"FBI" يدرج نائب وزير الاستخبارات الإيراني في قائمة "المطلوبين للعدالة"

أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (FBI) إدراج سيد يحيى حسيني بنجكي، المعروف أيضًا باسم سيد يحيى حميدي، في قائمة المطلوبين للعدالة، ونشر صورته ومواصفاته طالبًا من الجمهور تزويده بأي معلومات تؤدي إلى القبض عليه.
وجاء في بيان "FBI"، الاثنين 26 مايو (أيار)، أن سيد يحيى حسيني، من مواليد 23 يناير (كانون الثاني) 1975، يشغل منصب نائب وزير الاستخبارات ومسؤول مكتب إسرائيل.
وذكر البيان أن "سيد يحيى حسيني مطلوب للاستجواب بسبب صلته بمؤامرات عالمية مميتة وأنشطة إرهابية، تشمل استخدام شبكات استخباراتية وعملياتية وإمكانات إلكترونية، في إطار تعاون مشترك بين وزارة الاستخبارات الإيرانية والحرس الثوري الإيراني".
كانت قناة "إيران إنترناشيونال" قد كشفت لأول مرة هوية حسيني بنجكي بتاريخ 8 يوليو (تموز) 2024، وذكرت أنه العقل المدبر للعمليات التي نفذتها وزارة الاستخبارات لاغتيال معارضي النظام الإيراني في الخارج.
ونقلًا عن مصدر في وزارة الدفاع الإيرانية، فإن حسيني بنجكي يُعد من الجيل الجديد من المسؤولين الأمنيين الموثوقين لدى المرشد الإيراني علي خامنئي.
دور وزارة الاستخبارات في العمليات الخارجية
ولطالما كانت وزارة الاستخبارات، إلى جانب جهاز استخبارات الحرس الثوري، من أبرز المنفذين للعمليات التخريبية الخارجية للنظام الإيراني، لكن وفقًا لمصادر قناة "إيران إنترناشيونال"، فإن وزارة الاستخبارات تتمتع ببنية تنظيمية أكثر تماسكًا من الحرس الثوري في هذا المجال.
وأكد "FBI" في بيانه أن نائب وزير الأمن الداخلي في وزارة الاستخبارات مسؤول عن إدارة شبكة الجريمة التي يقودها ناجي شريفي زيندشتي ومساعدوه، وهي شبكة استهدفت معارضين إيرانيين يقيمون في الولايات المتحدة على الأقل خلال الفترة من ديسمبر (كانون الأول) 2020 حتى أبريل (نيسان) 2021.
وأشار البيان إلى أن "سيد يحيى حسيني هو رئيس رضا حميدي راوري، أحد عملاء الاستخبارات الإيرانية، والذي هو أيضًا مطلوب للاستجواب".
وطلب "FBI" من أي شخص يمتلك معلومات عن حسيني بنجكي أن يتواصل مع أقرب مكتب لمكتب التحقيقات الفيدرالي، أو أقرب سفارة أو قنصلية أميركية، أو أن يُرسل معلوماته عبر الموقع الإلكتروني "tips.fbi.gov".
من هو سيد يحيى حسيني بنجكي؟
وُلد سيد يحيى حسيني بنجكي في 23 يناير (كانون الثاني) 1975 في مدينة كرج الإيرانية، ويحمل درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة آزاد الإسلامية في تبريز.
ونُشرت له مقالتان في مجلات علمية إيرانية، الأولى بعنوان: "دور الشائعات والتهديدات الهجينة في البيئة الأمنية" في مجلة الأمن القومي الصادرة عن وزارة الدفاع، والثانية بعنوان: "الإرهاب التكفيري في الفضاء السيبراني وسبل مواجهته" في فصلية دراسات الفضاء السيبراني التابعة لجامعة الدفاع الوطني العليا.
وقد فُرضت عليه عقوبات من قبل الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بسبب ضلوعه في مؤامرة تفجير كانت تستهدف اجتماعًا لمنظمة مجاهدي خلق في باريس عام 2018. وقد أُحبطت المؤامرة قبل تنفيذها بفضل تحرك الشرطة.
دور حسيني في تأسيس "ستاد سليماني"
وأسس حسيني بنجكي في وزارة الاستخبارات "ستاد الشهيد سليماني"، وهو كيان يُنسق عمليات تخريبية حول العالم بالتعاون مع أجهزة الاستخبارات الإيرانية الأخرى وقوات الحرس الثوري.
واسم هذا الكيان يشير إلى البرنامج الإيراني للانتقام لمقتل قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
وبحسب مصدر استخباراتي تحدث لـ"إيران إنترناشيونال"، فإن حسيني يتمتع بعلاقات وثيقة مع الحرس الثوري، وسافر مرارًا إلى سوريا ولبنان، حيث تعاون مع حزب الله وفيلق القدس في تبادل المعلومات والعمليات.
ورغم هذا التعاون، تؤكد المصادر أن بعض كبار مسؤولي الحرس الثوري لا يبدون ارتياحًا لطموحات هذا المسؤول البارز في وزارة الاستخبارات.
مسؤول عن الملف الإسرائيلي
بالإضافة إلى منصبه كنائب وزير الاستخبارات، يشغل سيد يحيى حسيني بنجكي منصب مسؤول "مكتب إسرائيل" داخل وزارة الاستخبارات.
ويؤكد مصدر استخباراتي أن توليه هذا المنصب المزدوج جاء بأمر مباشر من علي خامنئي، الذي يمنح الأولوية للأنشطة الهجومية ضد إسرائيل، مما أدى إلى تخصيص موارد مالية وبشرية إضافية لهذا القسم.
وقبل حسيني بنجكي، كان سعيد هاشمي مقدم يشغل منصب نائب وزير الأمن الداخلي، وهو شخصية أقدم سنًا (62 عامًا) من مسؤولي الوزارة، وقد أدرج أيضًا في قوائم العقوبات الأوروبية بعد الكشف عن ضلوعه في مؤامرة باريس.
ورغم بقاء منصب نائب الأمن الداخلي مدرجًا ضمن قوائم العقوبات الأوروبية، إلا أن اسم سيد يحيى حسيني بنجكي نفسه لم يُدرج رسميًا بعد في تلك القوائم.