بعد دخوله اليوم السابع.. السلطات الإيرانية تواجه إضراب سائقي الشاحنات بالاعتقالات

تزامنًا مع اليوم السابع لإضراب سائقي الشاحنات، اعتقلت القوات الأمنية في إيران عددا من سائقي المركبات الثقيلة في محافظة كرمانشاه. وفي محاولة للسيطرة على الإضراب وعدت الحكومة الإيرانية بمنح وقود تحفيزي للمركبات التي قامت بنقل البضائع خلال الأيام الماضية.
وأعلن مسؤولو محافظة هرمزجان، يوم الأربعاء 28 مايو (أيار)، بالتزامن مع استمرار وتوسع إضراب سائقي الشاحنات، أنه سيتم منح 300 لتر من الوقود التحفيزي في محطات بندر عباس للشاحنات التي تحمل وثائق نقل بضائع.
في الوقت نفسه، قامت السلطات الأمنية باعتقال وتلفيق ملفات قضائية ضد السائقين الذين انضموا إلى الإضراب.
وأفادت نقابة اتحادات سائقي الشاحنات والمركبات الثقيلة في إيران يوم 27 مايو (أيار) أن 11 سائقًا لمركبات ثقيلة في محافظة كرمانشاه تم اعتقالهم من قبل القوات الأمنية.
وتشير التقارير إلى أن شهاب دارابي، سائق شاحنة ومدوّن من إسلام آباد غرب، تم اعتقاله يوم 27 مايو بسب دعمه لإضرابات سائقي الشاحنات وتم نقله إلى مكان مجهول.
وأكدت نقابة سائقي الشاحنات هذا الخبر في بيان، مشيرة إلى أن عناصر وزارة الاستخبارات اقتحموا منزل دارابي واعتقلوه بعنف وضرب أمام عائلته.
وقبل اعتقاله، أعلن دارابي في مقطع فيديو أن صفحتيه على وسائل التواصل الاجتماعي تم تعطيلهما بسبب دعمه لإضراب سائقي المركبات الثقيلة.
اليوم السابع للإضراب
واستمر سائقو الشاحنات والمركبات الثقيلة في إضرابهم يوم الأربعاء 28 مايو (أيار) لليوم السابع على التوالي في عدد من المدن الإيرانية رغم الضغوط الحكومية.
وأرسل أحد متابعي "إيران إنترناشيونال" مقطع فيديو يوم 28 مايو من طريق داراب- فسا، مشيرًا إلى عدم وجود أي مركبة ثقيلة تتحرك على هذا الطريق.
وأكدت نقابة سائقي الشاحنات في بيان أن اعتقال السائقين لن يؤثر على إرادتهم، بل سيجعلهم أكثر تصميمًا على مواصلة الإضراب.
وطالبت النقابة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن السائقين المعتقلين، وحذرت قائلة: "القمع والاعتقالات والتهديدات ليست ردًا على المطالب المشروعة، بل هي دليل على عجز الحكومة أمام موجة العدالة المتدفقة التي نطالب بها”>
دعم الشخصيات والنقابات المختلفة
وأعلنت فاطمة ومحمد حسين سبهري، سجينان سياسيان ومن الموقعين على رسالة استقالة خامنئي، الأربعاء 28 مايو (أيار)، دعمهما للإضراب الوطني لسائقي الشاحنات.
وكتبا في بيان أن هذا الإضراب ليس مجرد "صرخة نقابة"، بل هو صدى معاناة شعب عانى لعقود من الظلم والفساد والتضخم والتمييز والقمع.
وأضاف الأخوان السجينان: "نعتقد أن الوقت قد حان لتتجاوز الإضرابات الإطار النقابي وتصبح حركة شعبية وطنية".
وبالتزامن مع اليوم السابع لاحتجاجات سائقي الشاحنات المنسقة في إيران، دعم مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي هذه النقابة واحتجاجاتها باستخدام هاشتاغ "الإضراب".
ووصف المخرج السينمائي المعارض جعفر بناهي، الحائز مؤخرًا على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان، إضراب سائقي الشاحنات بأنه "صرخة عالية موجهة إلى الحكومة".
وكتب على "إنستغرام": "يقول سائقو الشاحنات، من خلال إضرابهم، للنظام الإيراني: كفى. أوقفوا هذا الظلم والنهب، قبل أن يُفقد كل شيء ولا يبقى شيء لهذا الشعب".
وأصدرت جمعية المعلمين في هرسين بيانًا وصفت فيه انتشار الظلم المنهجي على حياة مختلف شرائح الشعب بأنه واقع مروع، وإنكاره يؤدي إلى ظلم مضاعف وإعادة إنتاجه من قبل "أسياد السلطة والثروة".
وكتبت الجمعية: "نعترف بمطالب سائقي الشاحنات وإضرابهم واحتجاجاتهم من أجل استرداد حقوقهم، ونعتبر دعم الشعب لمطالبهم فعلًا عقلانيًا وإنسانيًا، وندين استخدام أدوات العنف من قبل الحكام ضد هذه الشريحة المظلومة".
انضمام سائقي "النيسان" وتطبيق "سناب" للإضراب
وأفادت نقابة سائقي الشاحنات، مشيرة إلى الإضراب المنسق في 135 مدينة خلال الأسبوع الماضي، أن سائقي "النيسان" وأشخاص من نقابات أخرى انضموا إلى الاحتجاج في الأيام الأخيرة، مما أجبر المسؤولين على الرد.
وأعلن مواطن يعمل سائقًا في تطبيق "سناب"، في مقطع فيديو أرسله إلى "إيران إنترناشيونال"، أنه انضم إلى إضراب السائقين.
وذكر أسباب الإضراب وهي: تقاضي عمولة بنسبة 22%، غياب التأمين، انعدام الأمان الوظيفي، والمشكلات الاقتصادية.
وحث هذا السائق زملاءه في جميع أنحاء إيران على الانضمام إلى الإضراب والاستمرار فيه بقوة لتحقيق المطالب النقابية.
وبدأت جولة جديدة من احتجاجات السائقين وسائقي الشاحنات في 19 مايو في بندر عباس، بناءً على دعوة من نقابة اتحادات سائقي الشاحنات والمركبات الثقيلة في إيران، واستمرت بشكل منسق في عشرات المدن الإيرانية منذ 22 مايو.
وقال السائقون المحتجون إنهم يضربون لمدة أسبوع احتجاجًا على تقليص حصة الديزل، ارتفاع أسعار التأمين، انخفاض أجور نقل البضائع، ومطالب نقابية أخرى لم تتحقق.
وأظهر مقطع فيديو أرسله أحد متابعي "إيران إنترناشيونال" من تبريز خلو طريق كسائي السريع، أحد الطرق الرئيسية في محافظة أذربيجان الشرقية، تمامًا من الشاحنات في الساعة الثانية صباحًا يوم 28 مايو (أيار).
وأرسل متابع آخر مقطع فيديو يوم 28 مايو من طريق ساوه السريع، مشيرًا إلى أن هذا الطريق خالٍ تمامًا من حركة الشاحنات.
تأجيل نظام الديزل ثلاثي الأسعار
أعلن رضا أكبري، رئيس هيئة النقل البري، يوم 28 مايو أن موعد تطبيق نظام الديزل ثلاثي الأسعار لم يُحدد بعد، وأن كبار المسؤولين في الحكومة لم يتخذوا قرارًا بهذا الشأن.
وقال إن بعض السائقين في المسارات الطويلة والمزدحمة يضطرون لاستهلاك وقود أكثر، لكن الوقود المخصص لهم غير كافٍ، مما يجبرهم على شرائه من السوق الحرة بأسعار أعلى.
وأضاف أكبري أنه لهذا السبب، تم اتخاذ قرار بمراجعة وتعديل جداول وقواعد تخصيص الوقود لمنح السائقين كميات إضافية.
ووعد قائلاً: "حتى نضمن تخصيص كمية كافية من الوقود بالسعر المعتمد للسائقين الذين يعملون بشكل شريف ومنتظم، لن يتم تطبيق نظام الأسعار الثلاثية".
وأعلنت فاطمة مهاجراني، المتحدثة باسم الحكومة، يوم الأربعاء 28 مايو (أيار) أنه إذا تحركت الشاحنات وفقًا للوثيقة الإلكترونية الصادرة، فلن تكون هناك أي تغييرات في الأسعار بالنسبة لهم، ويمكنهم التزود بالوقود في المحطات بالسعر السابق.
وأضافت أن التغيير في الأسعار ينطبق فقط عندما ينحرفون عن المسار المحدد.