للمرة الثانية.. رفض طلب إعادة محاكمة سجين سياسي محكوم بالإعدام في إيران
رفضت المحكمة العليا في إيران، للمرة الثانية، طلب إعادة المحاكمة الذي قدّمه محامي حاتم أوزدمیر، المواطن من العرقية التركية والسجين السياسي المحكوم بالإعدام والمحتجز في سجن أرومية.
في الوقت ذاته، صدّقت محكمة الاستئناف في محافظة أذربيجان الغربية بشكل كامل على الحكم بالسجن لمدة 15 عامًا الصادر بحق رزكار بيك زاده باباميري، أحد معتقلي احتجاجات "المرأة، الحياة، الحرية".
وبحسب تقرير نشره موقع حقوق الإنسان "هرانا"، يوم الاثنين 12 مايو (أيار)، فقد رفضت المحكمة العليا طلب الإعادة الثاني الذي تقدّم به محامي أوزدمیر.
كانت المحكمة العليا، أعلى سلطة قضائية في إيران، قد صادقت على حكم الإعدام الصادر بحق أوزدمير في سبتمبر (أيلول) 2024، ورفضت طلب الإعادة الأول في 13 مارس (آذار) الماضي.
واعتُقل أوزدمیر في صيف عام 2019 على يد قوات الأمن في مدينة ماكو، وبعد شهرين نُقل إلى العنبر السياسي في سجن أرومية.
وفي 17 سبتمبر (أيلول) من نفس العام، تم نقله إلى معتقل استخبارات أرومية، ثم أعيد إلى السجن المركزي في المدينة.
وفي أواخر شتاء عام 2021، أصدرت الشعبة الأولى من محكمة الثورة في مدينة خوي حكمًا بالإعدام بحق أوزدمیر بتهمة "البغي".
وبعد اعتراض أوزدمیر على الحكم، ألغى فرع من المحكمة العليا الحكم، وأُحيلت قضيته إلى فرع مماثل لإعادة النظر.
وبحسب موقع "هرانا"، وبعد إعادة المحاكمة وعقد جلسة جديدة في مايو (أيار) 2024، أصدر الفرع الثالث لمحكمة الثورة في أرومية، برئاسة القاضي نجف زاده، حكمًا جديدًا بالإعدام ضده، هذه المرة بتهمة "الحرابة".
تأييد حكم السجن على رزكار بيك زاده بابامیری
وفي سياق متصل، صدّقت محكمة الاستئناف على حكم السجن لمدة 15 عامًا بحق رزكار بيك زاده باباميري، أحد معتقلي احتجاجات "المرأة، الحياة، الحرية".
وكتبت جينو بيك زاده باباميري، ابنة المعتقل، عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، أن الحكم قد أُبلغ لوالدها مؤخرًا داخل سجن أرومية من قبل شعبة تنفيذ الأحكام القضائية.
وأضافت: "من المحتمل أيضًا صدور حكم في قضية أخرى لوالدي لدى محكمة الثورة، بتهمة "البغي".
وأكدت أن والدها اعتُقل فقط بسبب "مساعداته الإنسانية في تضميد جراح مصابي احتجاجات حركة المرأة، الحياة، الحرية"، مشيرة إلى أنه تعرّض لـ"أبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي"، ولم تُراعَ في قضيته حتى الحدود الدنيا لحقوق المتهمين بحسب قوانين النظام الإيراني نفسه.
شرح التعذيب وخطر الحكم بالإعدام
في رسالة كتبها من داخل سجن أرومية بتاريخ 25 أبريل (نيسان) الماضي، كشف باباميري عن تفاصيل تعذيبه في معتقلي الاستخبارات في بوكان وأرومية، مؤكدًا أن "جريمته الوحيدة كانت مساعدة الآخرين خلال انتفاضة المرأة، الحياة، الحرية".
وكتب أنه تعرّض خلال 130 يومًا من الاعتقال والاستجواب لتعذيب "متخصص"، شمل: الإيهام بالغرق (استخدام الأكياس والماء لخنقه)، والإعدام الوهمي (تعليق على المشنقة أو تمثيل إطلاق نار)، والصعق الكهربائي في مناطق حساسة من الجسم، والحرمان المتواصل من النوم.
وكان باباميري قد اعتُقل في 17 أبريل (نيسان) 2023 بسبب مشاركته في احتجاجات بوكان وتوفيره الأدوية والمستلزمات الطبية للمصابين جرّاء قمع المحتجين في المدينة.
باباميري، مزارع يبلغ من العمر 47 عامًا، يعيش في قرية قرب تيكان تبه بمدينة بوكان، وهو أب لثلاثة أطفال، أصغرهم كان عمره عامين فقط وقت اعتقاله.
وبحسب لائحة الاتهام الصادرة عن الفرع العاشر لنيابة أرومية، يُحاكم بيك زاده باباميري في قضية تضم 13 متهمًا آخرين، بتهم تشمل: الحرابة، والبغي، والتجمهر والتواطؤ ضد الأمن القومي، وتمويل الإرهاب، والدعاية ضد النظام، والتجسس والتعاون مع دول معادية.
وهذه التهم، التي تنظر فيها محكمة الثورة في أرومية، قد تؤدي إلى إصدار حكم بالإعدام بحقه.