة دون تكبيل يديه أو قدميه، بعد الموافقة على إرساله إلى المستشفى.
وأوضح أن والده يعاني منذ عدة أشهر من التهاب في الرئة، وقال: "راجعنا مرارًا، وقد زار والدي عيادة السجن أكثر من مرة، وكانوا يعطونه مضادات حيوية فقط! وللأسف، لم يتم علاج الالتهاب حتى الآن".
وأضاف: "الطبيب أكد الآن أن على والدي البقاء في المستشفى لبدء علاج الرئة، كما أبلغونا بضرورة إجراء فحص كامل للقلب، لأن التهاب الرئة قد يكون أثر عليه".
وقد أُثيرت مرارًا في السنوات الماضية تقارير عن الإهمال الطبي أو التأخير في علاج السجناء السياسيين في إيران، وانتهاك حقهم في الحصول على رعاية صحية مناسبة. كما وثّقت منظمات حقوقية ومدنية حالات عديدة لوفاة سجناء بسبب الضغط، والتعذيب، وعدم توفير العلاج، دون أن تعترف إيران بأي مسؤولية عنها.
وأكد مرتضى قدیاني في جزء آخر من حديثه أن والده لا يعترف بشرعية النظام القضائي في إيران، وليس مستعدًا للامتثال لشروطه، قائلاً: "للأسف، يتم أحيانًا نقل المتهمين السياسيين، وخاصة من يسمونهم متهمي القضايا الأمنية، بطريقة غير لائقة إلى المراكز الطبية. ووالدي بطبيعة الحال رفض الخضوع لهذا الأسلوب من النقل".
وأشار إلى أن والده يبلغ الآن 80 عامًا، ويعاني من أمراض قلبية منذ عام 1999، وتم تركيب أكثر من 7 دعامات في قلبه، كما يعاني من مرض مناعي ذاتي أصيب به عام 2017، إضافة إلى معاناته من مرض في المعدة يرجع إلى تعرضه للتعذيب في سجون النظام الملكي قبل الثورة.
وختم بالقول إن والده أُصيب بالتهاب في الرئة خلال فترة سجنه في إيفين، وأوضح أن الطب الشرعي حكم مؤخرًا بأن على قدیاني أن يقضي عقوبته في بيئة صحية خالية من التوتر والضغط، وأضاف متسائلًا: "لا أعلم إن كان السجن أصلًا يمكن أن يوفر مثل هذه المعايير".
يذكر أن قدیاني يقضي منذ 30 سبتمبر (أيلول) 2024 عقوبة بالسجن ثلاث سنوات وستة أشهر في سجن إيفين، بتهمتي "إهانة المرشد" و"الدعاية ضد النظام".
ويُعتبر هذا الناشط السياسي، المولود عام 1945، من الأعضاء البارزين في "منظمة مجاهدي الثورة الإسلامية في إيران"، وكان من بين السجناء السياسيين عقب الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل في عام 2009.
وفي السنوات الأخيرة، عُرف قدیاني بنقده الحاد لعلي خامنئي ومناهضته للاستبداد في إيران. وكان قد كتب رسالة من سجن إيفين في 14 أبريل (نيسان) الماضي قال فيها: "الحل لوقف الظلم هو إزاحة خامنئي وسقوط نظام طهران".
كما كتب في 29 مارس (آذار) رسالة أخرى من السجن قال فيها: "إذا تقدّمت المفاوضات مع أميركا، فسيكون مصير خامنئي السقوط، وإن لم تُثمر، فسيواجه سقوطًا تدريجيًا وتحللًا داخليًا".