بعد غلق متاجرهم خلال أعياد بهائية.. التحقيق مع تجار بهائيين وتفتيش منازل آخرين في إيران

في إطار استمرار ضغوط النظام الإيراني على البهائيين في إيران، واجه العشرات من التجار البهائيين المقيمين في شيراز استدعاءات وتحقيقات وتشكيل ملفات قضائية.

وفي الوقت نفسه، قامت السلطات الأمنية بتفتيش منازل 6 مواطنين في يزد ومواطن بهائي في شيراز، ومصادرة بعض ممتلكاتهم الشخصية.

ووفقًا للمعلومات التي وصلت إلى "إيران إنترناشيونال"، في مايو (أيار)، تم استدعاء ما لا يقل عن 20 تاجرًا بهائيًا إلى إدارة الأماكن العامة في شيراز للتحقيق، وتم فتح ملفات قضائية ضدهم بتهمة "الدعاية ضد النظام" بسبب إغلاق متاجرهم خلال الأعياد البهائية.

وقال مصدر مطلع لـ"إيران إنترناشيونال" بهذا الخصوص: "خلال الأسابيع الماضية، زار أشخاص قدموا أنفسهم كممثلين عن إدارة الأماكن العامة الوحدات التجارية المملوكة لمواطنين بهائيين في شيراز، وسألوهم عن معتقداتهم الدينية، وفي 18 مايو، تم استدعاؤهم إلى هذه الإدارة".

وأضاف المصدر أنه خلال جلسات التحقيق، أُبلغ هؤلاء المواطنون أن تهمتهم هي "الدعاية ضد النظام من خلال الترويج للبهائية"، وكان السبب المذكور هو إغلاق متاجرهم خلال أحد الأعياد الدينية البهائية.

قائمة تضم 400 شخص للاستدعاء

ووفقًا للمعلومات التي وصلت إلى "إيران إنترناشيونال"، تم استدعاء هؤلاء المواطنين لاحقًا إلى نيابة محكمة الثورة في شيراز، وتم تحديد كفالة بقيمة 400 مليون تومان لإطلاق سراحهم المؤقت حتى موعد المحاكمة.

وقال مصدر مطلع إنه في الأيام الماضية، تم تشكيل ملفات قضائية لنحو 20 مواطنًا بهائيًا في شيراز بهذه الطريقة؛ "قال المحقق إن هناك قائمة تضم أسماء حوالي 400 شخص، تم استدعاء عدد منهم حتى الآن، وهناك آخرون سيتم استدعاؤهم في المستقبل".

ووفقًا للتقويم البهائي، هناك تسعة أيام كل عام تُعرف باسم "الأيام المحرمة"، حيث يتوقف المواطنون البهائيون خلالها عن أعمالهم الإدارية والمالية والتجارية.

إن إغلاق وتعليق الوحدات التجارية البهائية وتشكيل ملفات قضائية ضدهم يتم في حين تنص المادة 28 من قانون النظام المهني في إيران على أن أصحاب الوحدات التجارية يمكنهم إغلاق متاجرهم أو وحداتهم التجارية لمدة تصل إلى 15 يومًا في السنة لأسباب دينية.

وقال مصدر مقرب من عائلات المواطنين البهائيين المقيمين في شيراز لـ"إيران إنترناشيونال": "في ظل الأزمة الاقتصادية الواسعة التي تواجهها البلاد، فإن الإجراءات الأمنية ضد التجار البهائيين تضيف ضغطًا إضافيًا عليهم. هذه الإجراءات جزء من سياسات التمييز المنظمة التي ينتهجها نظام الجمهورية الإسلامية ضد الأقليات الدينية، وخاصة البهائيين".

تفتيش منازل سبعة مواطنين بهائيين

ووفقًا للمعلومات التي وصلت إلى "إيران إنترناشيونال"، في يوم الأحد 25 مايو، دخل خمسة عناصر أمنيين بأمر قضائي منزل مهران دهقان‌ منشادي، مواطن بهائي مقيم في شيراز، لتفتيشه. وبعد تفتيش المنزل بالكامل، صادر رجال الأمن جهاز لاب توب، وتابلت، وهارد (القرص الصلب)، وهواتف محمولة لأفراد العائلة، وجميع الكتب، والصور الدينية، والقلادات الذهبية التي تحمل رموزًا بهائية.

وأعلن رجال الأمن في النهاية أن هذا المواطن البهائي سيتم استدعاؤه إلى النيابة في الأيام القادمة.

كما ذكر موقع "هرانا" الحقوقي أنه في مساء 22 مايو، تم تفتيش منازل ستة مواطنين بهائيين مقيمين في يزد، وهم: رامين جيوه، وجمال قدير زاده، وقدرت ميرزايي، ومنوتشهر سبحاني، وفرخ شادبور، وطراز أميري، على يد عناصر وزارة الاستخبارات.

ووفقًا لهذا التقرير، قام رجال الأمن خلال تفتيش منازل هؤلاء المواطنين البهائيين بمصادرة بعض ممتلكاتهم الشخصية، بما في ذلك الكتب المتعلقة بالبهائية، والهواتف المحمولة، وأجهزة اللاب توب.

سكتة قلبية لسجين بهائي يبلغ من العمر 82 عامًا

وكتب مهدي محموديان، ناشط مدني وسجين سياسي، في رسالة من سجن إيفين، عن إصابة عطاء الله ظفر، سجين بهائي يبلغ من العمر 82 عامًا، بسكتة قلبية بعد تجاهل متكرر لاحتياجاته الطبية في السجن.

وأشار محموديان إلى أن ظفر، في 24 مايو، أصيب بسكتة قلبية بعد عدة زيارات إلى عيادة السجن، وتم نقله إلى المستشفى، وكتب: "حدث هذا الحادث في حين تم الإبلاغ عن حالته الصحية الوخيمة مرات عديدة من قبل محاميه، وزملائه في السجن، وحتى الأطباء، إلى المسؤولين القضائيين، لكن لم يتم اتخاذ أي إجراء فعال لعلاجه أو إيقاف تنفيذ الحكم".

وأضاف أن ظفر، في المرحلة الأولى من اعتقاله، تم إطلاق سراحه من السجن بعد تأكيد الطب الشرعي أنه غير قادر على تحمل العقوبة، لكنه بعد فترة قصيرة، وبضغط من الأجهزة الأمنية، أُعيد محاكمته وأعيد إلى السجن.

وفي حكم غريب، وعلى الرغم من تقدمه في السن وتدهور حالته الصحية، أعلن الطب الشرعي هذه المرة، تحت ضغط وزارة الاستخبارات، أنه قادر على تحمل العقوبة.

والبهائيون هم أكبر أقلية دينية غير مسلمة في إيران، وقد تعرضوا بشكل منهجي للاضطهاد والمضايقات منذ ثورة عام 1979.

وتكثفت ضغوط النظام على البهائيين في إيران خلال العام الماضي.

وتقول مصادر غير رسمية إن أكثر من 300 ألف مواطن بهائي يعيشون في إيران.

يذكر أن دستور الجمهورية الإسلامية يعترف فقط بالإسلام، والمسيحية، واليهودية، والزرادشتية كأديان رسمية.