وسط تأييد واسع.. إضراب سائقي الشاحنات في إيران يدخل يومه السادس على التوالي

يواصل سائقو الشاحنات والمركبات الثقيلة في عدد من المدن الإيرانية إضرابهم لليوم السادس على التوالي، احتجاجًا على الأوضاع المعيشية والمطالب النقابية غير المحققة.
ووفقًا للتقارير الواردة، لا يزال الإضراب مستمرًا في مدن مختلفة، من بينها كرمانشاه، فَريمان، وغيلانغرب، حيث عبّر السائقون عن احتجاجهم على مشكلات معيشية ومهنية مزمنة.
وقال أحد المواطنين، يوم الثلاثاء 27 مايو (أيار)، في مقطع فيديو أرسله إلى "إيران إنترناشيونال": "في الطريق الدولي بين بندر عباس ومدينة شيراز، لا تُرى أي شاحنات على الإطلاق".
وفي مقطع آخر، أرسله مواطن آخر من الطريق الدائري في أصفهان في اليوم ذاته، قال: "لا توجد أي مركبة ثقيلة على الطريق".
يُذكر أن الإضراب بدأ في 22 مايو (أيار)، ويأتي في إطار تحرك نقابي واسع من قبل السائقين للمطالبة بحقوقهم.
وأظهر مقطع فيديو آخر نُشر في 27 مايو، لافتةً نُصبت على أحد الجسور المخصصة للمشاة في طهران، تعبيرًا عن التضامن مع السائقين المضربين. وقد كُتب على اللافتة: "أيها السائقون الشجعان والمتحدون، إضراباتكم قد أنارت أملًا جديدًا لبداية احتجاجات شعبية واسعة. نحن معكم حتى النصر".
وفي بيان صدر مساء الاثنين 26 مايو، أعرب اتحاد نقابات سائقي الشاحنات في إيران عن تقديره لما وصفه بـ"التضامن اللافت" خلال اليوم الخامس من الإضراب، وأعلن انضمام آلاف السائقين إلى الإضرابات على مستوى البلاد.
وأضاف الاتحاد أن الإضراب شمل 125 مدينة، ومن المتوقع استمراره في يومه السادس.
وقد أثار هذا الإضراب موجة من الدعم الواسع في أوساط النشطاء السياسيين والمدنيين والفنانين.
وفي أحدث موقف داعم، أعربت كتايون رياحي، الممثلة الإيرانية التي سبق أن اعتُقلت ومُنعت من العمل بسبب دعمها لحركة "امرأة، حياة، حرية"، عن دعمها الكامل لإضراب السائقين، وكتبت على إنستغرام: "شرف إيران يُحمَل اليوم على أكتاف سائقي الشاحنات".
السائقون المضربون أكدوا أن احتجاجهم يأتي اعتراضًا على خفض حصة وقود الديزل، وارتفاع تكاليف التأمين، وانخفاض أجور الشحن، إلى جانب مطالب مهنية أخرى لم يتم تلبيتها.
وقد ردّت الأجهزة الأمنية الإيرانية على هذه الاحتجاجات بعنف واعتقالات، حيث تم توقيف عدد من السائقين.
وفي هذا السياق، أعلن مدعي عام محافظة أردبيل، الثلاثاء 27 مايو (أيار)، عن اعتقال شخص اتُّهم بـ"تهديد سائق شاحنة لأنه قام بنقل حمولة خلال الإضراب".
وفي وقت سابق، علّق رضا أكبرى، رئيس منظمة الطرق والنقل البري، على الإضراب قائلًا: "هناك قلة من السائقين تسعى إلى خلق توتر، وهذه الأفعال نتيجة تحريض من وسائل الإعلام المعادية من الخارج، والهدف هو تصوير الطرق الإيرانية كأنها غير آمنة".
وفي السياق ذاته، أصدرت نقابة عمال شركة حافلات طهران وضواحيها بيانًا يوم 26 مايو، أعربت فيه عن دعمها لإضراب سائقي الشاحنات، وأكدت أن "الإضراب والاحتجاج حق قانوني لجميع العمال، بما في ذلك السائقون".
وسلّط البيان الضوء على أبرز مطالب السائقين، مثل: توضيح أوضاع التأمين الصحي، تنفيذ التزامات الحكومة بدفع حصة التأمين للسائقين المستقلين، خفض عمولات مكاتب الشحن، وضع حد للفساد والتمييز في توزيع الشحنات.
وكان رضا بهلوي، ولي عهد إيران السابق، قد أعلن يوم 23 مايو دعمه للإضراب، واصفًا سائقي الشاحنات بأنهم: "أحد الأعمدة الحيوية للاقتصاد الإيراني".
وأضاف أن "احتجاجهم يعكس الألم المشترك لملايين الإيرانيين الذين عانوا طويلًا تحت وطأة الفساد وسوء الإدارة في إيران".