سيناتوران أميركيان بارزان: لن نُقر أي اتفاق ما لم يُفكَّك البرنامج النووي الإيراني بالكامل

حذر كلٌّ من ليندسي غراهام وتوم كاتن، وهما من كبار أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، من أن مجلس الشيوخ لن يوافق على أي اتفاق نووي مع إيران ما لم يؤدِّ هذا الاتفاق إلى "تفكيك كامل" للبرنامج النووي الإيراني.

جاء هذا التحذير يوم الخميس 8 مايو (أيار) خلال مؤتمر صحافي في الكونغرس خُصِّص لدعم قرارٍ يُشدد على ضرورة تفكيك برنامج التخصيب الإيراني بالكامل.

وعندما سُئلا عن سبب ضرورة تصديق مجلس الشيوخ على الاتفاق، رغم أن ترامب يمكن من الناحية الفنية أن ينفّذ اتفاقاً دون تدخل من السلطة التشريعية، شدد كلاهما على أنه من دون موافقة الكونغرس، لا توجد أي ضمانة لاستمرار الاتفاق في الإدارات المقبلة.

وقال كاتن: "إذا كانوا يريدون اتفاقاً دائماً وموثوقاً، فعليهم أن يقدموه إلى مجلس الشيوخ ليُصوَّت عليه كمعاهدة".

وأكد غراهام أن دعم الكونغرس لأي اتفاق من هذا النوع لن يكون ممكناً إلا إذا شمل أيضاً ملف البرنامج الصاروخي والنشاطات الإرهابية بالوكالة التي تمارسها إيران.

وأضاف: "لقد قلت لوزير الخارجية ماركو روبيو إن أي معاهدة في هذا المجال لا يمكن أن تمر إلا إذا حصلتم على 67 صوتاً… لن تنالوا 67 صوتاً لاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني ما لم تتعاملوا مع برنامجهم الصاروخي ونشاطاتهم الإرهابية. فهل هذا ممكن؟ نعم، إذا غيّرت إيران موقفها".

وتابع غراهام: "أنصح المرشد بأن يأخذ على محمل الجد مقترحات الوزير روبيو وستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لترامب لشؤون الشرق الأوسط. إذا كنتم فعلاً تريدون ما تدّعون، أي برنامجاً نووياً سلمياً، فعليكم أن تفككوا هذا البرنامج. وإذا فعلتم أيضاً ما تحدث عنه السيناتور كاتن، يمكنكم تحسين علاقتكم مع أميركا. بدون تغييرات جذرية، لا يوجد أي سبيل للمصادقة على معاهدة في مجلس الشيوخ".

وقال غراهام مخاطباً النظام الإيراني: "أنتم تدّعون أنكم تريدون برنامجاً نووياً سلمياً فقط. يمكنكم ذلك، لكن لا يمكنكم تخصيب اليورانيوم ويجب أن تفككوا هذا البرنامج. ويجب أن تفعلوا ذلك الآن".

وأعلن غراهام وكاتن أيضاً أنهما يؤيدان استمرار برنامج نووي مدني وسلمي في إيران بشرط أن يكون خالياً من التخصيب.

وسبق أن قال جيه دي فانس، نائب الرئيس، إن طهران يمكنها أن تمتلك "برنامجاً نووياً مدنياً"، لكن ليس "برنامجاً لتصنيع الأسلحة النووية"، بمعنى أن بإمكان إيران استيراد مواد نووية منخفضة التخصيب.

وأشاد هذان السيناتوران الجمهوريان بقرار ترامب الانسحاب من اتفاق 2015 الذي أبرمته إدارة أوباما، وأكدا مجدداً أن أي اتفاق مستقبلي يجب أن يضمن تفكيك البرنامج النووي بالكامل.

وأشارا أيضاً إلى محادثاتهما الخاصة الأخيرة مع الرئيس الأميركي، وأعربا عن ثقتهما في أن ترامب يشاركهما الرأي ولن يقبل باتفاق لا يفي بهذه الشروط.

وقال غراهام في رد على سؤال لموقع " Jewish Insider": تحدثت مع الرئيس في نهاية الأسبوع حول هذا الموضوع. هو يريد حلاً دبلوماسياً يُفضي إلى نتيجة، والنتيجة هي التأكد من أن إيران لا تستطيع الوصول إلى القنبلة النووية؛ أي تفكيك المسار المؤدي إلى ذلك، وهو ما تحدث عنه السيناتور كاتن. هذا هو أساس أي علاقة مستقبلية مع إيران".

وأضاف كاتن أنه لا يمكنه تصور أي سيناريو يصوّت فيه مجلس الشيوخ على اتفاق يشبه اتفاق إدارة أوباما. وقال إن مثل هذا الاتفاق "سيكون مثيراً للجدل للغاية".

يأتي هذا الموقف المتشدد ضد إيران في وقت تزداد فيه شكوك الجمهوريين الداعمين لإسرائيل في الكونغرس بشأن استمرار مفاوضات ترامب مع طهران.

وقال غراهام: "إذا حصلت إيران على القدرة على إنتاج سلاح نووي، فسيكون ذلك أخطر حدث يزعزع الاستقرار في العالم. أعتقد أن العالم العربي السني سيسلك نفس الطريق، وسنشهد سباقاً للتسلح النووي في الشرق الأوسط. لكن الأهم من ذلك، أعتقد أنه إذا امتلك النظام الإيراني سلاحاً نووياً، فسيستخدمه كجزء من نظامه الديني المتطرف".

وأضاف: "المرشد وأتباعه هم في الواقع نازيون دينيون. إنهم يتحدثون علناً عن تدمير إسرائيل، ويكتبون ذلك على صواريخهم. وأنا أصدقهم. أصدق أنهم يريدون السيطرة على الأماكن المقدسة في السعودية، وتدمير الدولة اليهودية، وطردنا من الشرق الأوسط. السلاح النووي جزء من هذا المشروع. هذا السلاح ليس بوليصة تأمين لبقاء النظام؛ بل أداة لتنفيذ واحدة من أكثر الأيديولوجيات الدينية تطرفاً على وجه الأرض".

وقال كاتن من جهته إن سلوك هذا النظام سيزداد سوءاً إذا حصل على "مظلة حماية من سلاح نووي"، مشيراً إلى التراكم الكبير لليورانيوم عالي التخصيب، ودعم طهران للجماعات الإرهابية في أنحاء الشرق الأوسط، ومحاولاتها لاغتيال ترامب ومسؤولين أميركيين آخرين.

وأضاف: "إيران نووية ستجعل العالم أكثر خطراً بشكل كبير".

وأوضح كاتن أن "الوكالة الدولية للطاقة الذرية أفادت في فبراير (شباط) الماضي أن إيران تملك ما بين خمسة إلى سبعة أطنان من اليورانيوم المخصب، وأكثر من 600 رطل من اليورانيوم بنسبة تخصيب 60 في المائة. وإذا تم تخصيب هذا اليورانيوم بشكل إضافي، فسيكون كافياً لصنع ستة أسلحة نووية. بصراحة، لا يوجد سبب وجيه أو مبرر لامتلاك هذه الكمية، وهذا بحد ذاته يثبت أن النظام الإيراني لا يمكن الوثوق به ليحوز مفاتيح دورة الوقود النووي، وخاصة البنية التحتية والخبرة اللازمة للتخصيب أو إعادة المعالجة".